;
أحمد عبدالملك المقرمي
أحمد عبدالملك المقرمي

الثورة اليمنية دور الإنسان والمكان 48

2024-10-12 23:36:05

عبر المحطات النضالية التاريخية في العالم العربي، كان يثبت الوطن العربي أنه كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، أو ثار آخر تداعت له سائر الأعضاء باليقظة والتعافي.

shape3

هذا ما أثبتته شعوب الوطن العربي في نضالها ومواجهتها للاستعمار، بصرف النظر عن الأوبئة المضادة التي كان الاستعمار والاستبداد يحاولان ــ دوماــ نشرها عبر أدواتهما، بل ولا يزالان.

ومن هنا فإن الثـــورة ليست بضــاعة للتصدير؛ كما يحلو لمروجي مصطلح تصدير الثورة، وإنما الثورة إحساس نـابع في الأصل من الداخل، ومبادرة ذاتية كإحساس عضو ما في الجسد المتعــــافي الذي تتداعى له سائر الأعضـــاء بالشفـــــاء والتعافي، فتتعاطى معه بقية الأعضاء.

ثورة 14 أكتوبر، سبقتها انتفاضات نقابية، وعمالية، ولكن دب الشفاء في المناطق الجنوبية من اليمن تعاطيا مع الشفاء والعافية التي دبت في المناطق الشمالية من الوطن؛ حيث طوت وحطمت ثورة 26 سبتمبر حكم بيت حميد الدين؛ فإذا صنعـاء وعدن وتعز ميدانا واحدا للثورة اليمنية، كما كان الحال في ثورة الأحرار 1948م.

كانت عدن ــ كمكان ــ في ثورة 48 حاضنة للأحرار، وكانت رافدا مهما، ومَـدَدا مســاندا لثـورة الســادس والعشرين من سبتمبر.

وكما كان لعـدن دورها البارز في ثورتي 48 وسبتمبر 62، برز دور صنعاء وتعز جليا وواضحا في الدعم الفاعل لثورة 14 أكتوبر من العام 1963.ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب.

وكان دور تعــــز أكثر حضــورا طوال فترة العمل الفـدائي المسلح ضد الإنجليز في المناطق الجنوبية.

لقد احتضنت تعز قادة العمل السياسي والعسكري لثورة أكتوبر اليمنية، وفتحت معسكرات التدريب، وكانت القاعدة، والمنطلق للفدائيين، كما كانت المصدر الأهم الذي يدخل منه العتاد والذخيرة إلى الفدائيين في عدن وبقية المناطق.

الحديث عن مواقف وأدوار عدن، أو تعز، أو صنعاء، او غيرها من المناطق والمدن في تكامل الأدوار، وتبادلها، وتبني هذه المدينة، أو تلك مناصرة الثورة هنا أو هناك ليس رصيد مَنٍّ لأي من هذه المدن، فلا المكان يمكن أن يَمُنّ على الشعب، ولا الإنسان يمكن أن يتنكر لدور المكان في دعم وتبني هذه الثـــــورة، أو تلك، فقد كان اليمنيــون جميعا يحملون شعورا واحدا، وهدفا موحدا، ويقومون لواجبٍ يرونه في عاتقهم أجمعين.

منذ أيام احتفل اليمنيون بالذكرى الثانية والستين لثورة 26 سبتمبر، والاستعداد ــ اليوم ــ يجري لدى كافة اليمنيين الأحرار ــ مكانا وإنسانا ــ للاحتفال بالذكرى الواحدة والستين لثورة 14 أكتوبر 1963م.

لقد كان منسوب الوطنية لدى اليمني عاليا، فاعلا، راقيا، موحدا، وسواء كان ذلك في العمل ضد الاستعمار البريطاني، أو كان ضد الإمامة.

هذا الرصيد التاريخي في المنسوب الوطني العالي، يحتاجه الوطن اليمني اليـوم في ميـادين مــواجهة مليشيــا الحوثي، والمشروع الإيراني التعيس، وكذا مواجهة مشـاريع التقزيم، وكل المخططات المشبوهة.

بل إن تعزيز منسوب الحرية والإرادة والنهوض، يتطلب أن يستعيد ألقه التاريخي التعاضد والتساند بحيث يكون منسوبا عروبيا، ودينيا شاملا لمواجهة الأعداء كافـة، كما يواجهوننا كافة.

وإن قضية العرب الأولى؛ فلسطين لهي المحك والاختبار اليوم لما يتطلبه الواجب وإبراز الموقف الديني والقومي تجاه هذه القضية الشرف، قضية الحاضر، والمستقبل، قضية الحضور العربي حرا مستقلا، وفاعلا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد