;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

كيف أصبحت سلة الريف فارغة؟! 2323

2012-09-25 02:04:34


كلنا يعلم أن الريف اليمني كان من أغنى أرياف الجزيرة بسلته الغذائية المحتوية على كمية وفيرة جداً من الحبوب ومنتجات حيوانية مفيدة للصحة كالجبن البلدي (الجبن المدخّن) واللبن الرائب (الحقين) والسمن البلدي منقطع النظير، بالإضافة إلى البيض البلدي واللحم المقدد (المجفف) وأنواع موسمية من مشتقات الحليب كالقشطة واللبأ.
ولعل أهم ما يميز حبوب الريف استخدامها في صنع أنواع عديدة من الخبز والمعجنات الخالية من الدسم (الكدر، الكبانة، اللحوح، المقلّب، الكعك....." وكلنا لا يقاوم هذه الأنواع من الخبز، خاصة إذا أجاد في اختيار نوع السائل أو المشروب المتناول معها.
كانت وجبة الـ"عصيد" في القرية عبارة عن وجبة غذائية متكاملة تحتوي على النشأ والفتيامينات والأملاح المعدنية، بالإضافة إلى البروتين إذا تم تناولها مع الـ"وزف" أو "الحلبة مع المرق"، واليوم استبدلنا كل ذلك بالكيك والبيتي فور وبنت الصحن وخبز الطاوة والرشوش، وكله تقريباً يدخل في صنعه الدقيق الأبيض الذي يسميه علماء التغذية حين يكون مقروناً بالسكر والملح (القاتل الأبيض الجميل)!!.
تخيل عزيزي القارئ أن يكون أمامك طبق يحتوي على حبة بان بنية اللون ناعمة وجميلة ويزين خدّ بها حبات السمسم، وطبق آخر يحتوي على حبة البان لكنها مصنوعة من الحبوب الطازجة ومعجونة باللبن الرائب مع مواد محسنة وملونة كلها طبيعية 100%، فأيهما تختار؟!.
 في الحقيقة أنا أرى أن الفرق بين نساء المدينة ونساء الريف يشبه تماماً الفرق بين حبة البان وحبة الكبانة "بضم الكاف"، حيث نجد أن فتيات المدينة محسنات بمواد صناعية، ناعمات في الملمس لكنهن ربما كن خاويات من الداخل، بينما تتميز فتاة الريف بجمال طبيعي وصحة أفضل بالرغم من خشونة مظهرها وسلوكياتها، مع الاعتذار لجميع بناتي من أقصى ريف اليمن ومدنه إلى أدناه.
وبالعودة إلى الريف نجد أنه وصل إلى درجة تقارب كبيرة في تناول طعام المدينة والتركيز على الدقيق الأبيض والأسمر وإدخال الأرز والمكرونة إلى المائدة الريفية، لتبقى العصيد قراراً فردياً في أغلب بيوت ريفنا اليمني، فأين ذهبت خيرات الريف؟!.. خيرات الريف ذهبت إلى حيث ذهب أبناء الريف الذين تركوا أراضيهم في هجرة داخلية أو خارجية لتأمين مستقبل أفضل وأكثر تلاؤماً مع إيقاع الحياة اليومي.
ذهبت خيرات الريف أدراجها بعد أن أصبحت المياه شحيحة وبعد أن طغت تلك المحاصيل التجارية على محاصيلنا الغذائية البسيطة والجميلة في آن واحد، مساحات القات في بعض المناطق اليمنية تجتاح مساحات الحبوب الزراعية بمختلف أنواعها والمشكلة ليست صغيرة أبداً، بل هي كبيرة بحجم اليمن، لأن تلك المدرجات الزراعية العظيمة التي تركها الأجداد كميراث ثقافي واقتصادي وتاريخي قد تنحسر لتصبح مجرد مساحات ترابية جافة إذا لم نرفع سقف الاستثمار الزراعي في اليمن وإذا لم تعتمد محاصيلنا الزراعية محاصيلاً تجارية قابلة للتصدير بشكل مختلف وأنيق ومميز دون أن يضغط ذلك على سعر المنتج المحلي من مخرجات الزراعة بمحاصيلها المتعددة والمستهلكة بقوة محلياً ودون قيود تجارية مفروضة.
خيرات الريف ذهبت إلى حيث رحلت الثروة الحيوانية وبعد أن أصبحت التونة والمارتديلا وأنواع الجبن والحليب المجفف هي الغذاء الرسمي والمفتقر للأسف لأغلب العناصر الغذائية الجيدة التي يجب أن يحتويها طعامنا الصحي.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

خالد الرويشان

2024-09-28 00:47:57

المارد والقمقم!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد