;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

الكراهية لا تبني وطناً!! 1533

2014-03-25 18:27:51


الكراهية نقيض المحبة.. الكراهية كابوس فتاك، بذرة شر لا مكان لها في المجتمع القوي المتسامح المتعايش, الحالم بحياة كريمة وعادلة.
 لا توجد أوطان ضعيفة هشة, ممزقة, متخلفة وإنما هنالك مجتمعات متناحرة ضعيفة, مفككة خائرة.. وطننا واحد من أوطان كثُر لا يعوزها أكثر من إشاعة المحبة والتسامح والسلام والعدل والتنمية والبناء والتعايش.
من يشحنك اليوم أو غداً على بغض الآخر ولمجرد أنه ليس من منطقتك أو طائفتك أو قبيلتك أو حزبك؟ أيقن تماماً أنه أول الناكثين بك، فمثل هذا الصنف يمكنه الانقلاب عليك ولأتفه الأسباب.
الذين يشحنون أتباعهم وأنصارهم على أساس جهوي, قبلي, مناطقي, مذهبي ربما أفلحوا في حشد الآلاف والملايين إلى الساحات؛ لكنهم أبدا لن يعثروا على شعب واحد مستقر خال من الضغائن والانقسامات المفتتة لنسيجة.
في النهاية, الكراهية لا تبنى شعباً سليماً ومعافى، كما وليس بمقدورها تحقيق غاية وطنية أو قومية أو دينية ما بقيت أدواتها خاطئة وزائغة عن جادة الحق والصواب, فوطن يشيد على فكرة الكراهية أعده وطناً أشبه بمقبرة كبيرة مفتوحة لجثامين الموتى.
يا وطنا مازالت طليعته السياسية عاجزة عن استيعاب أنه لا مواطنة متساوية من دون وجود وطن كبير خفقة حياة وحلم وتفاؤل وأمان! يا شعبا لا يبدو أنه سيصير شعباً ولمجرد أمنية نبيلة قرأها أو سمعها! ألا يكفينا قرون من العيش خارج سياق الوطن الواحد والمجتمع الواحد؟
ألا يكفينا ما أضعناه من الوقت والفعل سعياً وراء انتماءات ضيقة أنانية؟ وسعياً خلف أوهام مرضية واصطفافات فئوية وعصبية وجغرافية ومذهبية أثبتت التجربة أنها جميعا أقل وأدنى من أن تؤسس لوطن قوي ومستقر وجامع لكل أبنائه.
وآنت أيها المواطن البائس: ألا تود أن تكون مواطناً كريماً وعزيزاً وحراً؟ ألم يحن الوقت كي تتخلى عن ذاتك الأنانية وكي تتحرر عن صمتك وخوفك وأفقك الضيق؟ ألا تستحق حياة أفضل جديرة لأن تعيشها بسلام ووئام ومحبة؟ إذ لم يراودك شعور مثل هذا؛ فأنت لا محال إنسان بلا قيمة وبلا فائدة وبلا أمل في الحياة.
فمثل هذه الثقافة المحرضة على كره الآخر وقتل الآخر ونفي الآخر ربما أفلحت في حشد الجماهير وفي شحنها لبعض الوقت، لكنها في المحصلة وسيلة كارثية أشبه بلظى النار التي لن تذر شيئاً إلا وحرقته فإن لم تجد ما تلتهمه أكلت نفسها.
نعم سهل جداً أن تستثير في الناس حمية العصبية وفي أن تحشدهم وتسوقهم إلى الموت تحت خدر كراهية الآخر كان طائفة أو مذهبا أو منطقة أو جهة؛ لكنك بالمقابل ستجد صعوبة بالغة كي تحشد وتقود هؤلاء بقناعة العقلانية المحبة للحياة، المستلهمة للفكرة، الملتزمة للتنظيم أو الجمعية أو القيادة، المحتشدة والثائرة من أجل غاية عادلة تتعدى مضارب العشيرة والقرية كما وتتجاوز مساحة المذهب والمكان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد