أحمد الشرع، الملقب بـ(أبو محمد الجولاني)، خاض معارك شاقة وواجه تحديات كبيرة جعلت مسيرته مليئة بالصعوبات. من أبرز ما واجهه إدراجه على قائمة الإرهاب وتصنيف جماعته كجماعة إرهابية. ومع ذلك، أثبت أن الإرادة الصلبة قادرة على تجاوز المحن وصناعة المستحيل.
رفع راية الجهاد بثبات
الجولاني وجماعته واجهوا كافة معاركهم وهم متمسكون بمبادئهم، رافعين راية الجهاد دون أن ينكسروا. على الأرض، فرضوا واقعًا جديدًا وأثبتوا للعالم أن الحركات الإسلامية التحررية المناهضة للاحتلال والاستبداد ليست "قاعدة" ولا تمثل تهديدًا لأحد. بل إنها تسعى إلى التحرر من الظلم وإقامة العدل.
لقد واجهوا إيران وميليشياتها تحت راية الجهاد وأسمعوا العالم أصواتهم بصدق وإيمان. كان جهادهم صادقًا في سبيل الله، وحققوا انتصاراتهم تحت هذه الراية المباركة.
المقارنة مع اليمن: مخاوف تعرقل النصر
تعالوا إلى اليمن، حيث نخوض أيضًا حربًا ضد إيران وميليشياتها. طالبنا برفع راية الجهاد ضد المشروع الإيراني، لأنه جهاد مشروع في الدفاع عن الدين والعقيدة والوطن. لكن ماذا كان الرد؟
"لا ترفعوا كلمة الجهاد، لا ترفعوا هذه الشعارات"، بحجة أن ذلك سيؤدي إلى تصنيفنا كجماعات متطرفة أو إرهابية. الخوف من هذه التصنيفات جعلنا ندير معركتنا بحزمة من المخاوف بدلًا من خطة لتحقيق النصر.
المعارك لا تُدار بالمخاوف، بل تُدار برؤية واضحة وإرادة صلبة. في المعركة، الهدف واحد: النصر. وكل وسيلة مشروعة لتحقيق النصر يجب أن تُستخدم دون تردد.
الصراع مع إيران: قضية دين وعقيدة
الصراع مع إيران ليس مجرد صراع نفوذ أو سلطة، بل هو دفاع عن الدين والعقيدة، وعن رموز ديننا الحنيف. إنه دفاع عن تراب أوطاننا، عن حريتنا وكرامتنا، وعن أموالنا وأعراضنا. بل هو صراع في سبيل الإنسانية. فلماذا نخشى رفع راية الجهاد؟
انظروا إلى دمشق، وكيف أصبحت قبلة للعالم. من يتربع على عرشها اليوم جعلنا نرى كيف يُختصر ثلثا طريق النصر بتضحيات أولئك الأبطال الذين رفعوا راية الجهاد وقاتلوا بعقيدة صلبة، وغيروا مفاهيم العالم الخاطئة تجاه الحركات الإسلامية التحررية.
درس سوريا: ضرورة الاستيعاب الآن
حان الوقت لأن نستوعب دروس سوريا، على كافة المستويات العسكرية والسياسية والفكرية والعقائدية، في إدارة المعركة. يجب أن يكون هذا الفهم فورياً ودون تأخير. على الأيدي المرتعشة التراجع خطوة للخلف وترك المجال لمن يملكون الجرأة والقدرة على إدارة المعركة بفعالية.
الوضع في اليمن: فضيحة وعار
استمرار الوضع على ما هو عليه في اليمن أصبح فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة، سواء للشعب أو المؤسسات أو الجيش أو القبائل والمكونات السياسية. بقاء صنعاء تحت الاحتلال الإيراني وهيمنة ميليشياته بات عارًا يلصق في جبين الجميع.
ختاما
"اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد."
على القيادة اليمنية أن تتحمل مسؤوليتها، وأن تعمل بجدية على استعادة صنعاء وإنهاء الهيمنة الإيرانية. هذه اللحظة تتطلب قرارات شجاعة وقيادة قوية لا تخشى رفع راية الجهاد، لأن النصر لا يتحقق إلا بالإيمان الراسخ والعمل الجاد.