أولا: نحن مشغلون كثيرا ولا وقت عندنا لإضاعته على المحاورة مع البعض أو الرد وقد راسلني الفضلاء بردود بعض الفضلاء ويظن أن لدي من الوقت ما أهدره لمثل هذه وكنت قد رجعت من تسجيل الموسم الخامس لشهر رمضان مع نخبة من كبار أهل العلم قبل قليل ووصلت على عدة رسائل حول ذلك.
ثانيا: نحن نقوم بمشروع الإحياء الحضاري الذي نقصد به جمع كلمة أهل السنة بكافة ألوانهم ولا نريد صرف جهد علمي أو عملي في الخلاف جمعا للكلمة.
ومن رد علينا لا نعتني بالرد عليه أو ذكر اسمه.
ثالثا: من المسائل المتعلقة بشهر الثورة اليمانية السبتمبرية ما يلي:
1_ سبتمبر شهر أذل الله فيه الطغاة في اليمن وأقمأ العنصريين السلاليين من أهل فارس الذين نزحوا إلى اليمن، فآواهم اليمنيون وأحسنوا إليهم فجازوهم تنكيلا وقتلا وانتهاكا لأعراضهم وتطاولا على ملوك الأرض من أهل اليمن، لذلك فحق لليمنيين أن يحتفلوا بسبتمبر.
وإيقاد الشعلة خصلة عادية لا عبادية وفيها ترغيم وتذكير وإحياء لفتح مبين على أهل اليمن.
وسيوقدها اليمنيون أجيلا بعد أجيال رضي من رضى وأبى من أبى .
2_ بينا أن إيقاد الشعلة مباح وما انبرى به البعض للتشغيب وإيهام العوام والتغرير عليهم بضد ذلك كله باطل
لا يفيد في مقام بيان الحلال والحرام شيئا، فإن الحرام مضيق مفصل مبين، ولا يقول عالم معتبر من أهل الفتيا بالحرمة إلا إن انطلق من أوامر حزبية أو نوازع سلالية أو مدفوع أو عامي أو طالب علم لا عبرة بفتواه.
3_ هذه المقالة لها عام كامل لكن البعض يغفر الله له
حرف الكلم عن مواضعه وجعلها ردا على أحد الخطباء الفضلاء فانبرى ديانة كما يقول للدفاع عليه مدعيا علي بدون برهان بين أمام الله
أني قصدت الرد عليه
ولا علم لي بالخطيب أصلا ولا أعرفه ولا بغيره. وكان من السهل أن يتواصل بي للتبين لكن لله الأمر .
ولكن يغفر الله له مع هذا، وما نريد إلا جمع الكلمة لا تفرقتها.
4_ منهجيتي عدم ذكر الأشخاص ولا الأسماء بل المنهجيات ونقاشها هذا إن استحق الأمر ذلك.
وكثيرا ما أراسل العلماء بذلك على الخاص .
وأتصل بهم تلفونيا للنقاش والحوار حتى لا يخرج الأمر للعامة الذين قد يحملون الأمر على جهة الخلاف والفرقة والفتنة.
5_ ورد في الصحاح التي كالشمس إيقاد النار في معسكر الصحابة في فتح مكة حتى شبهها أبو سفيان كنيران عرفة من كثرتها وعظمها.
ولم يكن أحد تنبه أصلا لهذا المدرك الفقهي.
فانبرى طائفة من الإخوة يغفر الله لهم لرد ذلك بأنواع الرد منها.
أغربها وأشدها بعدا
أن النبي لم يأمر بذلك وهذه فاقرة من الفواقر أن يجعل فعل الصحابة بين يديه في أعظم جيش إسلامي كان من غير أمره
فالصحابة على هذا إما عصاة فعلوا ما لم يؤمروا به
أو فوضويون على الأقل قدموا بين يدي النبي ما لم يستأذنوه فيه في موقف خطير كهذا
وهذه معصية كذلك.
وهكذا يعمل التسرع أو عدم الانصاف ويوصل إلى ما لا يحمد، ولا بارك الله من يسعى بين أهل العلم بالوفيعة والفتنة ويخرجها بصورة الاستفتاء.
والحاصل أنا لم نعتمد رواية الواقدي أصلا ولا ذكرناها، مع أن الحفاظ نقلوا روايته هذه في مقام الاستدلال بدون نقد لها لأنها محصل ما في الصحاح ولا تخالفها من قريب ولا من بعيد
والواقدي إن خالف ما في الصحاح فهو مردود
أما هنا فلا يقول منصف أنه خالف بل هذا مقتضى رواية الصحاح
لأنها إما بأمره أو أنها من الصحابة بدون أمر ولا استئذان وهذا غاية في سوء الظن بالصحابة
أنهم يقدمون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
و إنصافا للواقدي الذي اكتفى البعض بنقل قدحه فيه أذكر ما ذكر فيه العلماء من ثناء خاصة في المغازي
حتى ننصفه
جاء في «سير أعلام النبلاء» (9/ 457):
«وقال الخطيب: هو ممن طبق ذكره شرق الأرض وغربها، وسارت بكتبه الركبان في فنون العلم من المغازي، والسير، والطبقات، والفقه، وكان جوادا، كريما، مشهورا بالسخاء .
قال محمد بن سلام الجمحي: الواقدي عالم دهره .... وقال إبراهيم الحربي: الواقدي أمين الناس على أهل الإسلام، كان أعلم الناس بأمر الإسلام.
قال: فأما الجاهلية، فلم يعلم فيها شيئا .
وقال موسى بن هارون: سمعت مصعبا الزبيري يذكر الواقدي،
فقال: والله ما رأينا مثله قط.
وعن الدراوردي - وذكر الواقدي - فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث. ... وقال إبراهيم الحربي: سمعت مصعب بن عبد الله يقول: الواقدي: ثقة، مأمون .
وسئل معن بن عيسى، عن الواقدي، فقال:
أنا أسأل عن الواقدي؟ الواقدي يسأل عني .
وسألت ابن نمير عنه، فقال: أما حديثه ها هنا فمستو، وأما حديث أهل المدينة، فهم أعلم به.
وروى: جابر بن كردي، عن يزيد بن هارون، قال: الواقدي ثقة.» ..انتهى.
والشاهد من هذا أنه ما كذب هنا
ولا اخترع كما يختلق عليه البعض
بل النيران أوقدت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في جيشه اللجب البالغ عشرة آلاف في سائر الكتائب كما تفيده الرويات الصحاح
فمحال أن يكون بغير أمره و إذنه
وعلى كل الأحوال فهو تشريع وإباحة وتقرير حربي سياسي .
6_ من العاديات الرسمية المباحة التي لا دليل على تحريمها أو منعها الوقوف مع السلام الجمهوري وليس في ذلك شرك أو عبادة غير الله
والوقوف أنواع منها التعبد وهو لله
ومنها الإجلال ويكون للوالد والعالم
ومنه العادة الرسمية البروتوكولية ومنه السلام الجمهوري ومنه القيام للضيف وهو فعل حسن
ومسألة القيام للضيف والداخل معلومة في الفقه وهي من صغار المسائل لا من أصول الدين
ومن كفر بها أو قال هي شرك ونحو هذه الألفاظ فهو من الغلو.
وقد تكلمت عليها قبل عشر سنين في كتبي مقالاتي وليست وليدة حتى لا يتهور شخص فيبلغها فلانا وأن فلانا تقصدك وو
كما هو صنيع المشائين بين الناس بالفتنة.
7_ ومن المسائل العادية المباحة قيام الطلاب للمعلم إذا دخل الفصل ولا يتعلق بها تحريم ومن ادعى ذلك عليه الدليل الصحيح الصريح الخالي عن المعارضة.
8_ إثارة البعض لهذه القضايا في صف الشرعية مؤذن بزيادة الضعف وتسلط العدو كما لا يخفى على العقلاء فإيقاض مثل هذه الأمور وجعلها محورية من قلة الفقه والعلم
وبدلا من تشجيع الخطباء والدعاة على ذلك ينبغي نصحهم وتقديم كبار الأمور من المصالح على بيان ما لا يفيد الناس في هذه المرحلة سوى الوهن البلبلة.
9_ إن وجد في المسألة قولان لعالمين معتبرين من أهل الفتوى فهو خير فمن شاء قلد هذا ومن شاء قلد هذا
والله يوفق الجميع لما يحب ويرضى.