أجمل ما فعلته حركة حماس أنها جعلت من 7 أكتوبر حدثًا يُحتفى به كـ “يوم للمقاومة والثأر والصمود والاستعصاء”، مُحددةً إياه يوماً وطنياً
لقد تمكنت حماس من تثبيت هذا اليوم كمشروعية كفاحية خالصة لها، وحق حصري دون غيرها، باعتبارها حركة وطنية أصيلة تكافح من داخل الأرض الفلسطينية، وهي جزء لا يتجزأ من المشروع الوطني الفلسطيني التحرري، لاسيما وان هذه المشروعية الكفاحية قد توثقت باستشهاد زعيمها، الرئيس إسماعيل هنية، الذي تعرض للخيانة أو التقصير في حمايته من إيران وهو ضيف عليها.
لازالت الردود الإسرائيلية الوحشية ضد حماس والشعب الفلسطيني في غزة تتوالى كأفعال انتقامية على هذا الحدث، في ظل عزم نتنياهو على توسيع دائرة الانتقام لتشمل حزب الله في لبنان وكذا إيران نفسها.
في حال مرّت ذكرى 7 أكتوبر دون أن تنفذ إسرائيل هجومها على إيران، فإن ذلك قد يشير إلى وجود مسار تفاوضي سري بينهما، تحت رعاية أمريكية، يهدف إلى تمهيد الطريق لصفقة قادمة، تشمل تقديم إيران لتنازلات كبيرة لصالح إسرائيل وأمريكا، ومن ضمنها التخفيف من قبضتها على المنطقة.
وقد يكون هذا تمهيدًا لتنفيذ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديداته بالهجوم على إيران ولو بعد ذكرى 7 أكتوبر، ولكن بأقل خشونة.