;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

أعراسٌ محفوفةٌ باللعنات!! 1175

2014-06-14 19:34:54


"أنا الشاكي.. أنا الباكي.. أنا الحسّاس".. بعد انقطاع الكهرباء الدوري, وسط الظلام الدامس, تتردد هذه المقاطع في جنبات الحي؛ لتشق صمت الليل, وترتج أصداؤها برعد يقلق الوجدان..

الأغنية بعضها يناسب وصف الجمهور المغلوب على أمره, والذي فرض عليه حضور وصلة الغناء الليلية رغماً عنه, لكن الأمر المؤكد أن مقيم الحفل لا يمت لوصف الإحساس بصلة..

زرع الناعسون رؤوسهم على الوسائد زرعاً, لمنع الصوت من قض مضاجعهم, واقتحام أذانهم, دون جدوى..

يناوم البعض على دقات الأهزوجة.. تجاوزت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل, وما يزال" الشاكي الحسّاس" يدندن ويتباكى..

سرق النوم بعضهم- مشكوراً مأجوراً- بعد تدلل وتباطؤ دام لساعات منذ زرعهم لرؤوسهم المثقلة بالنعاس على الوسائد.. لكن البعض الأخر لا يمكنه النوم مطلقاً وسط هكذا ضجيج مكبرات صوت من المستوى الجماهيري.. يا لها من ليال عصيبة تنتظرنا!.

أتذكر مأساة الأعراس التي سبقته؛ منها مادام لأكثر من أسبوعين من التهريج والضجيج والمفرقعات واجتماع شباب الحي يتراقصون على أنغام الغناء الصاخب بمكبرات الصوت حتى الثانية بعد منتصف الليل..

أصبحت الأعراس في تعز الحالمة موسماً للألم والتعذيب الصوتي الذي لا يطاق..

ما ذنب سكان الأحياء- بفئاتهم المختلفة- ليصب عليهم أصحاب الأعراس هذا العذاب؟؛ فيهم المرأة المسنة والمريض المحموم والمكروب الذي يعاني القلق ويستمطر الهدوء لينام فراراً من وجع نفسه؛ فيهم الطفل الرضيع والشيخ المسن وطالب العلم الذي يحتاج الهدوء للمذاكرة, خاصة بمواسم الامتحانات والعامل الكادح المرهق بعد يوم عمل شاق وأمامه بالغد يوم عمل آخر..

حتماً ستنطلق الألسنة من البعض باللعنات و الدعاء على العرس وأهله..

ماذا جنا مقيمو الأعراس بهذا الأسلوب الغير لائق والغير إنساني في التعبير عن الفرح؟!. لم يجنوا سوى سخط الله؛ لأن أذية الجار حرام, وجنوا دعوةً عليهم من مظلوم لن ترد, لأن فعلهم هذا هو عين الظلم والتعدي..

هذه الظاهرة فشت وتنامت في السنوات الأخيرة في الحالمة تعز فأزهقت هدوءها وأذهبت وداعة لياليها الحالمة..

أكاد أجزم بأن هذه الأصوات قد ارتج لها يوماً مبنى المحافظة؛ فلما لا نرى ردة فعل من قبلهم مناسبة لمنعها؟!.. وخطيب الجامع أين دوره في إنكار هذا المنكر؟!.. النظام المجتمعي والقانون والسلطة التنفيذية, هل بُترت يدهم وعجزوا عن حماية هدوء وسكينة المواطنين؟!.. كنا نتوقع الخير و لمس التغيير للأفضل بما يرد لتعز الجمال بريقها وعبيرها المتفرد من لدن الإدارة الجديدة ولو بأبسط الأمور.. "فالله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن"..

أما إنسان هذه المدينة؛ فمن المحزن فقده جانباً من تهذيبه وإيجابيته ورقيه الإنساني بفعل موجة الفوضى العارمة التي تعصف بالوطن كافة..

للأسف عندما تغيب سطوة النظام, تغيب ذوقيات كثير من الناس وتظهر فيهم سمات الشخصية اللا حدودية والتي لا ترعى للإنسان حقاً ولا كرامةُ..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد