;
عبدالقادر الجنيد
عبدالقادر الجنيد

إيران تتشدد بينما أمريكا تهدد قبل الصفقة .. اليمن والسعودية والإمارات يتطلعون إلى فتات المائدة 124

2025-01-06 08:06:46

في الثلاثة الأشهر الماضية، تلقت إيران ضربات قاصمة إسرائيل المباشرة داخل إيران وبطريقة غير مباشرة بفقدان نصرالله وبشار الأسد في لبنان وسوريا.

shape3

أولا: إنكار خامنئي

تفتيش حقائب إيران في بيروت

أكبر علامة على بتر أذرع إيران.

كان قاسم سليماني يصل إلى بيروت بأطنان من الحقائب المعبأة بالدولارات الكاش وينطلق بها مباشرة إلى الضاحية الجنوبية.

اللبنانيون- الآن- يفتشون حقائب مرافقي مستشار خامنئي لاريجاني في مطار بيروت عندما وصل وكانوا يريدون أن يفتشوا قبل أمس الحقائب الدبلوماسية للسفارة الإيرانية.

وحزب الله مازال ينكر أنه قد فقد دوره ومكانته في لبنان.

الوعي العام في إيران استسلم لكن خامنئي يعاند.

رئيس الجمهورية بيزشكيان ومستشاره السياسي كانوا على رأس موجة واضحة وكبيرة داخل إيران بأن تدخلات إيران في البلاد العربية قد انتهت.

وأن إيران يجب أن تركز على تحسين الأحوال المعيشية لشعب إيران وللتخلص من العقوبات الأمريكية وللرضوخ لواشنطن (بالتفاوض طبعا).

خامنئي، كان خطا مختلفا طوال الوقت وصدرت منه تصريحات غريبة تقول بأن حزب الله انتصر في لبنان وأن إيران لم تخسر تماما في سوريا.

ثم ضغط الزعيم الأعلى خامنئي على بيزشكيان وجعله يقول في خطاب علني أن قاسم سليماني كان البطل الذي ينفذ تعليمات خامنئي وأن المرشد الأعلى هو مصدر الإلهام والحكمة لإيران ثم وعد بأنه سوف يسير على خطى سليماني في طاعة خامنئي وتنفيذ أوامره.

هذه عودة بزاوية ١٨٠ درجة من تصريحات بيزيشكيان السابقة وعكسها تماما.

هل خامنئي خارج التغطية أم أكبر داهية

من غير المعقول أن خامنئي لا يدرك أنه قد تم طرده من داخل لبنان وسوريا.

أو أن إسرائيل تستطيع معاقبته عندما تشاء بدون أي خوف من العواقب.

ولكنه ينكر.

هل خامنئي ينكر لأنه غبي أم لأنه سليل امبراطوريات وداهية ويعرف كيف يفكر؟

ثانيا: صراع الإمبراطوريات حول العرب

الإمبراطورية الفارسية، كانت قد وصلت إلى اليونان.

الذي قتل الإمبراطور داريوس الأول هو ملكة إسبانية في مؤامرة أوروبية.

الذي أسقط تلك الإمبراطورية الفارسية، كان هو الإسكندر المقدوني (ذو القرنين)، الذي سبى هو وقادته كل زوجات وبنات وأميرات الإمبراطور داريوس الثاني.

ثم عادت الإمبراطورية الفارسية واستولت مرة أخرى على هضبة الأناضول (تركيا) ومصر وسوريا ثم انحسرت على يد الإمبراطورية الرومانية الأرثوذكسية الشرقية (الروم) إلى الحيرة والعراق ومناطق واسعة من آسيا.

كانت هذه هي الإمبراطورية التي انتهت على يد الصحابي العربي الإسلامي سعد بن أبي وقاص.

ثم جاء الخميني، وأخرج إيران من الانسحاب بحسب "التقية" الشيعية وأدخلها في "ولاية الفقيه" ثم أطلق مبدأ "تصدير الثورة الإسلامية".

تصدير الثورة، هو فكر امبراطوري ويعني السيطرة على البلاد العربية.

لم يكن من الممكن لكل من الخميني أو خامنئي بناء الإمبراطورية الفارسية (الجمهورية الإسلامية) بدون التصدي لإسرائيل.

إسرائيل، هي أيضا توسعية وغارقة في أحلام إسرائيل الكبرى والإمبراطورية اليهودية العبرية.

تصدي إيران لإسرائيل، قد انتهى لصالح اليهود على الفرس في لبنان.

والمسيحيون والمسلمون السنة في لبنان فرحون مبتهجون.

ولم يكن من الممكن لكل من الخميني وخامنئي بناء الإمبراطورية الفارسية (الجمهورية الإسلامية)، بدون نوع من الصراع عبر الوكلاء مع تركيا التي هي أيضا سليلة امبراطورية عثمانية.

صراع إيران مع تركيا داخل سوريا، قد انتهى لصالح تركيا لكن بفضل ما عملته كل من إسرائيل بضرب حزب الله داخل لبنان وبضرب جنرالات إيران داخل سوريا وبضرب الجيش السوري طوال الوقت وبفضل أمريكا التي دعمت إسرائيل في كل ضرباتها وكذلك بإغراق روسيا في أوحال مستنقع أوكرانيا الذي لم يمكن الرئيس بوتين من إنقاذ بشار الأسد.

أمريكا، ممتعضة من نتنياهو الذي ينسب الفضل لنفسه في طرد بشار الأسد ولا يذكر فضل أمريكا.

المسلمون السنة، مبتهجون بطرد بشار الأسد ولا يكترثون بفخر نتنياهو وبايدن بأدوارهم وهناك اتفاق متبادل بينهم على التستر على فضل تركيا وينسبون الفضل كله لأحمد اشرع (الجولاني) وهيئة تحرير الشام.

هذه ممارسة للسياسة بالإنكار والامتعاض.

هناك إنكار عند خامنئي وعند نتنياهو وعند حزب الله وعند الشيعة وعند السنة.

وبايدن ممتعض من إنكار نتنياهو.

والمسلمون السنة، ممتعضون من إدعاء بايدن ونتنياهو.

كل هذه الإنكارات والامتعاضات غير مهمة ماعدا إنكار خامنئي لأنه يجهز نفسه لصفقة ترامب بعد أسبوعين.

ثالثا: خامنئي بانتظار ترامب

ترامب والقرصان

كان القرصان مورجان، ينتظر نهب القراصنة الآخرين لسفن الإمبراطورية الإسبانية العائدة بالكنوز والذهب من أمريكا الجنوبية ثم يهجم عليهم ويأخذ الغنائم منهم.

أحفاد القرصان مورجان، هم الآن أصحاب جي بي مورجان تشيس (JPMorgan Chase)‏ هو بنك أمريكي متعدد الجنسيات للخدمات المالية المصرفية. هو أكبر بنك في الولايات المتَّحدة، مع إجمالي أصول الولايات المتحدة 3.67 تريليون دولار.

ترامب، يخطط لأن يكسب هو شخصيا ومعه أمريكا كل جهود الإمبراطوريات الفارسية والعثمانية واليهودية.

ترامب، سوف يكون القرصان الذي يأخذ ما سرقه بقية القراصنة وسوف يترك شيئا للقراصنة اليهود.

امبراطورية الخميني/خامنئي اعتمدت على الميليشيات الشيعية العربية في توسعاتها وهي المشهورة بأسماء وكلاء أو أذرع إيران، وهذه قد انتهت.

إيران، تفكر جديا بأن تحصل على القنبلة النووية والردع النووي كضامن وحيد لاستمرار نظام الملالي ومنع الإعتداء الأوروبي الأمريكي.

هواجس الاعتداء الخارجي في إيران قوية بسبب تدخل بريطانيا وأمريكا وروسيا في القضاء على الدستورية الملكية في ١٩٠٦ وتدخل أمريكا في القضاء على حكم رئيس الوزراء الإيراني مصدق الذي حاول تأميم نفط إيران في ١٩٥٢.

١- ترامب المفاوض مع ورقة تهديد

أمريكا، معها طلب واحد من خامنئي: "إنهاء المشروع النووي".

وهو نفس طلب إسرائيل.

لم يعد هناك أي تهديد من ميليشيات إيران.

وسوف يكشف ترامب الخطط الحربية ويتبختر علنا بالحشود العسكرية وحاملات الطائرات في إشارة صريحة لإيران بأن صبره نافذ وأنها سوف يضرب المشروع النووي بنفسه إذا لم تتخلص منه بنفسها.

٢- انكار خامنئي بالهزيمة

سنفترض هنا بأن خامنئي ليس شيخا شائبا كبيرا في السن ولا غبيا ولكننا سنفترض بأنه داهية وأنه سليل امبراطورية ويعرف أنه قد انهزم ولكنه سيحاول ألا ينبطح تماما أمام أمريكا.

وخامنئي يعرف أيضا أن ترامب لا يريد أن تغطس أمريكا في مستنقع حرب طويلة مرة أخرى في الشرق الأوسط.

وخامنئي يعرف أن أصدقاء أمريكا (وترامب على وجه الخصوص) في المنطقة لا يريدون أن تضرب أمريكا داخل إيران خوفا من عواقب اندلاع حرب شاملة وتدمير منشآت السعودية والإمارات النفطية.

رابعا: اليمن وفتات المائدة

ما سوف يحدث بين ترامب وخامنئي، سوف يحدد مصير المنطقة.

ليس اليمن وحدها التي سوف تنتظر فتات المائدة، ولكن سوف يصاحبها أعظم دول العربية هذه الأيام: الإمارات والسعودية.

١- الإمارات

سوف تنتكب بأزمة كبرى في التجارة والترانزيت والمنشآت النفطية إذا فشل ترامب مع خامنئي.

أما إذا اتفق ترامب مع خامنئي، فسوف تنفتح الأبواب على مصراعيها أمام طموحات الإمارات في التجارة والموانئ والاستيلاء على الجزر وفي التعاون مع إسرائيل وفي الدخول في المنظومات الاستراتيجية الأمريكية مع الهند والمحيطين الباسيفيكي والهندي.

وسوف يكتسب مشروع انفصال جنوب اليمن زخما جديدا.

٢- السعودية

قد تتعرض لأزمة إذا فشل ترامب وخامنئي بالتوصل لاتفاق.

أما إذا نجح ترامب مع خامنئي، فإن المملكة، قد تستقر وتأمن الخوف من الحوثيين والإيرانيين أو أي خطر لعقود طويلة من الزمان.

وهذا بالتأكيد سوف يقلب نظرة السعودية لليمن رأسا على عقب.

العلاقة بين اليمن والسعودية، هي معقدة للغاية وسوف تنفك بعض عقدها إذا اتفق خامنئي مع ترامب،

 ولكن سوف تظهر إلى الصف الأمامي تعقيدات موجودة فعلا، ولكنها مهموسة،

وسوف تظهر تعقيدات جديدة بانتهاء التأثير الإيراني والحوثي.

٣- اليمن وفتات فتات المائدة

اليمنيون، يخافون من الإمارات.

ما سوف تحصل عليه اليمن هو ما سوف تفكر الإمارات بإعطائها من بعض الفتات الذي حصلت عليه من ترامب.

… فتات الفتات.

أما بالنسبة للسعودية، فالوضع معقد.

تستطيع المملكة أن تعمل من اليمن بلدا محترما معه "دولة" و "أمن" و "استقرار".

… وهناك من يأمل هذا.

وتستطيع المملكة أن تتركه وحيدا فريسة سهلة تنهشه الضباع من داخله ومن خارجه.

… وهناك من يتوقع هذا.

وهذا سوف يعيدنا لجهد استكشاف:

"اليمن والسعودية—٢٠٢٥"

ماذا تريد اليمن من السعودية؟ وماذا تريد السعودية من اليمن؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد