يتابع اليمنيون أحداث السودان، وتباشير النصر الذي يحققه الجيش والشعب السوداني، بسعادة غامرة، إذ تبدو القواسم المشتركة بين معركة الجيش السوداني ضد تمرد مليشيات الدعم السريع وما يحدث في اليمن متطابقة إلى حد كبير، خاصة من حيث وحدة الممول ومطامع الدولة الطارئة.
من يمول ويرعى قتل الجيش والشعب السوداني، ويدمر بنيته التحتية، هو ذاته الذي يدعم استمرار الحرب في اليمن، مانعًا هزيمة مليشيات الحوثي. إنها ذات الدولة الطارئة، الإمارات، التي تتجرع اليوم مرارات الهزيمة في السودان، بعد أن دعمت سابقًا انقلابات مسلحة ضد الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن.
الإمارات لم تكتفِ بذلك؛ بل أنشأت مليشيات متعددة في اليمن، ودفعتها لمحاربة الجيش الوطني ومنعت تحقيق أي تقدم نحو تحرير العاصمة صنعاء، التي ما زالت ترزح تحت احتلال مليشيات إيران الحوثية. كما أنها لم تتوانَ عن قصف الجيش الوطني عند مداخل عدن، مما أدى إلى مقتل المئات من الجنود.
إضافة إلى ذلك، تحتل الإمارات اليوم موانئ تصدير الغاز اليمني، وتمنع الحكومة من بيع الغاز منذ تحرير سواحل اليمن على البحر العربي، مما يزيد من معاناة الشعب اليمني اقتصاديًا.
زاوية واحدة لمعركة الشعوب
معركة الشعب والجيش السوداني تمثل بُعدًا مشتركًا لمعركة اليمنيين ضد المليشيات والدول الطارئة. انتصارات الشعب السوداني على تمرد مليشيات الدعم السريع الممولة من الإمارات ليست مجرد نصر للسودانيين، بل هي انتصار مشترك لكل الشعوب الساعية لاستعادة سيادتها وكرامتها، وعلى رأسها الشعب اليمني.
الهزيمة التي تتلقاها الإمارات في السودان تزلزل وجودها ومشاريعها في اليمن. ولا يخفى أن انتصارات الثورة السورية زعزعت هيمنة إيران وأضعفت مليشياتها الطائفية، ومنها الحوثيون، وأصبحت مثالًا حيًا على إمكانية إنهاء النفوذ الخارجي في المنطقة. بالمثل، فإن انتصارات الجيش والشعب السوداني تهدد بإنهاء مشاريع الإمارات ومطامعها في المنطقة.
رسالة دعم وتضامن
نتابع انتصارات الشعب والجيش السوداني بشغف وسعادة، ونتطلع إلى ساعة النصر الكبير حين يحتفل السودان بتحرير ما تبقى من عاصمته الغالية الخرطوم. إننا نناشد أشقاءنا في السودان التمسك بقيادة الجيش، ومنحها مزيدًا من الثقة، وتحفيز الضباط والجنود الذين بدمائهم يصنعون النصر ويستعيدون السيادة والكرامة.
تحية للشعب والجيش السوداني، صُنّاع المجد والنصر.
الله أكبر ولله الحمد!