;
مروان المخلافي
مروان المخلافي

شهر على رابعة 1311

2013-09-25 13:19:40


شهر مر على الجريمة الشنعاء التي ارتكبها العسكر وطبلت لها النخب المصرية في حق معتصمي ميداني رابعة العدوية والنهضة ظناً منهم أن ثقافة رابعة ستمحى من الوجود الذهني للثورة المصرية وأن مرسي الرئيس سينساه المصريون, وما علم الأوغاد واللئام أن الأرض ستشتعل من تحتهم تؤيد رابعة، فبدلاً من كونها أرض أصبحت لا تزيد مساحتها عن كيلوهات أصبحت إنساناً يعيش في جوانح الناس، يسكن عقولهم، ويرفرف في خلجات وأرواحهم، ويستنشقون ريحه العابق مع أنفاسهم، وأصبحت رابعة كالشمس الذي ترسل ضوئها على كل الوجود.. أما مرسي فقد أصبح رمزاً من رموز الحرية والثبات والشموخ، والقبض على جمر السجن والسجان فوضعته الناس في موضع مهيب من التقدير والاحترام لأنه يؤصل لثقافة الثبات في زمن الانقلابات..
لقد حاولوا لكنهم ما علموا إنما بصنيعهم وفضهم لتك الاعتصامات ينشرون ثقافة رابعة العدوية التي أصبحت تعلم الناس اليوم فنون الحرية، وأصول الكرامة، وتعلم الآخرين أيضاً دروساً في الشموخ والطير عاليا بعيدا نحو آفاق الكون الرحيب الذي يستلهم منه الآخرون أبجديات حياتهم الكريمة..   
لقد صمدت رابعة الرمز في زمن لم تعرف فيه مصر مثل هذه الخسة من الخيانة التي اخترعتها طغمة فاسدة ومارقة، لم تراع أبسط الأمور الأخلاقية في تعاملها مع البشر حتى ولو كانوا مجرمين فليس من اللائق كان التعامل معهم بتلك الطريقة الهمجية التي عكست مفهوماً أن مصر مازال هناك من أبنائها فراعنة أقزام يريدون التسلق على سلم الاستبداد والقتل للوصول لمبتغاهم ألا فشلت أياديهم. 
 نقول لهم وقد مر شهر على مذبحة رابعة: اطمئنوا وأبشروا بما ليس فيه البشرى, فلقد عرف الشعب حقيقتكم ولم يعد يشك في أنكم قد قمتم بسرقة الثورة من الأيادي التي دفعت أموالها وأرواحها فداءً لها، لكن الشعب لهم بالمرصاد ولن يمروا، نعم لن يمروا.
أما حديثي للرئيس محمد مرسي, القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية, الرجل الشريف, نقول له: لقد صرت رمزاً للعالم الحر ليس لمصر فقط, بل ورمزًا للثبات على الحق، نسأل الله لك الثبات وعودتك المظفرة للشعب المصري منصوراً.
 إن على قادة الانقلاب أن يعلموا أن المصريين سيعيشون أحراراً وسيموتون أحراراً، وعلى المتظاهرين أن يبقوا في الميدان يتخذون إرادتهم ونصرهم من الله في عودة الشرعية.
إن مما يثلج الصدر لدينا كمتابعين أن الشعب المصري لم ترهبه تلك الجرائم ولن يرضخ لانقلابيين دمويين أعماهم حقدهم الأسود وغرتهم سلمية المظاهرات، وتـأكيده أنه مستمر في اعتصاماته وصامد في مظاهراته السلمية'.
لقد أعجبني المنطق الجميل والرائع لإحدى بنات خيرت الشاطر عندا قرأت لها تقول "ربحت البيع يا سعد ويا أبا سعد" .. رددتها عائشة نجلة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين خلف شقيقها سعد الذي اعتقلته ميليشيات الانقلاب قبل أسابيع.. وروت عائشة تفاصيل زيارتها الأولى لشقيقها منذ اعتقاله قائلة:" أخي الحبيب سعد في أول زيارة لي لك منذ اعتقالك رغم كل الصعاب التي لو سردتها فلن تكفيها السطور، فمن إعداد في الصباح الباكر لمستلزمات لابد لها من مواصفات عقيمة حتي يُسمح لها بالدخول إلى طريق طويل في لهيب الشمس إلى إجراءات مشددة لدخول الأشخاص المسموح بهم أو حتى السماح بتلك المستلزمات التي بمواصفاتهم إلى إذلال متعمد إلى زيارة قصيرة".
وأكدت أن لقائها بشقيقها سعد كان حاراً، ومنه السؤال عن حالك فرغم الزنزانة الانفرادية الصغيرة جداً ذات الأوضاع القاسية، ذات الحشرات الزاحفة، ورغم عدم الخروج منها على مدار اليوم كله، ورغم زوار الفجر حتي داخل محبسك، إلا أنهم يأتون ليفتشوا لك الزنزانة بمنتهى الهمجية فيقلبوا كل شيء فقط ليزعجوك وظناً منهم أنهم بذلك يهينوك.
وشددت مخاطبة شقيقها المعتقل سعد:" رغم شعوري بالأسي الشديد وأن تري هذا الظلم الرهيب إلا أن كلماتك تأتي برد وسلام علي قلبي، تجفف بها دمعي، وأنت تقول "كله في سبيل الله، يكفيني فخراً أن أسير علي خُطي أبي، أن أشعر أني أشاركه البلاء و الأجر معاً، أبلغوا أبي مني السلام وقولوا له كلمات لن يفهمها الظالمون، لن يعوا بصدق ما نعيشه ونحيا له، قولوا له ربحت البيع أبا سعد".. وتختم حديثها بقولها:" حقاً أخي الحبيب، ربح البيع".
بمثل هذا الصمود وهذا الشعور بالعزة نحو هذا الصمود لن يشعر الإنقلابيون بنشوة انقلابهم أبداً، بل سيكون عليهم حسرة ثم يغلبون هذه ثقافتنا، وهذا منهجنا كما يرى أنصار الشرعية..
طبعا كلنا شاهد الفيديو المسرب لحظة اعتقال الرئيس محمد مرسي، وشاهدنا كيف أن المحيطين به أو بعض المحيطين كانوا مصرين على إخراجه مكلبشاً بالسلاسل والحديد لنعرف إلى أي مدى وصل إليه تطاول هذه الأيادي على أبناء الشعب، تطاول لم يراعوا فيه حرمة لرئيس انتخبه الشعب، ولسنا نتحدث عن ذلك من باب أن من فعل بهم ذلك أناس مقهورون بحاجة إلى من يتحنن عليهم اليوم وقد أودعوا السجون، ليس ذلك ما نقصده, لأن الثوار والغاضبين الذين ما زالوا حتى اليوم ينادون بعودة الشعرية هم على يقين أن العاقبة للمتقين والمحبين لأوطانهم وليس لهذه الأيادي التي لا سلمت ولا سلمها الله طالما وهي ممتدة بالرصاص والخراطيش والطائرات على صدور شعبها.. وسيأتي اليوم -وأنا على يقين من ذلك يعلم الله- الذي سيخرج فيه الرئيس محمد مرسي من محبسه خروجاً مشرفاً, لأن التاريخ علمنا أن الثورات ليست وليدة العصر، بل هي موجودة حيث وجد الظلم والقمع, والذين سامهم العسكر سوء العذاب في معتقلاتهم سيخرجون لا محالة إلى دنيا الحرية مرددين قول الزبيري:
خرجنا من السجن شم الأنوف*كما تخرج الأسد من غابهـا
نمر على شفـرات السيـوف .. ونأتي المنيـة مـن بابهـا
ونأبـى الحيـاة, إذا دُنِّسـت .. بعسـف الطغـاة وإرهابها
ونحتقـر الحادثـات الكبـار .. إذا اعترضتـنـا بأتعابـهـا
ونعلـم أن القضاء واقــع .. وأن الأمــور بأسبـابـهـا
ستعلـم أمتنـا أننـا ركبنـا .. الخـطـوب حنـانـاً بـهـا
فإن نحن فزنـا فيـا طالمـا .. تـذل الصعـاب لطلابـهـا
وإن نلق حتفـاً فيـا حبـذا .. المنايا تجـيء لخطابهـا
أنفنـا الإقامـة فـي أمــة .. تـداس بـأقـدام أربابـهـا
وسرنا لنفلـت مـن خزيهـا .. كراماً, ونخلص مـن عابهـا
وكم حيـة تنطـوي حولنـا .. فننسـل مـن بيـن أنيابهـا
وسيعلم الذين انقلبوا أي منقلب ينقلبون، وستظلين يا رابعة ثالثة الأثافي التي لا تصلح الحياة بدونها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد