مليشيات إيران في اليمن والعراق ولبنان وسوريا تنتمي إلى مشروع سلطوي توسعي يهدف للهيمنة الإيرانية، فيما حركات المقاومة في فلسطين تنتمي إلى مشروع تحرري استقلالي يهدف لطرد الاحتلال الإسرائيلي.
هدف جماعات التشيع السياسي هو هدف سلطوي على المستوى المليشاوي المحلي، وهو هدف استعماري على المستوى الإيراني الإقليمي.
بينما هدف حركات المقاومة في فلسطين هو هدف تحرري استقلالي.
وبما أن هدف إيران وأدواتها السلطة والهيمنة، فيما هدف حركات المقاومة الفلسطينية التحرر والاستقلال فإن الأهداف المختلفة تحدد طبيعة توصيف "المقاومة الإيرانية" التي تعتمد سياسة "استثمار أقل لربح أكثر"، وتوصيف "المقاومة الفلسطينية" القائمة على مبدأ "استثمار أكبر لربح أقل".
لا يمكن أن تلتقي أهداف التسلط والهيمنة الإيرانية مع أهداف التحرر والاستقلال الفلسطينية، حتى وإن بدا للبعض أن الأهداف تتلاقى، بسبب الضخ الإعلامي، وسحر الشعارات، ودغدغة مشاعر الجماهير.
الخلاصة: إيران التي تسعى لفرض هيمنتها الإقليمية لا يمكن أن تكون قوة تحرر، تماماً، كما أن إسرائيل التي تسعى لديمومة احتلال فلسطين لا يمكن أن تكون منتمية لـ"العالم الحر".
وعندما يتراءى لنا أن قوة الهيمنة "تقاوم" قوة الاحتلال فما ذلك إلا لأن قوة الهيمنة تريد أن تحل محل قوة الاحتلال.
"لقومٍ يعقلون"