"في كل يوم، يرحل عن دنيانا الكثيرون، لكن قلة منهم يتركون أثراً خالداً، ذكراً طيباً، أو موقفاً ملهماً. أما "الشهداء المفكرون"، أولئك الأدباء الذين قضوا نحبهم في سبيل الله والوطن، فهم الاستثناء. إنهم يرحلون تاركين إرثاً فكرياً وحضارياً ينير دروب الشعوب، ويقودها نحو مستقبل مشرق. لقد كانوا في حياتهم قادة وقدوة، وحملوا هم الأمة، وتركوا لنا إرثاً نسير على هديه.
تحت راية "شرف، تضحية، وفاء"، اجتمع الأحرار من كل ربوع اليمن، متخلين عن خلافاتهم وشعاراتهم، وحاملين العلم اليمني رمزاً لوحدتهم. وفي مقدمتهم، الفارس شعلان، الذي قاد جموع الأبطال لإدراكهم خطورة المشروع الإيراني على المنطقة. لقد خرجوا عازمين على العودة منتصرين، فصنعوا أبطالاً، ودربوا الآلاف للمعركة الفاصلة. وفي الذكرى الرابعة لاستشهاد العميد شعلان، نستذكر رجلاً صنع تاريخاً، وأرسى دعائم الأمن في محافظة محفوفة بالمخاطر.
كان شعلان يتمتع ببديهية خارقة في كشف الأعداء وأهدافهم، فسد كل الثغرات الأمنية. انطلقت رحلته ورفاقه الذين يذودون عن اليمن ويفدونها بارواحهم من مأرب، عاصمة الأحرار، مروراً بالساحل الغربي، إلى الضالع، وأبين، وشبوة، ومنها إلى جبال اليمن وصحاريها.
هدف الشهداء مثل الشهيد شعلان ورفاقه ومن سار على دربهم كان سياج الوطن وحماية حصنه الحصين واستعادة مؤسساته. وأنا أكتب مجددًا عاما بعد الآخر في الذكرى الرابعة لاستشهاد العميد شعلان، أحد أعمدة الوطن ودرعه المتين وسيفه البتار الذي لا يتردد لحظة في بذل الروح والدم فداءً لوطنه. لنحتفل بيوم الشهيد العميد عبدالغني شعلان ونتذكر أبطالنا الذين أسلمت أرواحهم لبارئها وتخلدت ذكراهم في قلوبنا وعقولنا وسجلات تاريخنا المشرفة.
في كل عام، ومع إحياء ذكرى استشهاد العميد شعلان، نتذكر رجلاً كان عموداً من أعمدة الوطن، ودرعه المتين، وسيفه البتار. لقد كان شعلان رمزاً للبطولة والتضحية، وقصة تستحق أن تروى للأجيال القادمة.
في معركة اليمن، برز رجال أشداء لمواجهة المشروع الإيراني، الذي صنع من الحوثي تهديداً للمنطقة والعالم. لقد تصدى الأحرار لهذا المشروع، وتوافدوا من كل حدب وصوب، فكان شعلان في مقدمة الصفوف، صانعاً مجداً وتاريخاً.
في ذلك اليوم المشؤوم، انطلقت رصاصات الغدر من مليشيا الإرهاب، لتسفك الدماء، وتختطف الأحلام، وتفجر الديار. وفي الذكرى الرابعة لاستشهاد شعلان، نتوقف عند "أيقونة الشهداء"، و"حكيم الأمنية"، الذي اختاره القدر للخلود.
الشهداء هم صناع التحرير، وبناة المستقبل، يضحون بأرواحهم لتحيا الأجيال. لقد عرفوا طريق الجهاد، واختاروا أن يموتوا واقفين، لا أن يعيشوا أذلاء. وكأن لسان حالهم يقول: "لست آسفاً إلا لأنني لا أملك إلا حياة واحدة أضحي بها في سبيل الوطن".
كلمة شعلان المدوية: "اليمن بحاجتنا، إذا لم نكن اليوم، فمتى؟"
سلاماً على روح شعلان، وعلى أرواح شهداء اليمن، الذين يواجهون خطر الحوثي المدعوم من إيران. سلاماً على أمهات الشهداء، وآبائهم، وذويهم، وعلى شعب اليمن، الذي أعلن الحداد والجهاد.
اللهم تقبل شهداءنا، وأسكنهم فسيح جناتك، وأفرغ على قلوب ذويهم صبراً جميلاً. اللهم عليك بالظالمين، مليشيات الحوثي الإرهابية، الذين خسروا الدنيا والآخرة.
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون".
ألا تستحق هذه الأسماء أن تجسد في أعمال درامية، مثل مسلسل "الاختيار"؟ إن الدراما التلفزيونية تساهم في بناء القيم، وتوثيق حياة الشهداء، وتعكس واقع القضايا والمشكلات في المجتمع."
الشهداء لهم مكانة خاصة في القلوب والعقول، فهم من أدركوا طريق الجهاد وتقدموا بحياتهم فداءً للوطن. لهذا يجب علينا أن نكرم ونحتفي بتضحياتهم ونعمل على إحياء ذكراهم وتخليد أسمائهم. رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته. اللهم ارزق أهلهم الصبر والسلوان.
في النهاية، يجب علينا جميعًا الوقوف مع شهدائنا وتكريم ذكراهم، ونبذ الإرهاب والظلم والاستبداد. علينا أن نعمل معًا من أجل بناء وطن قوي ومزدهر، يعيش فيه الجميع بسلام وأمان. تحية لشهدائنا، تحية لليمن.
