;
منصور بلعيدي
منصور بلعيدي

تمخضت الجزائر.. فولدت معاقاً!! 1213

2014-04-26 18:48:46

                     
يبدو أن عملية التغيير التي تفجرت من أجلها ثورات الربيع العربي في بعض بلدان الوطن العربي لم تأتِ أكلها كما ينبغي بل على العكس بدأت نتائج هذه الثورات - التي دفعت الشعوب من اجلها ثمناً باهضاً من الأرواح والدماء والأشلاء والاقتصاد والتنمية - تتضاءل شيئاً فشيئا حتى بدأ اليأس يتسلل إلى نفوس من بذلوا الغالي والرخيص في سبيلها.. إنها مشاعر مؤلمة أن ترى كل هذه التضحيات تذهب هدراً أو تكاد، بعد أن علقت الشعوب عليها آمالاً عريضة في الخروج من سجن الانكسار وواقع الجمود ومرارة الظلم والفساد..

 إلى فيحاء الحرية والكرامة والعزة واستنشاق الهواء النقي الخالي من لوثة الفساد والاستبداد ..ورأينا أن بعض الشعوب تحاشت الدخول في هكذا صراع من أجل التغيير المنشود وعادت إليها الاستكانة والرضا بالواقع على علاته على أن تدخل في معركة غير مضمونة العواقب.. وهذا ما حصل للشعب الجزائري الذي رضي باختيار رئيساً معاقاً بدلاً من التغيير.. وكأن الفكر الجزائري أصبح معاقاً !!

لم نسمع في تاريخ الدنيا كلها أن يختار شعب رئيساً معاقاً كما حصل في الجزائر.. ولكن حين تعرف السبب يبطل العجب فقد استغل الفاسدون في الجيش والأجهزة الأمنية وتوابعهم من دهاقنة الفساد السياسي والمالي في الجزائر ما حصل في الجزائر في تسعينيات هذا القرن من حروب عبثية واقتتال أهلي راح ضحيته الكثير من أبناء الشعب الجزائري وأعادوا إلى الأذهان ذلك الماضي المرعب ليفرضوا ذهنية الفوبيا الأمنية على المواطن الجزائري البسيط من التغيير.. وأطلقوا العنان لـ (بروبجندا) إعلامية وسياسية وحتى شعبوية ضخمة لتخويف الناخب من مجاهل التغيير الذي سيفضي حتماً إلى المجهول كما يزعمون.. ولتجنب هذه المخاطرة غير مضمونة العواقب فعلى الشعب الرضا بالواقع رغم مساوئه الفاضحة .. لأن التغيير ربما دفع إلى الهاوية، ففرضوا خيار الأمن والاستقرار(المزعوم) مقابل التغيير !!.

ونجح المرجفون في الجزائر وانطلت اللعبة على الناخب الجزائري البسيط وفاز أبو تفليقة بولاية رابعة وهو على كرسي متحرك وأصبحت الجزائر كلها على نفس الكرسي.. يا لسخرية القدر!!

 لقد مارس فأسدوا الجزائر نفس لعبة المخلوع في اليمن حين أوهموا الشعب بأنه أمام أحد خيارين : أما أبو تفليقة أو الإرهاب.. تماماً مثل قول علي عبدا لله صالح في انتخابات 2006م (التتار قادمون).

 وكما وصف حواريو علي عبد الله صالح زعيمهم بأوصاف الأنبياء وبأنه حلقة السبحة التي إذا سقطت انفرط عقد الوطن كله .. وسقط المخلوع ولم يسقط الوطن رغم الآلام والجراح.. ونجح اليمانيون لأنهم كانوا على يقظة من أمرهم، وفشل الجزائريون لأنهم ابتلعوا الطعم.. ولكل شعب مميزاته وأخطاؤه.

كذلك وصف فأسدوا الجزائر أبو تفليقه بأنه أفضل من نبي الله يوسف عليه السلام بقولهم في حملتهم الانتخابية: إن الله أنقذ مصر بيوسف من سبع سنين عجاف من القحط ..وأنقذ الله الجزائر بابي تفليقة من أربع عشرة سنة من الإرهاب فانتخبوه من أجل الأمن والأمان لكم ولأولادكم ووطنكم.. وهكذا استغفلوا الناخب الجزائري بعقلية ليس بالإمكان أفضل مما كان وأخذوه على حين غرة فوقع في الفخ وضاعت فرصة التغيير التي كانت مواتية لبقى الشعب الجزائري خمس سنوات عجاف يرزح تحت نير الفساد والاستبداد بما كسبت يداه..(يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد