اكتشاف مقبرة جماعية لأكثر من 200 ألف سوري على الحدود اللبنانية يصعب التعرف على هوياتهم
الاحتلال الإيراني الطائفي تجاوز كل جرائم التتار والنازية وعصابات القتل عبر التاريخ. هذه جريمة واحدة ضمن سلسلة لا تنتهي من الجرائم التي حولت سوريا إلى مقبرة جماعية. في العراق، تضاعفت الفظائع، وفي اليمن تستمر المجازر بنفس الوحشية. أذكر بوضوح كيف تباهت مليشيات الحوثي علنًا بقتل أكثر من 60 ألف جندي داخل مدينة صعدة.
جرائم إيران في المنطقة: أرقام وشواهد
القتل على الهوية: كما حدث في سوريا والعراق، واليمن ليست استثناءً.
التهجير القسري: ملايين السوريين والعراقيين واليمنيين تحولوا إلى لاجئين ومشردين.
الخطف والإخفاء القسري: تقارير حقوقية توثق الآلاف من حالات الإخفاء.
التعذيب حتى الموت: السجون السرية شاهدة على جرائم التعذيب البشعة.
نهب الممتلكات العامة والخاصة: يتم تقويض اقتصاد الدول لصالح مشروع الهيمنة.
إن هذا المشروع السلالي الطائفي يسعى إلى تجريد الشعوب من هويتها وكرامتها، لينظر إلى المواطن في اليمن أو سوريا أو العراق كرقمٍ خُلق لخدمة "المشروع الإيراني".
المعركة ليست من أجل السلطة... إنها معركة الحرية والكرامة
هذه ليست حربًا لتغيير حكومة بأخرى. إنها معركة وجود، معركة تحرير أوطان من مشروع احتلال عنصري يقوم على سفك الدماء، وتغيير الخرائط السكانية، وفرض ثقافة عبودية طائفية لا مكان فيها للسلام أو الإنسانية.
إن الدعوة للسلام مع هذا المشروع الطائفي ليست سوى وهم. إيران في عقيدتها الاستعمارية لا تؤمن بالسلام، بل تعمل على تقويضه كليًا. كل من يدعو للتعايش مع مليشيات إيران مطالب بتقديم دليل واحد على وجود عامل مشترك يسمح بذلك. الجواب دائمًا هو العدم.
لماذا لا خيار سوى النضال؟
مرّت عشر سنوات من الحرب، والبعض ينتقد عجز الشرعية عن تحقيق النصر رافعين راية السلام والتعايش .. ولكن، بعيدًا عن تحليل أسباب إطالة الحرب، وكإنسان أولاً، ومسلم ثانيًا، ومواطن يمني ثالثًا، أقول بكل وضوح: كيف يمكن التعايش مع مشروع عقيدته تدميرنا؟ مشروع يسعى إلى قتلنا وتهجيرنا، وسلب هويتنا، وخلع إنسانيتنا، ويحارب عقيدتنا وثقافتنا الوطنية؟ ليقنعنا أننا لا نعدو عن كوننا عبيدا خلقنا لخدمة هذا المشروع العقائدي الإيراني!
سوريا وحدها تقدم الإجابة. الجرائم هناك لم تصدم العرب والمسلمين فقط، بل صدمت الإنسانية جمعاء. لا توجد نقطة مشتركة تجعلنا نتعايش مع هذا المشروع. ولذلك، لا خيار أمامنا سوى النضال حتى استعادة اليمن وحريته.
جريمة المشاط: نموذج لاستبداد عقائدي مطلق
ما يسمى بـ"مهدي المشاط" أصدر مؤخرًا قرارًا بالعفو عن محكوم بالإعدام قصاصًا دون موافقة أولياء الدم، متجاوزًا شريعة الله التي جعلت القصاص حقًا مقدسًا. هذا القرار لم يكن زلة أو نتيجة ضغوط، بل يعكس عقيدة استبدادية ترى في نفسها وصية على الله وعلى البشر.
هذه هي العقيدة التي تواجهنا، عقيدة لا تحترم الدين أو القانون أو الإنسانية. إنها عقيدة تفرض علينا النضال لتحرير أوطاننا وكرامتنا.
رسالتنا واضحة: لا قبول لمشروع إيران
مشروع إيران قد هُزم وانتهى في كل مكان. فلماذا يُطلب منا في اليمن القبول به أو التشارك معه؟
نحن نؤمن بالشراكة مع الإنسان الذي يؤمن بالمساواة الإنسانية، والذي يرى نفسه كإنسان بين البشر، وليس كوصي عليهم. حتى يظهر هذا الإنسان داخل مليشيات إيران، سيظل النضال خيارنا الوحيد.
رؤية مستقبلية... الأمل لا يموت
نحن نؤمن أن اليمن سيعود حرًا، بجمهورية تكرس الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة. معركتنا ليست فقط من أجل اليوم، بل من أجل الأجيال القادمة، ليعيشوا في وطن يحترم كرامتهم وإنسانيتهم.
"لا سلام بلا عدالة، ولا وطن بلا كرامة. النضال مستمر حتى استعادة اليمن وحريته."