;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

العرب واستحقاقات المرحلة!! 1078

2017-06-13 03:52:34

المنطقة العربية برمتها إزاء تحول سياسي وديموغرافي يشبه- إلى حد ما- مخاضات تاريخية أعقبت الأحداث الكبرى في العالم.
ليس آخر هذه الأحداث ما أعقب الحربين العالميتين وكذا ما سمي بالحرب الباردة.
فالحال أن الحربين الأولى والثانية كان من تجلياتها أنها أعادت صياغة الخارطة الجيوسياسة، وبناء محددات وضعتها القوى المنتصرة.
 برزت للعيان مفاهيم واتفاقيات جديدة، بينها ما عرف اصطلاحاً بوراثة تركة الإمبراطورية العجوز "تركيا حاليا"، فموجب اتفاق سايكس بيكو، تم توزيع النفوذ الأنجلو ساكسوني على كافة الدول التي كانت تحت الوصاية أو الحكم العثماني.
الحرب الثانية نجم عنها تقسيم القارة الأوربية وانضواء دولها في كتلتين غربية وشرقية، سرعان ما وجدت دول العالم نفسها ملتحقة بهذين الكيانين الرأسمالي والاشتراكي.
طبعا، لا ننسى هنا أن قيام دولة إسرائيل في مايو ٤٨م وقبلها الجامعة العربية في سبتمبر ٤٥م، هما في الأساس أنموذج لتخلق الكيانات الناشئة من رحم الأحداث الدولية الكبيرة.
وإذا ما تأملنا في الحرب الباردة سنجد أن منتهاها كان تفككاً لكيانات سياسية وعسكرية مثل الاتحادين السوفيتي واليوغسلافي وكذا حلف وارسو.
 هذا التفكك أبرز إلى الوجود دولاً مستقلة جديدة في البلطيق والبلقان، البعض منها أعلنت استقلالها دونما حدوث عنف أو حروب أهلية، بينما دول أخرى خاضت نزاعا مأساوياً مدمراً أدى في المحصلة إلى قيام تلك الدول المستقلة.
المؤسف أن العرب دوماً يخرجون من هذه المخاضات دونما تتحقق لهم أياً من المكاسب السياسية، فلا ثورتهم الأولى على العثمانيين شفعت لهم وحققوا استقلالاً ناجزاً في مصر والعراق وسوريا ولبنان أو أن ثورتهم الثانية على الإنكليز والفرنسيين في زمن تصفية الاستعمار حققت لهم الدولة الوطنية الحديثة المستقلة عن التبعية للاستعمار الأجنبي.
اليوم البلاد العربية مجتمعه تعيش لحظات استثنائية وفارقة، فمنذ سبعة أعوام على ثورة ما سمي بـ "الربيع العربي" ودول المنطقة في خضم صراع عبثي مأساوي منهك وبلا منتهى واضح يبرر تلك التضحيات الجسام.
نعم، فبرغم أن هذه الثورات أعدها بمثابة استحقاقات مجتمعية ووطنية وعربية تأخرت وقتاً عن اللحاق بركب الدول المتحضرة، إلا أن ما يؤسف له أنها اصطدمت بممانعة عربية عربية.. 
وهذه الممانعة كان لها أن تسببت بحالة من التمييع والإطالة وأيضاً التشويه للأحداث وتسويقها وكأنها فعلا مشيناً يستوجب أصحابه الزجر والعقاب.
ما يجري الآن يمكن اعتباره امتداداً لمحاولات الأنظمة الاستبدادية العربية الواقفة بوجه التغيير السياسي واستماتتها في تحصين ذاتها من أي محاولة اختراق من شأنها تبديل وجهها التقليدي المستبد الفاسد.
ما يؤسف له أن الأحداث الدراماتيكية الحاصلة في المنطقة تعد نتاج واقع عربي جديد يتشكل بعيداً عن هيمنة أميركا وأوروبا.
وبرغم أن الإعلام الحر يتحدث عن هذه الأحداث بكونها مؤشراً ودلالة على انتهاء زمن الوصاية والهيمنة والتبعية للخارج، إلا أن الأنظمة السياسية العربية لا يبدو من فعلها أنها قادرة على استيعاب ما يحدث.
فبدلا من أن ترضخ وتستجيب لعملية التغيير والتعاطي معها بمسؤولية وشفافية، راحت أنظمة الحكم العتيقة - وبما تملكه من مال وإمكانيات وموارد - تخوض معارك خاسرة مكلفة للغاية، متحدية بذلك الواقع والتاريخ والحاجة الملحة للتغيير.
وأكثر من ذلك، إذ ذهبت تبدد مقدراتها وأموالها وعلى صفقات أسلحة ورشاوى ومعارك وأزمات داخلية وإقليمية يصعب التكهن بنتائجها الكارثية على المجتمعات وعلى التنمية والاستقرار والدول عموما.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد