;
موسى العيزقي
موسى العيزقي

سنة الحياة 1325

2013-02-23 15:30:40


 الناس في اغلب الأوقات يشتركون في أسباب الحزن والفرح، فهم يفرحون إذا كثرت أموالهم، ويفرحون إذا ترقوا في أعمالهم، ويفرحون إذا شفوا من أمراضهم، ويفرحون إذا ابتسمت الدنيا لهم، وتحققت آمالهم، وفي نفس الوقت هم يحزنون إذا افتقروا، ويحزنون إذا مرضوا، ويحزنون إذا أهينوا.. وهكذا هو حالنا في هذه الحياة.. ينطبق عليه العبارات السابقة التي ذكرها الشيخ " محمد بن عبد الرحمن العريفي" في كتابه القيم" استمتع بحياتك" فالإنسان يعيش في هذه الحياة متقلباً بين الحزن والفرح، والسعادة والشقاوة، والمرض والشفاء، والفقر والغناء.. فلا سعادة دائمة، ولا حزن مستمر..
والحزن شيء طبيعي وفطري.. يلازم الإنسان في حياته الدنيوية.. فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي " خُـلق باكياً، ويعيش شاكياً".. والله تعالى يقول " لقد خلقنا الإنسان في كبد" ويقول على لسان المسلمين عندما يدخلون الجنة" الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ".. وقد استدل العلماء بهذه الآية بان الحزن يلازم الإنسان في حياته، ولا ينفك عنه إلا عندما يضع أول قدم له في الجنة.
والحزن لم ينجُ منه الأنبياء والصالحين صلوات ربي عليهم أجمعين، فهاهو نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- مرت عليه مواقف عدة، من الآلام والأحزان والشدة، ولكنه تقبلها بنفس راضية مطمئنة، وتعامل معها بأريحية تامة.. فلم يضجر حبيبنا محمد أو يسخط على ربه مثلما يفعل الكثير منا اليوم, بل كانت له كلمات يشدو بها ويرددها، ويناجي بها ربه (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين ورب المستضعفين, أنت ربي, إلى من تكلني؟ إلى قريب يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالى غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك، أو يحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك)..
وعندما توفى ابنه " إبراهيم" لم يشتم أو يلعن ولكنه تقبل ذلك بروح رياضية وكلمات قوية تحمل في باطنها دلالات ومعاني عظيمة، (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)..

والحاصل أن بعض الناس اليوم إذا واجهتهم مشكلة صغيرة، من مشاكل الدنيا التافهة والحقيرة، إذا بهم يصرخون، ويضربون، ويسبون، ويشتمون، ويتطاولون على الله ويتلفظون عليه بأبشع الألفاظ.. وتسود الدنيا بعيونهم، وتصبح أيامهم كلها سوداء، ويسودونها على من حولهم.. ولو أنهم تقبلوا المشكلة أو الأزمة والضائقة بروح راضية، ونفس مؤمنة لكان ذلك خيرا لهم وأفضل.. لان هذه هي " سنة الحياة".
إن المشاكل تمر علينا أحياناً فمن شدتها وضيقها وقسوتها نظن أن لا خلاص منها، وعندما تذهب المشكلة وتفرج الأزمة وتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي نشعر وكأن شيئاً لم يكن، وهذه من النعم العظيمة التي من بها الله تعالى على الإنسان ( إنا مع العسر يسر، إن مع العسر يسر).. وللشاعر كلمات جميلة تصور هذه الحقيقية حيث يقول:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد