;
د. عبد الله بجاش الحميري
د. عبد الله بجاش الحميري

ثورتنا لأجل من؟!2 1039

2014-06-25 16:52:14


عندما قام شعبنا في المحافظات الجنوبية في جهاده ضد المحتل البريطاني، بذل جهوداً جبارة من التضحية والفداء والنضال، وعانى بأساً شديداً من المحتل البريطاني، الذي واجه الثورة بالعنف المفرط، بيد أن شعبنا في محافظاته الشمالية والجنوبية توحد وتكاتف بقوة لموجهة المحتل البريطاني، الذي شتت شعبنا في مشيخات جعل على كل مشيخة شيخاً مرتزقاً، سماه أميراً أو ملكاً وأخذ يشتري خنوعهم بشيء من (الشلنات) شهرياً ليصيروا له عبيداً، لكن شعبنا المارد الأبي تمرد على الخونة، ولقن المحتل و سماسرته دروساً جعلهم يقومون بتدريب عناصر ملحدة، ليسلم لها البلاد من عناصر عساكره الذين كانوا يحرسون مساكن مستعمراته، وبيوت رجالاته وفوجئ الجميع بظهور جبهة لم يكن لها وجود في الثورة قبل إعلان المحتل أنه سيرحل، التي ظهرت على السطح قبيل رحيل المستعمر تقتل كل عناصر الثوار الذين واجهوا المستعمر، وأقامت في شوارع عدن وأبين ولحج، مجازر ضد الإنسانية وتعرض المقاومون للمحتل والثوار الحقيقيون من العلماء ورجالات اليمن كله، للقتل والتشريد وأصبحت الجبهة مجموعة من المتطرفين اليساريين الإرهابيين، الذين يتبعون الفكر اليساري والشيوعي لهم الصولة على الثورة، وهم من كان يخدم الانجليز ويتربون تحت عباءتهم ومحاضنهم في مصر ولبنان ولندن وغيرها، ولما اطمأن المحتل أن عناصره من العسكر هم من سيتسلم البلاد, سلمها لهؤلاء العناصر الذين شردوا الثوار وقتلوا كل من وقعت أيديهم عليه وهزم جمال عبد الناصر وقوميته وصوت عربه- التي كان يظهر فيها "أحمد سعيد"- هزم أنصاره في عدن وأصبحت محافظاتنا الجنوبية بيد عناصر عساكر المحتل وضاعت الثورة وتطورت الجبهة لأهل الفكر الانحرافي العدواني الذي أصبح نشيدها الوطني متطرفاً جداً فرض على أبناء الشعب اليمني" ماركسية لينينية.. لا عقائد لا هوية.. تسقط المادة الدينية" ودخل الصراع من جديد بين عساكر الإمام في الشمال الذين استولوا على الحكم وسرقوا الثورة فتقاتلوا أيهم يكون إماماً، والذي قال فيهم القاضي الزبيري- رحمه الله- في قصيدته المشهورة" والحكم بالغصب رجعي نقاومه**حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا".

 فظاهرة اللبس عند الزبيري- رحمه الله- لا تغير الحقيقة، فكلهم أئمة بعمامة أو سروال، وقامت في المحافظات الجنوبية، حروب دامية بين عناصر تلك الجبهة وقام الماركسيون بذبح رفاقهم الذين ساعدوهم في سرقة الثورة، وصفوا القيادة للجبهة المكونة من توجهات يسارية مختلفة وصفى الجو للماركسيين المتطرفين وهم أقوى عساكر للمحتل الراحل، فتخلصوا من التوجهات الأخرى، ولم يتركوا غيرهم، ومع ذلك قامت معارك طاحنة بينهم ، وصفى الجو لعلي سالم البيض الذي نجا من الموت تحت ظل قصف المدافع الثقيلة على مجلس النواب والوزارات، وكانت ثورة الشعب الذي أرغمهم على الوحدة والتي استأثر بها عساكر الإمام في الشمال وبعض عساكر المحتل في الجنوب وطرد البعض الآخر كعلي سالم وفريقه، وأدرك الشعب اليمني أن ثورتيه تحتاج لطرد بقايا عساكر المحتل الإنجليزي والعسكري الإمامي، وقام في كل محافظاته بثورة عارمة في فبراير، وحطم الرقم القياسي، لكن صناع السياسة من أعداء اليمن في الداخل والخارج، استطاعوا أن يغيبوا بعضاً من العساكر ويظهروا آخرين يتم بهم سرقة الثورة وساروا بنا حولين كاملين في نفس الاتجاه، أوصلونا فيها إلى منعطفات خطيرة، في ظل أوضاع منهارة، أوصلونا فيها إلى توقيف السيارات لنمشي على الأقدام ومكنوا للحوثي ليكون إماماً جديداً ليفرض علينا المشي على الأقدام حفاة عراة، لأن من منهج الفكر العدواني الإمامي الذي يسير إليه الحوثي اليوم، تحريم لبس الحذاء على القبيلي، ويكفي أن يمشي الإنسان اليمني تحت ظل الإمام حافياً، وأوصلونا فيه لإيقاف الكهرباء لنعود إلى عصر الأئمة نمشي في ظلام دامس وتتوقف فيه حياتنا..

 إذاً فالثورة لم تكن من أجل اليمن ولا من أجل الوطن والشعب، إنما كانت ثورة فرض علينا قادة الأحزاب الانصياع لسرقة الثورة لمن تبقى من مخلفات عساكر الإمامة والاحتلال، فهل نعي هذه الحقيقة ونطهر وطننا بثورة على هؤلاء قبل أن يصل زحف الحوثي الذي فتح له وزير الدفاع دخول عمران وصنعاء، في ظل وضع غامض لا نفهم إلا أنه عسكري من عساكر المستعمر البريطاني يبيع شعبه ولو بقليل من شلنات، فضلاً عن ملايين الدولارات الإيرانية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد