ما حدث في مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة خلال الأيام الماضية كان بكل معنى الكلمة.. إنجاز إلى حد الإعجاز. وفي ظل هذه الظروف الصعبة نهضت لعبة الشطرنج من بين ركام الحرب والدمار خرافية كطائر العنقاء لتعانق المجد من خلال تنظيم حدث استثنائي تاريخي في هذه المحافظة متمثلا بمهرجان المهرة الدولي للشطرنج وبمشاركة يمنية واسعة مع مشاركين من عدة بلدان عربية. ربما شهدت السنوات الفائتة تراجعا كبيرا في أنشطة اتحاد الشطرنج الذي كان يعد الاتحاد الأكثر أنشطة وبطولات ومشاركات خارجية وإنجازات طيبة.. وتغطية إعلامية. وربما تأثرت لعبة الشطرنج كثيرا منذ العام ٢٠١٤ م مع اشتعال هذه الحرب المدمرة التي قضت على الأخضر واليابس مثلها مثل بقية الألعاب الرياضية، إلا أن الدكتور صبري عبد المولى رئيس الاتحاد وزملائه بمجلس إدارة الاتحاد قاموا بضربة معلم عندما قرروا أن يعيدوا إحياء اللعبة مجددا ولكن من محافظة كان الكثير يعتبرها محافظة منسية رياضيا وبأنها مجرد تكملة عدد لا تعيرها الاتحادات الرياضية أي اهتمام فاحتضنت أبناء اليمن من كل حدب وصوب بشوق وحنان حتى اطلقتهم ليعودا إلى محافظاتهم بسلام حاملين معهم اجمل الذكريات. لن أتحدث عن تفاصيل التنظيم والمنافسات.. لكنني أتحدث عن جمالية الحدث والمعاني الجميلة والإعلامية والوطنية والقومية السامية التي خرج بها هذا الحدث الاستثنائي الرائع، وتوجت المنافسات بفوز مستحق لنجمنا الدولي الرائع زندان الزنداني بالمركز الأول واللاعب المصري عماد حمدي بالمركز الثاني ويحيى فرج وخليل الصبيحي بالمركز الثالث معا، واللاعب محمد جميل بالمركز الرابع ثم ايمن الحليلة بالمركز الخامس. شكرا لمحافظ المهرة الشيخ راجح سعيد باكريت وأبناء المحافظة الذين احتفوا بأبناء المحافظات اليمنية وضيوف اليمن من الأشقاء العرب وكلهم ضيوفا كرام على محافظة أثبتت معدنها الأصيل وجمعت اليمنيين بكل ود وترحاب. شكرا لوزارة الشباب والرياضة ووزيرها الهمام نائف البكري الذي اثبت جدارة كبيرة في توليه مسئولية إعادة الأنشطة الرياضية وفتح المجال لمشاركة كل أبناء الوطن من كل المحافظات بدون حدود أو حواجز متجاوزا كل القيود التي فرضت على الرياضيين. شكرا لأنه رفض الزج بهم في أتون الصراعات طالبا منهم أن يقدموا إبداعاتهم فقط من اجل اليمن باعتبار أن الرياضة رسالة محبة وسلام للجميع. ونأمل أن يكون هذا المهرجان فاتحة خير لتنظيم بطولات أخرى في محافظة المهرة المنسية فقد آن الأوان نعطي هذه المحافظة وأمثالها كل الاهتمام.