;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

شرف سبتمبر الثورة 46

2024-09-23 02:30:57

لم تكن ثورة سبتمبر حدثا عابر، بقدر ما كانت ثورة شعب تواق للحرية وانتفض على الفقر والجوع والمرض، وتجاوز حدود المخافة وخزعبلات أحمد ياجناه..

shape3

ثورة سبتمبر هي ثورة الشعب اليمني شماله وجنوبه، التي شكلت أهم محطات التاريخ اليمني ، ومثلت خطا نظريا أسس على معالمه مشروع سياسي متكامل، رفض الواقع المحتقن، وحدد الشكل المستقبلي للدولة في صورة النظام الجمهوري، يؤسس وسط أنظمة لا تلبي طموحات الناس ومشروع الأمة العربية.

يظلم الثورة ويظلم نفسه من يعتقد أن سبتمبر ثورة الشمال وصنعاء، ويحملها كل مالات الإرث الإمامي والكهنوتي، وثقافة القبيلة والمجتمع المغلق على عادات ما قبل التاريخ المعاصر، فالثورة هدت أكبر قلاع الكهنوت وثقافة السيد والمسود، والتمايز العرقي والسلالي، لتوحد الناس تحت طائلة القانون، وتؤسس الجمهورية على ملامح الديمقراطية والمساواة ومواكبة تطورات العصر.

سبتمبر التي مثلت شرف القضاء على الإمامة والكهنوت، ورسخت الجمهورية، لا نحملها عجزنا على حماية هذا الشرف، وليست مسؤولة عن ما أصابنا من ضرر المؤامرات والتدجين الذي أوصلنا لما وصلنا إليه اليوم، بعد أن تمكن أعداء سبتمبر من اختراقنا، وقبل البعض بوعي أو بدونه العمل ضد سبتمبر.

هل يعلم من يشيطنون سبتمبر اليوم، إنها شرارة انطلقت بلا نزاع فئوي ولا حكر مناطقي، بل كانت ثورة قادها ضباط أحرار والتحق بها شرفاء اليمن شماله وجنوبه، وهم لحمايتها الكل متجاوزين الحدود الجغرافيا والإرث الثقافي البالي، وقيود القبيلة والثارات والضغائن.

ومن قرأ تاريخ رسم ملامح سبتمبر سيعرف أنها تشكلت في عدن، عندما لجأ لها الزبيري ونعمان وشكل مع محمد علي لقمان ورفاقه وشكلوا معا القوة الثقافية والسياسية للثورة الدستورية 48م وحركة 55م وحركة مارس 61م حتى تشكلت ملامح سبتمبر 62م الثورة التي أطاحت بحكم الإمامة، وأزالت كل الكيانات العرقية والارستقراطية آنذاك، وشكلت داعم رئيسي لثورة أكتوبر المجيد.

فكرة الثورة تأسست على رفض الأنظمة المستبدة، ومقاومة النظام الدكتاتوري الرافض للتنوع والتعدد الفكري والثقافي والسياسي والطائفي، رفض هدر طاقات الناس وإنسانيتهم، وتدمير الأوطان وتفكيكها لتكن صالحة لبقاء النظام والمستفيدين منه فقط، الذين يستثمرون أزمات الوطن، ويتاجرون بالأرض والثروة والإنسان، الهوية شعار ومعيار لتجارتهم.

تلك الأنظمة التي تتناغم مع المستعمر وتصرفاته وأعماله، فكانت سبتمبر الضربة القاسية التي وجهت لصدر المستعمر في عدن والجنوب، وتحالف مع الأنظمة المستبدة لمحاربة سبتمبر والقضاء عليها ، في حصار السبعين الذي قدم المستعمر كل الدعم لجيوش ومرتزقة الإمامة في إسقاط صنعاء معتقدا أنها معقل سبتمبر الوحيد وان سقطت ستسقط سبتمبر، ولم يتوقع أن اليمن شماله وجنوبه كان معقل سبتمبر، وهب أبناءه للدفاع عن سبتمبر، وكان شرف إسقاط الكهنوت وترسيخ الجمهورية ، ولكننا عجزنا في أن نحافظ على هذا الشرف، وتمكن منا المستعمر وأعوانه، وما زلت الثورة مستمرة وستنتصر، وما زالت أهدافها ماثلة في الذهنية وبرنامج عمل الثوار جنوبا وشمالا، الكل يناضل مهما اختلفت التسميات ستجد الأهداف واحدة وسبتمبر ما ثله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد