;
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

وطن بحاجة تأهيل ؟! 1045

2014-04-29 14:39:17


من ينظر إلى وطننا اليمني صانع تاريخه المجيد يجد أننا في وضعنا الراهن تزحف علينا المصائب من كل جانب حتى تكاد أن تجعلنا كالمعوقين وترمينا في دور الإعاقة السياسية والأمنية والاقتصادية والعلمية والاجتماعية، ونحن ننظر للمواطن اليمني المؤمن في ظل صناعة الأزمات من القيادات التي لا تقوم بواجبها كما يريدها الله ثم المواطن منها لا قدرة لنا على الحركة ولا نعرف ما يلوح به كل صباح يطلع علينا، في ظل هذه العواصف الهوجاء التي فتحت لها القيادة النوافذ لتدخل المنزل دون فلترة وقياس لضررها، ومعرفة لما ينفع..

 بل إن ما يضر هو الذي يزحف بأمان تحت سمع وبصر القيادة التي تعلن أنها ستلزم الحياد، ولن تغلق نوافذ العواصف مع قدرتها على ذلك، لقد أصبح المواطن في ظل هذه المصائب التي لا حصر لها مثقلاً نفسياً وفكرياً وتسللت إلى عقله آثار الإعاقة المزمنة من ثقافات مستوردة فصلتنا عن معامل البناء والتأهيل لفقه الوقائع والتعامل مع كل مصيبة قبل أن تتوالد وتتضخم حتى أصبح كل مواطن يتصور أننا معاقون كاملاً أحياناً، ويتصور ثوراتنا التي قمنا بها أنه قادها معاق في إحدى يديه فيتهم بمعاداة المصالح وبعدم الخبرة، فيستسلم فيبقي على البلاد بيد من ثار عليهم يديرونها تحت لوحة إعلانات جديدة، لكن بنفس الأسلوب القديم بل بأسوأ ممن سبقه حتى نترحم على النباش الأول( النباش من يسرق أكفان الموتي) تجمعت على شعبنا كل غرف عمليات صناعة الأزمات ومخابرات حماية الجهات المستفيدة من غفلة الشعب داخلية وخارجية، فصنعت للوطن المكائد التي لا تعد كي تبتر اليد الأخرى التي تحرك بها واستطاع أن يقذف بصفوفها الأولى وهدم عليهم السقف من فوقهم، شعبنا كان بريئاً في ثورته همه كسب عيشه وسلامة وطنه وتطور إرادته وتنظيف الساحة السياسية والأمنية والاقتصادية من تلك العناصر التي تعفن في عقولها نظرات دونية لا تراعي فيها جانب القيم للشعب ولا للوطن حتى ولو انتهكت سيادته وبيعت أراضيه وجمدت تحت الإيجار تطوير موانيه وتعطلت مصانعه وهدمت مساجده، ثار للتخلص من البربرية الأسرية فإذا المخبرات متعددة الأهداف والمطامع تعيق ثورته بمعوقات جعلته يئن من آلام كثرة طرق الظلم له، ويتفطر قلبه من كثرة وتضاعيف الإعاقات التي ولدها من تولى البلاد بعهده وقسم أن يحقق مطالب الثورة الشعبية وفتحت هذه الدولة لموجات الحسرات على ثقة الشعب بهم وبانتخابهم حسراتها النفسية والقلبية فكلما تأمل شعبنا وفكر في أحلامه وأهداف ثورته سرى إليه الندم، فقد فرض من تولى البلاد باسم الثورة الانقلاب ومارس توسيع الإعاقة فأصبح كل مواطن عاجز عن كسب قوته وارتفعت عنده سقف المخاوف على دينه وعلى وطنه وعلى وحدته وعلى أمنه وعلى مدنه وقراه وعلى مدارسه ومساجده..

 كل فرد أصبح يخاف أن يداهمه أحد أن يقطع سبيله فرد أو طائفة فكبرت في نظر المواطن الدواهي التي تصب على الوطن من قبل المرتزقة والمتسلقين على السلطة وسرقة الثورات فهذا شان شعبنا شعب الإيمان والحكمة، أصبح معاقاً مضطهداً من كل جانب يبيع روحه على تجار الحروب بقوت يومه، وجيشنا وأمننا لا نراهم إلا على شاشات التلفاز المرئي في ميادين تدريب يخيل إليك عندما ترى انهيار الأمن وتقدم تجار الحروب أنها صور تمثيلية مستعارة لجيش وأمن لا ندري أين هو؟ فأولئك الغزاة المعتدون باسم الدين والمتاجرون بالحروب يتقدمون بجحافلهم التي باعوها على المخابرات التي تريد تعويق اليمن تزحف نحو المدن الرئيسة لاحتلالها ونحن يعرض لنا جحافل الأولوية على الشاشات لتعيق استعدادنا وقد اعدوا جحافل إعلامية للتضليل على شعبنا وجحافل أخرى اقتصادية باع بها الجياع أنفسهم ليدمروا قبائلهم وقراهم ويمهدوا الطريق أمام طموحات لا تخدم غير مصالح جماعات ثار عليها شعبنا دوماً..

 فهل نحتاج لإعادة تأهيل نتعامل به مع الأحداث وننجح به في ثورتنا؟ أم سنظل نحن ثعابين يرقص المحنشون على رؤوسنا؟ كما قالوا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد