لا يريد الحوثي أن يعرف حقيقة وضعه كفكرة خرافية لا يمكن قبولها شرعا ولا عقلا ولا عرفا، وحتى الزنابيل الذين تهافتوا على فتائله التي أشعلها، قد أخذت تنطفئ تباعا، ومنها سيحترق بعضها، بل قد احترق، وستثوب البقية إلى رشدها.

ما هي الحوثية اليوم؟ هل هي زيدية؟ أم هي هادوية؟ أم هي اثنى عشرية؟ أم هي (مخضرية) من كل هذه؟
يعرف اليمنيون أن الحوثية سلالة تزعم لنفسها امتلاك كل شيء، وأن لها كل حق، فهل الحوثية عصابة؟ أم عائلة؟ أم مليشيا نهب؟ أم هي كل هذا؟
وأسئلة أخرى؛ بأي عقلية ترى الحوثية أن لها واجب الطاعة المطلقة، ولا تحاسَب على شيئ، ولا تُسأل عما تفعل؟ وبأي منطق ترى أن لها حق فرض العبودية على اليمنيين، وليس لهم أي حق في الاعتراض؟ وكيف أباحت لنفسها أن تسمي من ليسوا من سلالتها بالزنابيل؟ وكيف تمنع عنهم أي مشاركة حقيقية في ثروة أو سلطة؟
نعم هناك قلة تهافتت راضية بمسمى الزنابيل، ولعل هذه القلة شجعت السلالة إلى مزيد من البغي والطغيان، فساروا على طريقة العبيد الذين يصنعون الفراعنة.
هذه القلة من الزنابيل حتى متى يمكن أن يقبلوا البقاء حملة للبخور، وإحراقه لمن يتسيدوا عليهم؟ ويضربون الدفوف بين أيديهم ومن خلفهم؟
لكن الحق الصراح أن الشعب اليمني عامة، يرفض خرافات السلالة الحوثية، وكذلك الذين هم في مناطق سيطرة الحوثي وإن صبروا، أو سكتوا فهم الأحرار الذين ولا بد أن يتحرروا، وتكون لهم مشاركتهم الفاعلة، والفعالة في إسقاط مشروع الظلم والظلام الحوثي إيرانية.
يأبى الشعب اليمني، أن يعود الوطن إلى ما قبل ثورة السادس والعشرين من شهر سبتمبر 1962، ويرفض أن يعود المجتمع إلى تقبيل ركب أدعياء الإمامة وأقدامهم، أو يتمسحون بأعتابهم، وأطراف ثيابهم؟
الأمر ــ بالطبع ــ لا يقاس بحفنة الزنابيل التي تقبلت هذا السقوط، ولكن حتى هؤلاء إلى متى يمكن أن يستمروا في اعتناق الخرافات، وأن حبيس الكهف معصوم ويستحيل في حقه الخطأ؟ وأن في تراب نعله شفاء للزنابيل ...!!!
مع أي هذين الصنفين من الناس يمكن أن نتحاور، أمع الذين ابتليت بهم اليمن، من أدعياء الحق الإلهي في الحكم، والذين يحصرون حق تملك الأرض والإنسان، أم الصنف الآخر الذي استلذ العبودية، وارتضى بلقب الزنبيل والبقاء في العذاب المهين، رغم أنه يرى المنسأة التي يتكئ عليها سيده في تجواله في الكهف أو في أي بدروم، تنخرها دابة الأرض، ويوشك أن يخر على منخريه كما خر طغاة من قبله، وكما خر هبل أمام أجداده وهم صاغرون!!
إن عزمات الاتقياء الأخيار ــ وكل أحرار اليمن أخيار ــ سيثورون على مشروع حوثي ظلامي، تمكّن من التسلل إلى واقعنا، وأعانه على ذلك قوم آخرون وسيلحقونه بأجداده كما حدث في فجر السادس والعشرين من سبتمبر الظافر.
أمام الحوثي أن يفضل خيار أن يكون إنسانا فيخلع عن نفسه عباءات الخرافات، وأن يتوب إلى الله، ويعود إلى رشده، ويتخلى عن إيران وخرافاتها، ويكون مع الصادقين، وأحرار اليمن؛ فإن فعل فقد استبرأ لدينه وعرضه، وإن لم يفعل فسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، أعزة عليه، يسومونه سواء العذاب، ويحررون البلاد والعباد.
وأمام الصنف الثاني ــ الزنابيل ــ أن يستنهضوا هممهم، وان يفتشوا بين ضلوعهم، فلا بد أن تكون هناك بقايا بذور تحمل نور من دين، وروحا وطنية تأبى الضيم، وترفض الذل، كما ترفض التبعية والذيلية للمشروع الإيراني البائس.