هل من المنطقي أن تقف الشرعية بكل مكوناتها السياسية والعسكرية، التي تمثل مجتمعةً قوى ضاربة، في موقف المتفرج أمام تحويل إيران عبر مليشيات الحوثي اليمن إلى ساحة حرب تخوضها مع الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا؟
هل أصبح خيار وقرار مجلس القيادة بكل أعضائه هو ترك اليمن للعبث الإيراني، والاكتفاء بمشاهدة الدمار الذي سيجلبه هذا العبث على صنعاء والحديدة وحجة وصعدة، وكل المناطق الواقعة تحت سيطرة إيران ومليشياتها؟
أتدركون ماذا يعني هذا؟
يعني تهجير مئات الآلاف من منازلهم.
يعني تدمير البنية التحتية التي يمتلكها الشعب، وليس إيران أو مليشيات الحوثي.
يعني سقوط آلاف المدنيين.
يعني كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
لماذا لا يكون خيار مجلس القيادة وأعضائه التحرك لتحرير اليمن من الهيمنة الإيرانية؟
لماذا لا يتم وقف هذا العبث الذي يلوح بالأفق، والذي ستكون نتائجه وخيمة على اليمن وشعبه؟
أليس هذا من واجبات مجلس القيادة؟
أليس ذلك من أولويات قادة المكونات المسلحة؟
أليس ذلك من أهم مسؤوليات الجيش والمقاومة؟
التحرير وتحريك كل الجبهات هو الخيار الوحيد لإنقاذ اليمن، وإنقاذ الملايين من الشعب اليمني الذين هم في واقع الأمر أسرى للهيمنة الإيرانية.
من الذي يعيق هذا التحرك؟
لماذا يرغب البعض في ترك إيران ومليشياتها تجر اليمن إلى حرب مدمرة؟
أين المسؤولية الوطنية والدستورية والدينية والإنسانية؟
لست أستوعب هذا الواقع المليء باللامسؤولية الذي أشاهده!
ألا يكفي اليمن دمار عشر سنوات من الحرب، كان بالإمكان إنهاؤها في عامها الثاني لولا خذلان الحلفاء وضعف القيادة؟
بالله عليكم يا قادة المكونات المسلحة، بأي وجه ستقابلون المجتمع والتاريخ؟ بل قبل كل ذلك، ضمائركم؟
ماذا ستقولون للمهجرين الجدد بعد أن خذلتم المهجرين السابقين؟
أخاطب هنا عيدروس الزبيدي، طارق صالح، المحرمي، سلطان العرادة، عثمان مجلي، عبدالله العليمي، وقبلهم رئيس المجلس رشاد العليمي:
أنقذوا اليمن، اتخذوا قرارًا حاسمًا.
ضعوا أمامكم حياة مئات الآلاف من المواطنين المهددين بالتهجير والقتل والدمار.
أنتم مسؤولون عن إنقاذ كل يمني في جغرافيا اليمن.
تناسوا الخلافات التي لا يمكن وصفها في الوقت الراهن إلا بأنها تافهة.
تجاوزوا الأنانية والخلافات البينية.
"إن التاريخ لا يرحم المتخاذلين، ولن يغفر لكم الشعب تهاونكم أمام كارثة محدقة ببلدٍ ينزف منذ أكثر من عقد. أمامكم خياران لا ثالث لهما: أن تكونوا صُنّاع الخلاص لليمن، أو أن تظلوا رموزًا لعجزٍ يكتب عنكم بأسوأ عبارات الخيبة. مصير اليمن ومستقبل الملايين على المحك، فإما أن تنهضوا الآن بكامل قوتكم وإرادتكم، أو تتركوا هذا الوطن ضحية للهيمنة والدمار. الخيار بين أيديكم، فلا تضيعوا ما تبقى من فرصة لإنقاذ هذا الشعب وإنقاذ أنفسكم من لعنة التاريخ."