;
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

أبعاد التخلف السياسي والديني والمجتمعي (2-2) 1107

2014-06-22 19:25:16


أما المحور الثالث: من أبعاد التخلف، فهو أخطر البعدين السابقين وهو «الأنا»: والحديث عن الأنا والفردية والعقلية الاستبدادية التسلطية وعدم الاعتراف بإبداع الآخرين ونشاطهم النفعي، أو الحديث عن العقل الجمعي وسيطرته، حديث ذو شجون؛ إذ إن معاناتنا كبيرة في سلوكيات ومعارف هنا وهناك، «الأنا» التي هي بنية في الانحراف، يعاني منها كل المجتمعات الإسلامية عامة ومجتمعنا اليمني خاصة، أنظر إلى رئيس مخلوع، ماذا يصنع بنا، وعسكري عميل في مصر ماذا فعل بشعب الكنانة، و تطلع إلى قادة الأحزاب المترهلة في وطننا، وانظر لروح ( الأنا) فيهم، لن يترك (الأنا) حتى يشيع إلى قبره، لو احترق جسده سيسافر للعلاج في الخارج، على حساب المال العام، لو مرض قلبه لبحث عمن يشفع له في المستشفيات التخصصية، وهلم جرا وهذا لا غبار عليه من طلب الاستشفاء لكن الخطر هو: البقاء في القيادة حتى بعد الموت، يفرض علينا اتباع نهجه حتى ولو لم ينزل عليه الوحي، ولم يذلف إلى مدرسة ولم يحسن أن ينطق قراءة كلمة من القرآن، يطلب منا سماع خطبه، وحفظ كلامه ومشاهدة صوره وزيارة قبره للتبرك بتخلفه وأنانيته، والهدف كله بناء ثقافة ( الأنا) وبقاؤها على رؤوسنا وأعيننا، هي «أنا» المتشبع بما لم يُعطَ، «أنا» التي لا تعني إلاّ «أنا» بمنطق النرجس، هي «الأنا» التي تعني السيطرة والقهر لأجل «الأنا» إنها الذميمة والرذيلة، إنها غياب الوعي ومسخ الإدراك، والانفصام على الذات، إنها الأنانية القاتلة دمرت الأفكار وأشاعت الدمار وأخرجت لنا رؤساء ووزراء يهوون السيارات الجديدة الفاخر والفلل الفاخرة، والطائفية المذهبة الكاذبة، والقاعدة المخابراتية العالمية، كلها لتقهر الشعب وترغمه على (أنا) أو الدمار، فغاب القصد الأممي والمصلحة للجميع... نجد «الأنا» وهي تقضي على مشاريع النهضة والارتقاء، ونجدها وهي تتدخل في القرار، ونجدها وهي تؤسس منهج العلم والتربية، هذه الأنا لم تترك حضارة ولا سمحت لغيرها. المجتمعات الأنانية دونية ومتخلّفة وضعيفة، بيد أن المجتمعات الأنَوية «= أنا و...» هي مجتمعات حضارية بنائية تكاملية. ويبكيك كما يضحكك أن المجتمعات «الأنانية» عالة على المجتمعات «الأنوية»؛ لأن الحقيقة في كل شيء تغلب المظهر في كل شيء، ولا مخرج من هذا المأزق إلاّ بتأسيس تربوي تعليمي يحترم الحقيقة، ويسعى إليها، ويتشكل معها، كما يتشكل لديه القدرة والقوة على تبديل القناعات وتغيير السلوكيات، وما لم يكن فلن يكون!! أما البُعد الرابع: فهو (الكسل) وكل شعوبنا كذلك مندرجة في الكسل الشامل، كسل الإبداع وكسل العلم، وكسل التفكير وكسل التحرر وكسل السعي لمعالي الأمور دينيا ودنيا، ليس الكسل الجسدي، وإن كان عبئاً ثقيلاً، لكن ثمة كسلاً ذهنياً يقعدنا عن البحث والدراسة، كسلاً يغرينا بالوجبات الجاهزة فنعطل ربات البيوت من العمل والتجديد لمذاقنا وطعامنا الصحي، كسلاً لا نمارس معه حراكاً إلاّ حركة التقدم الهدّام، والاستنقاص للأعمال والأشخاص. هذه الرباعية الخطرة - كما أسلفت - يدعم بعضها بعضاً، فإذا كان الجهل أورث الخوف، فإن تضخّم «الأنا» أورثها شبعاً من رديء الأغذية أقعدها وأكسلها؛ فالأفكار كما الأجساد تمرض.. شفى الله وكفى.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد