;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

شرعية ومقاومة وتحالف!! 1015

2017-04-18 08:23:53

لا يستقيم الظل والعود أعوج. وبدلاً من إنهاك القوى المختلفة نفسها في الاستماتة في إقامة الظل، يتوجب عليها تعديل العصا باعتباره أصل ومصدر الخلل والانحراف.
وما ينطبق على العصا ينطبق أيضا على السياسات، فحين ينحرف الأداء السياسي عن مساره الصحيح، يكون ذلك، على حساب الأهداف والغايات المراد بلوغها.
ففي هذه الحالة تستنزف كثيراً من الموارد والقدرات والوقت وفي الناحية الخاطئة.
والمطلوب الآن، رؤية سياسية واحدة وواضحة، وتحالف سياسي يستعيد الأطراف المحسوبة على السلطة الشرعية من حالة الشتات الذهني والمنهجي والفكري والسلوكي، الى جادة الدولة المنشودة، باعتبارها الغاية الأهم، وينبغي ان تسخر لها الإمكانيات والموارد والجهود.
طبعا، هذه الأطراف المنضوية تحت عباءة الشرعية هي عديدة، وإن احتمت بعناوين ثلاثة رئيسة " شرعية ومقاومة وتحالف".
فحين اجتمعت الإرادة والرغبة والهدف والسلاح في بوتقة واحدة، كان ولابد أن تتحرر محافظات شاسعة وخلال مدة وجيزة. 
لكن، وعندما تعددت الإرادات والرغبات والغايات وسلكت دروباً مختلفة متنافرة في أحايين عدة، كانت النتيجة، بلا شك، محبطة ومتجسدة في إخفاق فاضح، وفي نواحي إعادة الأعمار، ودمج المقاومة، واستعادة المؤسسات والخدمات، وتفعيل أداء سلطات الدولة، وبسط نفوذها على كامل المحافظات المحررة.
المتأمل في الحالة الراهنة لا أظنه سيحتاج إلى دليل أثبات لتفسير حالة التعثر في هذه المحافظات، على وجه الدقة.
وكي أكون منصفا، فهذا التعثر، يعد نتاج لثلاثة قوى أساسية، تشاطرت عسكريا، مهمة التحرير ودحر القوى الانقلابية، واختلفت سياسيا حول طبيعة المهمة التالية للتحرير.
نعم، هذه الوضعية المعقدة كان يستلزمها قادة سياسيون بارعون، ذخيرتهم الأفكار والرؤى والأساليب والقدرات، ما تؤهلهم للتأسيس لفكرة التوافق السياسي المرحلي، كخيار وبديل جامع، يمكنهم من مواجهة تعقيدات اللحظة التي لم تكن بحسبان فرقاء الأمس، أصدقاء اليوم.
فالسياسة لها من الأدوات والأساليب، ما تجعلها دوماً وأبداً تتعاطى مع التحديات الماثلة، بشيء من الذكاء والفطنة والفهم، وبشيء من المرونة والقدرة على المساومة والحركة أيضاً.
اعتقد أن من أسباب الإخفاق هي أن القوى الثلاث المتمثلة بالسلطة الشرعية - رئاسة وحكومة - والمقاومة وكذلك التحالف العربي، استنزفت جهودها وإمكانياتها في محاولات فرض أجندة ضيقة، بعضها شخصي، وعلى حساب الغاية المشتركة، المتجسدة باستعادة الدولة وسلطاتها وقوتها ونفوذها وقبل تحقيق أي هدف آخر.
فبدلا من تتألف الأطراف الثلاثة حول صيغة مرحلية واحدة لإدارة الدولة في المحافظات المحررة، بددت للأسف جهدها وإمكانياتها في محاولة فرض رؤى وتكتيكات اقل ما يقال عنها إنها تتصادم مع بعضها.
ما خلق مناخات سمتها الطاغية شيوع الخلاف وكينونة التعثر والإخفاق، أكثر من اعتبارها محفزة لنسج توافقات جديدة تتناغم مع طبيعة المرحلة وتحالفاتها، كما وتفضي إلى نجاح يلمسه الجميع.
نعم، مازال هنالك متسع من الوقت كيما تقوم القوى الثلاث بتصويب الخطاء الفادح، فجميعها مطالبة بتوافق ما يعزز من وجودها، ويمكنها من السيطرة على مجمل الأوضاع الراهنة، خاصة بعد أن وصلت هذه الأوضاع إلى حالة يصعب معالجتها من طرف بعينه.
فالسلطة الشرعية تم محاصرتها وخنقها بالتزامات وسلطات نفوذ محددة، ما جعلها فاقدة القدرة على التحرك بفعالية وتأثير بداخل المحافظات الجنوبية تحديداً.
فبرغم دعم التحالف العسكري والسياسي والدبلوماسي والإعلامي للسلطة الشرعية، وجدت الأخيرة نفسها تخوض معارك ثانوية طرأت، وعلى حساب المعركة الرئيسة.
يقابل ذلك سلطات ولدت من رحم المقاومة والسلطة الشرعية، وأيضاً بدعم ومساعدة دول التحالف، وحصرت ذاتها في زاوية استعادة الدولة الجنوبية، كفكرة قديمة جديدة يراد فرضها، ودونما اعتبار لماهية الفكرة الحديثة الطارئة التي برزت مؤخرا ولاقت دعم وإسناد دول الإقليم والعالم.
وبين الطرفين الاثنين، هنالك التحالف، الذي لا يبدو من فعله بعد التحرير أنه استقر على فكرة واحدة، فبرغم أن تدخله عسكري كان حاسماً وواضحاً إلا أن تعدد خياراته وأجنداته السياسية التالية للتحرير ساهمت في تعقيد الوضعية جنوبا، ووصلت هذه الحالة لحد أنها باتت أكثر تعقيداً وإحباطاً.
الخلاصة، كل الأطراف يستلزمها التوافق على طريقة ما إذا ما أرادت تخطي الحالة القائمة. وهذا التوافق لن يحدث ما لم تتوافر الرغبة والإرادة من كافة الأطراف المعنية بتصويب المنهج والغاية. فغياب المنهجية والغاية الجامعتين، أعدهما سبباً مباشراً ورئيسا في تخلف المحافظات المحررة، وفي تعذر معالجة عديد من مشكلاتها الخدمية والنظامية والإعمارية والحياتية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد