;
صلاح محمد العمودي
صلاح محمد العمودي

قناصة جامعة عدن يعتلون أسطح قناة عدن الفضائية 2328

2011-04-20 10:43:59


لم ينتاب هؤلاء المعتصمين في قناة "عدن" الفضائية، وهم قلة من حملة شهادات الدكتوراه الوظيفية من جامعة عدن, لم ينتابهم هذا النوع الخطير من حالات الإسهال في الحديث عن حكايات دائماً ما يرددها شهود الزور، والحق الذي يراد منه باطلاً، وغيرها من تلك الطلاسم الذي قد تجاوزها فكر طلابهم المعتصمين في ساحات ثورة التغيير، فبالله عليكم ما قيمة العملية التعليمية والمعرفية التي سيتلقاها أولئك الطلاب على يد هؤلاء وتفكيرهم أسير حواديت ألف ليلة وليلة، خدمة لانتماء ضيق ومصلحة دنيئة، فالأمر ليس منهجاً دراسياً مكتوباً على الورق فقط، وإنما تسبقه القدوة في السيرة والسلوك.
حالات الإسهال تلك انتشرت عدواها بسرعة قصوى، مثل انتقال النار في الهشيم الأمر الذي أدى إلى توجيه أصابع الاتهام نحو كبيرهم في الجامعة، الذي علمهم كيف وأين يقضون حاجتهم حتى يريحوا عن أنفسهم وينكدوا على من حولهم من الطاقم الفني في قناة عدن الفضائية، أما مشاهدوها، فقد هجروها من زمان، ثم لحق بهم مؤخراً موظفوها، لم تعد الطريقة المحلية المملة في سرد حواديت ألف ليلة وليلة، تروق لهم بعد مشاهدتها بقالب فني رائع في فوازير رمضان زمان.
حيال هذا الأمر الخطير الذي أدى إلى تفاقم الأزمة، وازدياد حالات الإصابة بالإسهال اليومي بين أوساط بعض دكاترة جامعة عدن حصرياً، وحظي بتغطية إعلامية من قناة عدن الفضائية، التي خصصت له مساحة زمنية طويلة الأمد في ساعات إرسالها اليومي, كان لابد من أن تتدخل الدوائر الطبية وتعلن حالة الحجر الصحي على المناطق الموبوئة والمشكوك في أمرها، وأن تضعها تحت السيطرة، عبر حصار محكم حتى تتمكن من مباشرة مهامها في البحث وتقصي الحقائق، لمعرفة نوع هذا المرض وأسباب تفشيه, فخضع خلالها دكاترة جامعة عدن وعلى رأسهم كبيرهم الذي علمهم أين وكيف يقضون حاجتهم حتى يريحوا على أنفسهم وينكدوا على بقية خلق الله لإجراءات طبية وفحوصات مختبرية، فأظهرت النتائج النهائية أن ما يعانونه سببه سوء هضمهم لثورة الشباب، ومشهد الساحات المكتظة بالمعتصمين في مناطق متعددة من محافظة عدن والجمهورية بشكل عام.
ومع أنني أتمنى لهم الشفاء العاجل، إلا أن المؤشرات مع الأسف تدل على عكس ذلك، أي أن حالتهم مرشحة أن تسوء أكثر, فالرئيس صالح سيغادر البلاد دونهم في أعقاب إتمام صفقة الضمانات التي تشير وسائل الإعلام إلى أنها القضية الرئيسية، التي تشغل باله الآن دون غيرها, بينما إخواننا دكاترة جامعة عدن أغلقوا دونهم الأبواب، وانشغلوا بقضاء حاجتهم وهات يا إسهال في حواديت ألف ليلة وليلة، ولا بأس من أن يكرر بعضهم حدوتة الآخر إذا ما اقتضت الضرورة, وكله بمقابل، لكن المشكلة أن يغادر الرئيس/ صالح البلاد وهم في تلك الحالة المزرية, وامصيبتاه.
هذه الدكتوراه الوظيفية وإلا بلاش، في ظل ثورة الشباب، بعضهم يتمنى أن يكون صاحب كشك وليس دكتوراً أو رئيساً لجامعة أو غيرها من الوظائف الكبرى، التي تصيب صاحبها في الوقت الراهن بالإسهال في الحديث عن الخرافات، حتى يثبت للعالم كله أنه أكثر وطنية من ذلك الرجل البسيط جداً صاحب البوفية المتواضعة في شارع منسي من شوارع العاصمة التونسية، الذي لم يخطف أنظار العالم فقط، وإنما دخل قلوبهم بعبارته الشهيرة تلك التي أصبح يرددها عن ظهر قلب الصغير قبل الكبير, لم يتهم شباب ثورة بلاده بالعمالة والتهريج ويقلل من شأنهم و يسفهه من أمرهم، وإنما تعالوا واسمعوا وتعلموا مما قاله مخاطباً جيل الشباب التونسي وهو في حالة إحساس مزدوج بين فرحة الحدث ومعاناة الماضي رصدتها عدسة الكاميرا قال بالنص: فرصتكم أيها الشباب التونسي أن تقدموا لتونس ما لم نقدم لها نحن، لأننا هرمنا.. هرمنـا من أجل هذه اللحظة التاريخية، أين أنتم من هذا الرجل؟ وكيف هو الآن وكيف ستكونون أنتم غداً؟
ومع ذلك، يجب أن اعترف أن هؤلاء الدكاترة وعلى رأسهم رئيس جامعة عدن وغيره كثيرون وفي مجالات أخرى متعددة، حتى وإن تغلبت عليهم ظروفهم الوظيفية، أشعر أن سيرة حياتهم تحتوي على موانع عديدة، تجعلني لا أتخيل أن أراهم مصطفين على سطح عمارة جنباً إلى جنب مع أولئك القناصة أو يتدافعون خلف بلاطجة القمع الدموي، هذا هو مع الأسف النظام الذي تدافعون عنه يا دكتور أنت وجماعتك، دون أولادكم الطلاب وشعبكم المطحون شئتم أم أبيتم، فلن تستطيعوا أن تجمعوا بين شرعية القنص وشرعية الدستور.
اعتراف أخيراً, مديناً لكم بالاعتذار، ومستعد لما هو أكثر في حالة واحدة فقط، إذا ما تم الإعلان عن محاكمة كل المتورطين الحقيقيين في مجزرة جمعة "الكرامة" وسأفي بوعدي مادمت حياً. 
    amodisalah@yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

خالد الرويشان

2024-09-28 00:47:57

المارد والقمقم!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد