;
محمد عبدالملك
محمد عبدالملك

وانتصرت الثورة ... 1689

2011-06-22 16:13:51


هذا قانون قدري في انتصار الشعوب على الطغاة والحكام المستبدين، وإن إدراك هذا القانون المتعلق بطبيعة العلاقة بين الشعوب وحكامها وفق سنن الله الجارية في الشعوب والأمم والمجتمعات والدول يجعلنا نتأمل هذه الحركة الثورية التي انبثقت في بلادنا وسائر قطار الوطن العربي فيما يسمى بربيع الثورات العربية.
إن الثورة اليمنية منذ انطلاقها حتى الآن وهي تسطر بزوغ هذا النصر العظيم في إسقاط النظام رغم الآلة العسكرية الضخمة الذي يتمترس بها النظام ورغم فظاعة وشدة الألم وتنكر المحيط الإقليمي والدولي للثورة إلا أن الثورة شهدت أولى انتصارها العظيم في رحيل رأس النظام.
وحينما نتأمل في تاريخ الإنسانية ندرك ذلك واضحًا من أن النصر والغلبة للشعوب والخسارة والهلاك والرحيل لهؤلاء الطواغيت والحكام المستبدين..وأن الحضارات قامت على أساس هذا الصراع بين الشعوب والطبقة الحاكمة وانظر إلى ما سطره القرآن الكريم عن تاريخ الصراع الذي تم بين أول الرسل عليهم الصلاة والسلام نوح عليه السلام وطبقة الحكم في عصره والذي وقفت ضد نوح وقومه وكانت النهاية زوال هذه الطبقة الحاكمة وبقاء الشعوب وهكذا دواليك.
حينما نتأمل كتاب الله عز وجل وحركة التاريخ الإنساني ندرك ذلك جيدًا من أن الصراع ينتهي دائمًا بانتصار الشعوب ضد طبقة الحكام المستبدين الطواغيت، وهذا هود عليه السلام وهو يناضل ويجاهد ضد الطبقة الحاكمة التي استأثرت المال والجاه لصالحها فكانت ترفض أي وسيلة إصلاحية باعتبار ذلك يجرح كبريائها وكان شعارًا دائمًا (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) إلا أنهم وقفوا ضده ,آلموه وعذبوه, أطلقوا آلتهم الإعلامية لتشويه رسالته الطاهرة حتى يوقفوا حركة التاريخ ,جمعوا, ألبوا بلاطجتهم ضده والشباب الطاهر المنتمي له ولثورته وما هي النهاية الحتمية هي انتصار تلك الفئة من الشعب هو وأصحابه على الطبقة الحاكمة المستبدة المستأثرة بالثروة والسلطة.
هذه سنة الله وقدره في تغيير الأنظمة وانتصار الشعوب على حكامها المستبدين.
إن الناظر إلى حركة التاريخ القديم والحديث يدرك هذه الحقيقة وهي أن الشعوب هي المنتصرة هي الغالبة وأن الأفراد والأنظمة المستبدون والطغاة إلى زوال، تلك حقيقة ناصعة أثبتها التاريخ وحينما ننظر في الثلاث العقود الأخيرة مثلاً وماذا صنعت من تطور وحضارة في الدول الأوروبية ندرك أن ذلك ما تم إلا من خلال تحرر تلك الشعوب من الأنظمة الإقطاعية المستبدة، وحينما نتحدث عن ذلك نحن لا نؤكد حتمية الصراع ولكن التغيير والتبديل إلى الأفضل هي حتمية كونية.
وبالنظر حاليًا إلى انتصار الثورات العربية على الأنظمة المستبدة وتأخر انتصار وحسم الثورة اليمنية ليس لأن صيرورة الأمور لم تتم ولكن لأن اليمن ومن سوء حظه أنه محاط بإقليم يرفض الثورات بل ويحاربها وقد استطاعت هذه الأنظمة المحيطة باليمن من مملكات وسلطنات وإمارات ومشيخات إيجاد قداسة لهذا الحاكم والأمير والملك والسلطان... من خلال المؤسسة الإعلامية والمؤسسة الدينية الرسمية وإعطاء هذا الحاكم نوعاَ من القداسة الدينية وعملت على لي النصوص الشرعية وصياغة قوانين تقدس هذا الحاكم وأشاعت الثقافة الصنمية ووضعت سياجاً قانونياً لذلك واعتبرت المساس بالأمير أو السلطان أو الحاكم نوعاً من الخروج عن الثوابت الدينية والوطنية ولكن في الأخير انتصرت الثورة ,لأن ذلك هو القانون الحتمي في تاريخ المجتمعات والدول وتلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تحويلاً ولن تجد لسنة الله تبديلاً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد