;
عبدالوارث ألنجري
عبدالوارث ألنجري

قنص الإختلاط 1960

2011-04-18 06:53:13


لم أصدق أذني وأنا أسمع رئيسنا ـ الذي ظللنا نصفق له عشرات السنين ـ وهو يقول في خطابه أمام مواليه من قيادات الحزب الحاكم وموظفي بعض المرافق الحكومية والمشائخ المغرر بهم ومرافقيهم في ميدان السبعين "ممنوع الاختلاط في ساحة الجامعة إنه ممنوع شرعاً"، حينها لم أغضب من شخص الرئيس، ولا من بطانته المعروفة، بل حزنت على نفسي وغيري من ملايين الشعب اليمني، كيف صبرنا على هكذا نظام فوق رؤوسنا عشرات السنين، كيف امتلكنا الخوف وغرتنا الحياة الدنيا البائسة بذلك الفتات الذي نحصل عليه في ظل هذا النظام وتاهت بنا الهموم والمشاكل خلال السنوات الماضية جراء سياسة ذلك النظام المدوخة، وسألت نفسي هل هذا الشخص الذي يتحدث اليوم كل جمعة في ميدان السبعين هو نفسه الذي كنا ننصت لخطاباته السنوية والمناسباتية قبل عشرين عاماً؟ ولماذا وصل به التخبط والغرور إلى هكذا حال في توجيه الإساءات للآخرين حباً في السلطة والتشبث بها؟!.
 لكن يبدو أن هذه إرادة الله التي كتبها لنهاية مثل هذه الأنظمة التي جثمت على أنين شعوبها سنوات عديدة ورقصت بخيلاء على آهات الجوعى والمظلومين، والمنتهكة حرياتهم المسلوبة حقوقهم عقوداً من الزمن، لقد غابت وربما لم تكن موجودة بالفعل لنكتشف بالأخير أنها ضربة حظ عاثت في الأرض فساداً وحكمت يمننا سنوات عديدة على نظرية ( ما بدى بدينا عليه).
 إنها حقيقة مرة، ونحن ندرك مؤخراً وحالنا وحال نظامنا ونبكي سنوات عمرنا التي مضت هدراً، جوعاً وفساداً يحكمها ذلك النظام لنسمع آخر توجيهاته من ميدان السبعين وهو يحذر ( ممنوع الاختلاط).. إنه الغرور وحده الذي جعل النظام يصدر مثل تلك التوجيهات الغريبة في أوضاع جد مأساوية تعيشها الملايين من شعبنا.
 نعم فبعد الخروج من حرب صيف 94م تخلص النظام بطريقة أو بأخرى من تلك العقول الرصينة التي كانت حوله، العقول العقلانية والرؤية الثاقبة التي كانت تسيره وترشده خلال السنوات العشر الأولى من حكمه وظن أو أوهمه المطبلون الجدد من حوله أن الحكمة اليمانية تتجسد في شخصيته دون غيره، وصار يحب الألقاب والسجع مثل سهيل اليماني وفارس العرب وباني نهضة اليمن الحديث وذويزن وغيرها فتساهل بشعبه وتجاهل دعوة حكماء وعقلاء البلاد وتحذيراتهم بالنفق المظلم وغيره ليبحث هو ومن معه من "أحمد عز اليمن" عن طريقة ملتوية باسم الدستور والنظام والقانون بتهيئة الملعب لنجله القادم في قيادة البلاد والحرس معاً.
 يقول إن الجماهير المعتصمة في ساحة الجامعة وبمختلف ساحات الحرية والاعتصامات في محافظات الجمهورية إنها جماهيره المشترك للعام 2006م وتناسى أنهم مواطنون يمنيون ورعاياك أيها القائد بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، وما أخشاه فعلاً أن تكون هنالك خطة يعدها رموز النظام لقنص أخواتنا وأمهاتنا المعتصمات في ساحات الحرية والتغيير وتلفيق التهمة ضد متطرفين إسلاميون أو قاعدة وغيرهم.
ويأتي بعدها النظام ويقول لقد حذرناكم من قبل عن الإختلاط المحرم شرعاً ولم تسمعونا، هذا ما نحذر منه اليوم ونقول لهم: يكفي قنصاً لأولئك الشهداء ويكفي قنصاً لتلك المليارات التي قنصتموها خلال السنوات الماضية، يكفي ماتم قنصها من أراضي عدن أثناء وعقب حرب 94م وإلى اليوم، وكذا أراضي الحديدة، يكفي قنصكم للثروات السمكية والنفطية وقنص الآثار وغيرها، نشهد أنكم بارعون في القنص، ولكن في نفس الوقت نؤكد أنه لم يعد فينا شيئاً لتقنصوه بعد اليوم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد