;
عبدالرب الفتاحي
عبدالرب الفتاحي

تعز مازالت تقف كما كانت منذ عقود 1881

2011-11-15 16:46:07


تلك الشابة التي برزت في الساحة وهي تحاول الابتعاد عن القذائف، سقطت وكانت كلما حاولت أن تظهر قوتها وعزمها ترتمي مرات على الأرض بفعل طريقة توجيه الرصاص والقذائف على النساء والعزل من المعتصمين.. قوات النظام تراجع مبدأها الأخلاقي حتى أنهم باتوا يقصفون المناطق دون أي تفريق ولذلك ليس من المستغرب أن ما هو افضع من ذلك من سحل العزل من الشباب في صنعاء فكل شيء مباح ويمكن أن يقع
 بل إن طريقة إبعاد التهمة عنهم هي أيضا تجاوزت الكذب لتخرج سيناريوهات مضحكة ومعقدة وتعطي انطباعا قوياً أن لدى شبكة المصالح التي اعادت على ارتكب مثل هذه الأعمال منذ أن وجدت في النظام نواة لتبادل المنافع ترتكب القتل بطريقة لامركزية يصعب معها إصلاح البلاد بعد ان أعطت القوة والنفوذ لسلطة وزعت الأراضي وصرفت السيارات وعملت على إيجاد فريق أشبه بالغبار الذي يعمل فقط على لسع العيون لكنه لم يغير من القناعات التي كانت مخفية طوال السنوات التي مضت.
 كنت في غاية الدهشة والاستغراب وأنا أجد تلك الشابة تحاول أن تتجاوز مرحلة الخطر إلى الخطر ذاته، لكنها كانت أشجع منا نحن الرجال الذين نتفرج فقط وتبرز مشكلة بعض الكتاب من الذين يصقلون كتاباتهم في الرهان على التوصيف المغلوط في حق الذين يعيشون في الساحات بكل عزم دون أن يضعفوا أو يتراجعوا.
هؤلاء الكتاب يتقمصوا التحليل الخطأ في الامتهان من التضحيات التي يقدمها الشباب والشابات في الساحات، لكن العبرة في النهاية وربما سيعرف الكثير من الذين يضعون أنفسهم في المكان الخطاء أنهم فقدوا مصالحهم التي لم تكن بذلك الشكل الذي يستوجب التنازل عن المبادئ وهذا في بعض الأحيان بل في المواقف يشبه حركة ارتداد تعطي البعد الواضح في معرفة كيف يمكن أن نعرف بعض من الذين كانوا يكتبون أو يصرحون ونحن نجد أنفسنا غير قادرين على صناعة تلك التمثلية الجوفاء التي تفصل اللسان على المشاعر،
 وربما نجد العبقرية تلك في زراعة بعض التخيلات التي كانت تمضي علينا بغبارها تجعلنا غير قادرين على المنافسة في إزالة تلك القشة التي تبعثرت في سكونها البعيد لتقع في مكان يصعب اليوم اعتباره موقف محايد
تعز بعد كل مرحلة تكون ممغنطة على رج الأنظمة والشخصيات بطريقة تؤدي إلى الخروج بشكل رغوي وهذا جعل كل الذين وقفوا في حبل النظام أشبه بالثياب المدنسة التي لا يحب أحد الاحتفاظ به حتى في الفناء الخارجي للمنزل وقتل الشابات واستهداف الساحة كان آخر فرصة للذين وقفوا مع النظام طوال الأحداث التي مضت
لقد كانت الحادثة قوية من حيث آثارها في التحكم بتلك الدوافع الشخصية أو الجماعية فاستهداف منطقة ليست ساحة حرب بل ساحة حرية جريمة ورمي القذائف الثقيلة عليها يعد خرقاً يتجاوز السقف الأعلى من الانتظار لتبرير شكل آخر من جرائم النظام التي يقوم بها أو تلك التي يرتكبها أقزامه في المديريات والقرى من محاولات شتى لتدنيس الكرامة الإنسانية وانتهاك الأعراض ثم الصمت وافتعال التحدي بكل لغة سفيه تعد في قوائم السلوك الذي يطبخه كل من سلك درب النظام في السير بشكل يعطي ضرورة أن التخلص من أصابع النظام يجب أن يبدأ في الأرياف دون أي خوف أو وجل أو تراجع أو انسداد.
قتل الشابات جريمة فقد شعرت بحالة من البكاء لكي أعبر عنها بكل حزن، لقد بات من الضروري على نساء اليمن وشاباتها تحمل حالة التكاسل التي يعيشها البعض من الذين تذوقوا من فناء النظام بفتات رخوي من  الشحم المبطن بالتدنيس حتى صار البعض وكأنه أكل لحم خنزير ليس له توجه أو حالة استنكار للجريمة.
 إن هناك من يضع كل الأشياء في غير مكانها وربما يحرف الكلام عن مواضعه حتى يغيب ما أصبح واضحاً وقد راقبته شاشات التلفاز وهي تحدق في كل الأرجاء لتجعل تلك الشابة عنواناً عريض للمحاولات التي مازالت قوية دون أن تضعف الثورة اليمنية حتى وكل الأنظمة المحيطة بنا تعمل على تقزيمها واعتبارها مجرد ثورة متجاوزة لفترة وربما يمكن إدخال الفيتوشوب الرخيص على أحداثها فقد كانت بعض القنوات الخليجية تعرض ملخص خبر يشير إلى مقتل خمسة عشر في تعز جراء أعمال عنف وفي اليوم الثاني نقلت تلك القناة مصدراً أمنياً يكذب ما جرى في مدينة تعز وكأن تلك القناة التي تخضع للشكل الرسمي تريد أن تقول إن اليمن ليست بتلك الدولة التي يمكن أن تصنع ثورة تعيد الكرامة لبعض أبناءها على الحدود والذين يحرقون كما حرقت نجران نتيجة تمسكها بالديانة المسيحية ومحاولة ذي نواس إبعاد تلك الاعتقادات بدفن كل الذين أظهروا الكرامة بشكل الأخدود والنار التي تلتهب بكل الساحات من اجل لف كل تلك المرحلة التاريخية التي شكلت ظاهرة الامتهان لليمنيين
فمن الصعب أن يعيش شعب طوال الوقت حالقاً كل تاريخه واضعاً السكين على رقبته في يد جلاد ليس له قيمة تعطيه الفرص لنشر قيم المال والبيع والشراء في كل شيء، لقد عادت بعض الدول أشبه بفيلم مرجان أحمد مرجان وهي تريد شراء الثورات وكذلك دفن الواقع تحت إرث من المغالطات التي ليست سوى جريمة تضاف إلى بقية الجرائم التي مازال يحتفظ بها اليمنيون في قاموس حياتهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد