الوفد السوري في السعودية: مشهد آخر من مشاهد الاحترام!
الوفد السوري، الذي ضم وزير الخارجية، وزير الدفاع، ورئيس جهاز الاستخبارات، وصل إلى السعودية ليجد في استقباله نائب وزير الخارجية السعودي.
بدأت المباحثات:
وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره السوري.
وزير الدفاع السعودي يلتقي بوزير الدفاع السوري.
رئيس الاستخبارات السعودي يستقبل رئيس الاستخبارات السوري.
هكذا يُعامل الوفد السوري، بكل احترام وتقدير، وكأنه يحمل مفاتيح الحلول السحرية للمنطقة.
أما الجانب اليمني؟
رئيس مجلس القيادة يلتقي بالسفير السعودي.
السفير السعودي يستقبل أعضاء مجلس القيادة.
السفير السعودي يلتقي بوزير الخارجية اليمني.
السفير السعودي يستقبل وزير الدفاع اليمني.
السفير السعودي يستقبل وزير الإعلام.
ولا ننسى أن السفير السعودي كان في استقبال رؤساء الحكومة، ومجلس النواب، ومجلس الشورى، وقادة الأحزاب اليمنية.
الفرق واضح: الوفد السوري يُستقبل من نظرائه، بينما الجانب اليمني يتنافسون على لقاء السفير! يبدو أن مفهوم "الندية" قد أصبح رفاهية بعيدة المنال لنخبنا.
الإنسان حيث يضع نفسه ومكانته.
للأسف، النخبة اليمنية أهانت نفسها، وأهانت اليمن معها. ربما أصبح "لقاء السفير" هو قمة طموحها السياسي! هذه بلا شك أسوأ نخبة سياسية عرفتها اليمن في تاريخها الحديث.
نصيحة مجانية: انظروا إلى الوفد السوري. أعضاء هذا الوفد كانوا يُنظر إليهم على أنهم "جماعة إرهابية"، ومع ذلك، باتوا اليوم قبلة العالم، تُفتح أمامهم الأبواب، وتُفرش لهم السجادات الحمراء. أما أنتم؟ ارتضيتم الجلوس في الفنادق، تترقبون لقاء سعادة السفير السعودي أو السفراء الأجانب، تنتظرون استدعاءً، أو زيارة "كريمة" تعلنون بعدها امتنانكم العميق وتغرقون في عبارات الشكر لكل دبلوماسي على "جهوده العظيمة"!
خلاصة القول:
من يحترم نفسه ومكانته ومنصبه الذي يمثل به بلاده، يُحترم. أما من يستهين بنفسه ويقبل المهانة، فلن يحصد إلا مزيداً من الإهانة.
إن كنتُم تعتقدون أن الشعب اليمني لا يرى هذه الفروق المهينة، فأنتم تخدعون أنفسكم. استعيدوا مكانتكم، أو انسحبوا، ودعوا من يستحقها يُمثل اليمن بحق وبما يليق بمكانة الجمهورية اليمنية وشعبها العظيم وتاريخها العريق.
لقد أصبحتم وصمة عار تاريخية. استفيقوا من غفلتكم، فأي شخص يمثّل الجمهورية اليمنية يحمل أمانة عظيمة على عاتقه، ولا يحق له أن يتهاون في كرامة وطن بحجم اليمن.
