انقسم الشارع اليمني ما بين متفائل ومتشاءم بعد خطاب صالح الأخير، الذي ذكر فيه انه سيتخلى عن السلطة خلال أيام.
ففي حين رأى البعض أن صالح قد يكون صادقاً في كلامه هذه المرة، وإنه ربما يعكف هذه الأيام على كتابة خطاب التنحي المنتظر، والذي سينهي حقبة من تاريخ اليمن المعاصر، هناك من يرى عكس ذلك تماماً، خصوصاً وصالح المعروف بمراوغته وتعنته، وإجادته لاتيكت (إبقاء كل الملفات مفتوحة)، مازال متمسكاً بالسلطة ويصر على البقاء فيها، بل ويعلق الآمال على مسألة الحسم العسكري وقد تجلى ذلك من خلال خطابه، وإن كان هذه المرة قد غير نغمته من مواجهة (التحدي بالتحدي)، إلى (الحجة بالحجة) وإذا كان صالح قد أكد انه سيتخلى عن السلطة خلال الأيام القادمة،فإن الغريب العجيب قوله بأنه لن يسلمها للمعارضة وإنما لما وصفهم بـ(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه).
وبين هذا التناقض الكبير تبقى مسألة نقل السلطة بشكل سلس وآمن هي التحدي الأكبر الذي لا زالت تواجهه الثورة السلمية، خصوصاً بعد ورود تقارير عن نية صالح تشكيل مجلس عسكري يتسلم السلطة منه، ويتولى إدارة شؤون البلاد خلال الفترة المقبلة، عقب لقائه بأعضاء مجلسي الشورى والنواب.
وهو ما يمكن تفسيره من خلال كلامه عما اسماهم (بمدنين وعسكريين) سيمسكون السلطة.
وفي حال حدث ذلك فإن الثورة ستعود للمربع الأول،وهو ما لا نتمناه، خصوصاً في حال وتم تعيين أفراد من أسرة صالح النافذين في هذا المجلس المتوقع، ما يعني أن هناك ما يمكن وصفه بانقلاب أبيض في يوم أسود على ثورة وردية.
