الكتابةً عن مأرب بوح "المنسح" غيض من فيض، هي من يوحي ويملي، وهي تختار الكلام، تنتقي الحرف والمفردة، تنقش الجملة، تنجز تعبيرها وعبيرها، لغة صقيلة، تتحدر من زهو وإباء، عالية شموخة متوثبة، خصبة رفيعة، ريانة بكبرياء الحقب وعنفوان العصور، لغة تتقاطر من كل سماء، تجيء من كل صوب مغسولة نقية هادرة جارفة، باسلة كروح، مأرب الحضارة والحضور والمآثر والمكارم الحية الراسخة.
هي مأرب في عيدها السبتمبري المجيد حاضرة الممالك والملوك، مأرب الثورة والجمهورية، مبعث العز والفخار تحضر بكل خيلاء، قائدة ورائدة لتقول الجديد وتصنع الأجد، تتقوض المدائن المحاربة، وتعاني الويلات، لكنها مأرب إستثناء، نمت في قلب الحرب، كبرت بما تفعل وتوسعت وهي مطوقة، وشيدت وهي تقاتل، وانتصرت في جبهات التمدين والبناء والتنمية، وواجهت تحديات البقاء بعزيمة لا تكسر
لخميس الثورة أمس في مأرب وهجه الخاص، وبحضور دولة رئيس الوزراء دكتور أحمد عوض بن مبارك مع وزراء ووكلاء الحكومة كان للإحتفال زخمه الملفت، بدت فيه مأرب في أبهى صورة، سبتمبرية عتيدة معنى ومبنى، وأكدت الكلمات على واحدية القدر والمصير ومقابلة الوفاء بالوفاء، والإستمرار في دعم الجيش والمقاومة ومعالجة ملف الشهداء والجرحى والسير قدما باتجاه الإصطفاف لمواجهة الإنقلاب الحوثي حتى الخلاص.
الشعوب في مواجهة الجوائح والنكبات تلوذ برمزياتها الجامعة، وبتواريخها الفارقة، وذكرياتها المجيدة الخالدة التي جسدت روحها العظيمة وشخصيتها وهويتها ومنحتها الكينونة وكرامة الوجود.
وفي عيد ثورتنا الخالدة، وبهذه الروح المتقدة واليقظة نحن نستدعي العظمة، نحتفل بالوطن الجمهوري الحر، نؤكد بقاءنا في قلب المعنى الكبير للثورة الأم، نعلن مواصلة الدور والفعالية والحضور كشعب حي ووطن لا يموت.
عاشت كل مدائن اليمن حرة عزيزة ثائرة، وعاش شعبنا العظيم كريما أبيا مقاوما الطغيان والكهنوت، كبيرا مسقطا كل رهانات الصغار.