;
ياسين التميمي
ياسين التميمي

عبد القادر الجنيد ورؤيته العقلانية مع القدر السعودي 328

2024-12-31 03:11:41

أشعر بفخر كبير بعد أن قرأت بيانين متعاقبين للدكتور عبد القادر الجنيد المقرب من الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي.

shape3

لأول مرة يجازف مقرب من هرم السلطة الشرعية بما توفره من مزايا ومنافع، عبر القيام بالكشف الشجاع عن حقيقة هذه السلطة والإكراهات التي تتعرض لها على مستويين: داخلي يتمثل في تواطؤ أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي المحسوبين على الإمارات، وانخراطهم في أدوار مكشوفة لإفشال مهمة "حفظ الكيان القانوني للدولة اليمنية " التي يفترض أن المجلس تشكل لمواصلة القيام بها بعد الإطاحة بالرئيس الشرعي سيء الذكر عبد ربّه منصور هادي، وهو أمر يستوجب إعادة النظر في هذا المجلس الرئاسي وإعادة الاعتبار لموقع الرئيس.

البيانان الصادران عن الدكتور عبد القادر الجنيد، وضعا النقاط على الحروف، وسحبا البساط من تحت أقدام غرف التأثر الاستخباراتية التي تدير قطعان لا حصر لها من الذباب الإليكتروني المعروفين منهم والمجهولين تلك الغرف التي تورطت خلال الفترة الماضية ولا تزال في تشويه الحقائق وتغذية الصراعات وتكريس الانقسامات والتهيئة لتمرير مخططات هدم الشرعية بالصورة التي أوضحها بجلاء الدكتور عبدالقادر الجنيد.

على المستوى الخارجي: تبدو الإمارات على رأس حربة استهداف الشرعية وأحرص الأطراف الخارجية على تعميم الفوضى والانقسام والدفع باليمن ليصبح ساحة مستباحة وسيادة مستلبة، والتعبير عن بصور شتى من بينها الإمساك بخناق القيادات المحسوبة عليها الانفصالية وغير الانفصالية، والإشراف على جيش واسع من الميليشيات على الساحة اليمنية، ومن خلال الإجراءات البروتوكولية التي كشف الدكتور الجنيد؛ والتي وضعت رئيس اليمن في موقف حرج للغاية أثناء زيارته الرسمية الأخيرة للإمارات في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني واستمرت أسبوعاً، واضطر إعلام الشرعية إلى إعادة توصيفها بأنها "زيارة خاصة" لأن الرئيس الإماراتي لم يلتق بالرئيس رشاد خلال هذه الزيارة.

أما السعودية التي يؤكد الدكتور الجنيد على أهميتها بالنسبة لليمن والكثيرون يتفقون معه، فإنها للأسف تتجه على ما يبدو نحو تبني خيارات مفتوحة لإغلاق ملف اليمن بنتائج تحقق جزء من طموحاتها الجيوسياسية ولكنها لا تبالي بالمصالح الحقيقية للشعب اليمني.

ومن مؤشرات ذلك ما أوضحه الدكتور الجنيد من أن القيادة السعودية ممثلة في الملك وولي العهد ووزير الدفاع لم تعد حريصة على لقاء الرئيس وأي من أعضاء مجلس القيادة، في الوقت الذي تحولت فيه خارطة الطريق إلى صفقة ثنائية سعودية مع الحوثيين.

أتفق مع الدكتور عبد القادر الجنيد بخصوص التعامل الموضوعي مع القدر السعودي، لكن هذا الأمر يحتاج إلى مقاربة تحفظ لليمنيين كرامتهم ومصالحهم وتنجح في لفت أنظار الأشقاء السعوديين إلى أن الاستهانة باليمن بناء على حالة الاستسلام التي آلت إليه النخبة السياسية مجبرة أو راضية، سوف تفضي في ظل هذه السيولة في التطورات الجيوسياسية إلى مآلات كارثية للسعودية قبل اليمن.

إن أخطر ما يمكن استنتاجه من بياني الدكتور الجنيد أنهما يضعان اليمنيين أمام الحقيقية الكارثية التي يبدو عليها وطنهم باعتباره وطن بلا أفق فيما يخص مأساته الراهنة في الوقت الذي ينتظر فيه اليمنيون سيناريو شجاع وحاسم كالذي حدث في سوريا يعيد تجسيد الأخوة المشتركة بين اليمن والسعودية ويحيد الأدوار الشريرة للقوى الإقليمية المراهقة.

فالسعودية إن قررت خيار الحسم فإن عليها أن تخوض مع الشرعية ثلاث معارك؛ اثنتين منهما في مواجهة الإمارات وميليشياتها المحلية، والثالثة ستكون مع الحوثيين، وهنا يتجلى مأزق اليمن الحقيقي ومأزق السعودية، هذا إذا افترضنا أن السعودية في حالة صراع جيوسياسي صامت على النفوذ مع الإمارات وأنها تشعر فعلاً بالتحديات الخطيرة التي وضعتها أبو ظبي أمام الرياض في اليمن.

وأخيراً ها هو رجل وطني شريف ومسؤول يتحمل المسؤولية التاريخية بالكشف عن الحقائق المؤلمة ويسبر بشجاعة النوايا غير المريحة التي تتربص بمستقبل اليمن.

ومن المؤكد أن جيش الذباب من منطلقات مختلف سيقومون بدورهم لمحاولة تشويه هذا الموقف النبيل وتسقيطه، وهي مهام معروفة سلفاً ومقطوعات معزوفة سابقاً ولطالما أصمت آذان اليمنيين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد