الزواج نعمة من المولى تعالى شرعه لعباده ليتمموا به مقصداً من مقاصد الشريعة وهي) استمرار الجنس البشري وحفظه من الانقراض من خلال عملية التكاثر في النسل.
ومن هنا فان الكثير من عادات وتقاليد الزواج في عالمنا العربي تكاد تختلف من مجتمع لآخر، كما وتختلف داخل المجتمع الواحد نفسه(!)
وإذا نظرنا إلى واقع الزواج ومجرياته في مجتمعنا اليمني الذي لا زال يوصف بـ[ المحافظ]، لوجدنا أن بعض تلك العادات والتقاليد التي كانت سائدة إلى وقتٍ قريب قد بدأت تنحرف عن مسارها الطبيعي شيئاً فشيء،وهذا واقع بات ملموساً وقد لا يُخفى على أحد، لاسيما في الآونة الأخيرة، خصوصاً في ظل وسائل الإعلام المفتوحة، وثورة التكنولوجيا، وعصر الموضة، بحيث أصبح ما ينشر على تلك القنوات أمراً في غاية السهولة والتطبيق.
****
وبحكم إنني لا أحبذ حضور الكثير من المناسبات الاجتماعية ربما لعدم تكيفي مع مجتمع متناولي القات، إلا أن أصدقاء لي كُثر يحدثونني عن واقع ما يحصل من أمور لا تمت إلى الدين ولا إلى العادات والتقاليد بأي صلة، حيث انتشرت ظاهرة تعاطي الخمور والمسكرات والمفترات بشكل علني وسط أجواء الأعراس والمناسبات ما قد يصور لك على انك لست في دولة إسلامية محافظة بل في دولة غربية منفتحة.!!
إن المشاكل التي تنجم عن مثل تلك السلوكيات اللأخلاقية كثيرة، وعلى رأسها القتل الذي يحصل داخل الحفلات العرائسية؟!
وهذا خير دليل على تلك التجاوزات والتصرفات البهلوانية،نتيجة حمل السلاح بأنواعه داخل قاعات الأفراح خصوصاً( المسدس، والجنبية)، فما أن يتجرع هذا الشاب أو ذاك لتلكم المادة المسكرة أو المفترة إلا ويصبح في عالم الهيجان فيطلق الرصاص يمنه ويسره دون حسيب ولا رقيب.
كذلك ومما باتت تشتهر به معظم أعراسنا ومناسباتنا ( وضع مكبرات الصوت على أعلى المنازل) وإذا ما أردنا مناقشة الآثار الناجمة عن ذلك، فسنجد ما يوحي للعحب، فتخليوا حجم المأساة عندما توضع تلك المكبرات لتلك الأصوات الشيطانية، فكم من أطفال ستفزعهم تلك الأصوات وتمنعهم عن النوم؟ وكم من المرضى وكبار السن والعجائز سيباتون سهارى، وكم من المصليين سينزعجون من ذلك؟
ومن المؤسف أننا أصبحنا نعيشُ اليوم واقعاً مراً وتعيساً سببه إنجرارنا وراء خزعبلات الغرب من اليهود والنصارى والمنحرفين عن المسار السوي والنهج الوسط، مواكبةٍ للموضة،مع أننا بغنى عن ذلك، فنحن امة متحضرة، امة هي خير الأمم.
خلاصة القول.. رسالة أوجهها إلى كل ذو أذان صاغية: حذاري من الانجرار وراء مخططات أعداء الآمة، فهم لا يألون جهداً في سبيل إشغالنا عن قضايانا المصيرية، وعن ألا نلتحق بركب الحضارة الحقيقة، وأن نتعلم فنون الصناعات والتقدم التكنولوجي فهم يريدون أن نظل امة مُحاصرة ومستعمرة ومتخلفة، بينما ننشغل نحن بأتفه الأمور تحت ذريعة (مواكبة الموضة) والتقدم!!
موسى العيزقي
فوضى المناسبات 1849