;
محمد محروس
محمد محروس

إب.. ِلمَ كل هذا الموت؟! 1441

2013-06-10 03:17:20


إب.. ِلمَ كل هذا الموت؟!.. أناديك يا إب، أنتِ من أعني، فلم لا تُجيبين؟.. أناديها وهي صامتة خرساء لا تُجيب، تصمت "إب" ويُجيب صوت الموت "الرصاص" وحده ينطق قتلاً.. موتاً.. فتكاً ببني الإنسان.. في فارقةٍ عجيبة وغريبة التقى الموت بالحياة، والقُبح بالجمال، والحب بالكراهية، و العنف بالسلام..
كل ذلك يحدث في إب.. إب التي يحلو لي أن أسميها دائماً مدينة " الماء والجمال " تبدو في الآونة بمظهر آخرٍ غير مرغوبٍ فيه، أو قل يريدونها أن تظهر بهذا المظهر القبيح الذي لا نحبذه.
كمدينة للحب والسلام والجمال ارتسمت (إب) في ذاكرة الأجيال على مر الزمن، وبقت هكذا أدهراً من الزمن، لكن ما يحدث الآن في هذه المدينة الجميلة من فوضى أمن وعبث سلاح ومسلسل قتلٍ لا ينتهي، يدعو إلى الاستغراب والاستفسار والاستنفار.
مدينة لا تعرف إلا الجمال، فلم كل هذا القُبح البادي على تجاعيد وجهها الشاحب من فعل الزمن.. مدينة لا تعرف إلا الحب، فلم كل هذه الكراهية التي تتوغل في صدور أبناءها ضد بعضهم البعض.. مدينة لا تعرف إلا السلام ،فلم كل هذا العنف المتصاعد والآخذ في التنامي كظاهرة تدعو للتساؤل عن المستفيد منه والداعم له.. مدينة لا تعرف إلا الحياة، فلم كل هذا الموت والقتل الممنهج والعشوائي.. لمَ الموت ونحن نحب الحياة؟!.
بدأ الموت "القتل" كظاهرة تتمدد في طول وعرض "إب" المحافظة كنتيجة حتمية لانتشار السلاح والتجول به في المدن والأسواق.. لم تكن محافظة إب تعرف القتل الممنهج الذي نراه اليوم واقعاً معاشاً وروتين يومي ممل، والذي أظهرها كساحة كبيرة لتظاهرة القتلى وميدان كبير يتبارى فيه هواة القتل بأساليبهم القذرة والمنتنة ومرتع كبير تتسع فيه دائرة العنف على حساب الوعي والحب والسلام والحوار والتسامح.
"الموت" وحده من يعيش في "إب" هذه الأيام، وأدواته هي الفاعلة في مضمار سباق الحياة وشعاراته هي من تعمل في الواقع.. قتلٌ.. موتٌ.. سلاح.. ذعرٌ.. خوفٌ.. كل ذلك في "إب" المسالمة.. إب الجميلة.. إب التي تبتسم لأبنائها، فيُبكونها كمداً مما يفعلون.. يريدونها مرتعاً للموت وتأبى إلا أن تكون ميلاد حياة وموطن استقرار.
لستُ أدري.. هل بقي في "إب" جمال يُمكن أن نفاخر به بعد كل هذا القُبح البادي من تصرفات القتلة وعنجهية المتمشيخين ووعاثة مرافقيهم البلداء؟!.. لمَ الموت "القتل" وهو مفارقة للأم وابتعاد عن الزوجة ورحيلٌ عن الأولاد والأحباب؟.. لمَ الموت الذي يقطع الأمل ويوقف الحياة وينزع الروح عن الجسد؟.. لمَ الموت؟.. فالموت بيت غير مكتمل، طفل لم تُكمل تربيته بعد، أنشودة طفلٍ مبتورة، ضحكة منزوعة الابتسامة، تنهيدة ناقصة، صرخة محبوسة, سرقة ابتسامة، وانقلاب على الحياة.. لمَ الموت يا إب, وأنتِ رمز الحياة.. رمز الجمال.. رمز السلام.. بكِ يبدو اليمن أجمل وبدونك تظهر سوءة الحاضر ولعنة الماضي ومجهول المستقبل؟!.
اصنعي الحياة يا إب وغني لها, فالحياة لحنٌ يتردد مع أهازيج الصباح، وتغاريد الطيور، وتراقص الأغصان ومع مصابيح الضوء، وتباشير الأنوار..
أحب الحياة وأكره الموت حين يأتي بفعل قاتل.. أحب الحياة وأكره الموت الذي يفرق بين أم وابنها.. أحب الحياة وأكره الموت حين يأتي بكلاشنكوف.. أحب الحياة وأكره الموت الذي يسلب منا الحياة.. أحب الحياة وأكره الموت الذي يتعدى على قدر الله في خلقه بأداة قتل.. أكرهك أيها الموت.. حين يقتلني غيرك، وأحبك حين ينتهي أجلي فتأخذني بأمر ربك وكل موتي أجل.
دعوة:
إليكم أيها الأبناء العصاة لأمكم الجميلة "إب" أُرسل هذه الدعوة: دعوا القتل وأدواته واتجهوا نحو البناء وتسلحوا بالتسامح والإخاء, فذلك أبقى لكم ولأجيالكم القادمة، وإياكم وثقافة الموت "القتل" فهي خرابٌ للديار وتغريب للبشر ومستقبلٌ مجهول للأبناء والأحفاد.
لأعيان المحافظة ومشائخها: السيادة والزعامة هي الأخلاق والشهامة والأعراف والعادات والقيم وليست مظاهر مسلحة ومرافقين وهنجمة زائفة، كونوا عوناً لــ "إب" ولا تكونوا عبئاً عليها.
الموت لــ "محمد محروس":
هكذا هم قالوا: استبدلوا شعارهم المحبب لهم والصرخة المعشوقة لديهم (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) بشعار " الموت لمحـروس".. تقزمت مطالبهم، واضمحلت أهدافهم، وانكمش مشروعهم، واختزلوا كل طموحهم في فرد.. يا الله مال هؤلاء القوم يتنازلون عن أمريكا وإسرائيل وكل اليهود، وحده " محروس " من يستهويهم؟!.
ذات فجر من أيام الأسبوع الماضي تداعى "مسلحو الموت" إلى إب وحشدوا قواهم مستنفرين كل طاقاتهم لإعلان الحرب على فردٍ يُدعى "محمد محروس"، مهددين إياه بالتصفية الجسدية، ظانين خطأ إرهابه أو إسكاته، وهيهات لهم ذلك.
يا لحماقتهم.. هل ينتظرون منا ذعراً أو خوفاً أو تراجع.. تباً لهم ولتفكيرهم العقيم.. يا هؤلاء ماذا تنتظرون؟, هل ورد إلى مخيلتكم أنكم حين تمارسون مثل هذه الحماقات سترغموننا على السكوت؟!.
يا هؤلاء: نحن لسان الحق وسنصدح به في العلالي ولن يثنينا إرهابكم أو تهديداتكم، نحن هنا لننتصر للمظلومين، نحن هنا دعاة حبٍ وسلام.. تهديداتكم ستكون هي سر الانطلاقة، ومشعل الإرادة، نحب الحياة كحبكم للموت أو أكثر، لأننا دعاة حياة ،وبُناة جيل، وزرّاع قيم، ومشروع نهضة.
"الموت لمحـروس" لا لشيء إلا لأنه صرخ في وجوهكم القبيحة، ورفع رأسه حين تطأطأت رقاب.. "الموت لمحـروس" لا لشيء إلا لأنه عادى السادية الزائفة التي تعتقدونها شرفاً وقداسة!!.
يا أنتم: لن يُثنينا شعاركم وهتافكم وصرختكم، فنحن للحق وجدنا وبه صدحنا وفي وجوهكم صرخنا "لا" لصبيان الموت وأكذوبة الصرخة، سنعمل بكل وسعنا لفضح مشروعكم الدخيل، وصرختكم الزائفة.. وإنا لمنتظرون، وإنا لمنتصرون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

نبيل البكيري

2024-05-02 00:48:59

النعي المهيب..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد