;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

هادي وشركاء الحرب !! 1265

2017-08-06 20:10:55

عند تعيين عيدروس الزبيدي لمنصب الرجل الأول في العاصمة المؤقتة للبلاد "عدن" دعوت الرئيس هادي وحكومته وكذا الزبيدي ورفاقه المحسوبين على المقاومة الجنوبية تحديداً، إلى ضرورة التقارب الجدي والفعلي بينهما بكونهما يمثلان طرفي المعادلة السياسية في جنوب ما بعد الحرب والتحرير.
فكلاهما السلطة والمقاومة، يحسب لهما تحرير عدن وأخواتها من القوات الموالية لصالح والحوثي. السلطة الشرعية وفرت الغطاء والدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري، والمقاومة بدورها سخرت رجالها وجل إمكانياتها البشرية لخوض غمار معركة المقاومة والتحرير، وهي المعركة التي شاركت بها فصائل مختلفة، بينها جماعات دينية سلفية وكذا حزبية وعسكرية محسوبة على السلطة الشرعية، وإن كانت ليست بكثافة تلك المنضوية تحت مسمى المقاومة الجنوبية.
نعم.. طالبت الطرفين بتوافق الضرورة، بحيث يتفق الاثنين ولو مبدئياً، على أن هزيمة القوى الانقلابية وتطبيع الأوضاع في المحافظات اليمنية لن يكون بغير وحدة القيادة السياسية، ودون امتلاكها الكامل لزمام سلطة القرار والقوة، وكذا وحدة وتناسق الأهداف السياسية والعسكرية المرجوة في المرحلة الراهنة.
ما حدث خلال الفترة الفارطة، أعده نتيجة متوقعة، لغياب التوافق السياسي المرحلي، بين السلطة الشرعية، وبين مكونات جنوبية حليفة لها عسكرياً ومرحلياً ومناهضة لها سياسياً ومستقبلياً، فالرئيس هادي وجماعته المؤثرة والنافذة بقدر ما كان فعلهما ذكيا ومنفتحا نسبيا على قادة المقاومة الفاعلين والمؤثرين، واستيعاب هؤلاء كضرورة وحتمية فرضتها الأحداث، كان بالمقابل هادي وإدارته قد فشلا في التعايش مع حلفائهما الطارئين، ما اضطر بالسلطة في نهاية المطاف لاستبدال شركاء الضرورة بشركاء جدد أكثر موالاة وأقل خطورة من ناحية تنازع السلطة.
ولا يقتصر الأمر هنا، على هادي وإدارته التي أخفقت في احتواء حلفاء الحرب، وخصوم السلم، بل يمكن القول إن قادة المقاومة الجنوبية ـ وينسحب ذلك على قيادات جنوبية ونخب ثقافية وإعلامية – لم يشاءوا التعاطي مع الواقع الجديد الناشئ عن خلع صالح وتنصيب هادي، إثر ثورة شعبية، ومن ثم انقلاب وحرب؛ بشيء من الفطنة والذكاء والواقعية أيضا، ما أفقدهم القدرة على فهم واستيعاب معنى أن تكون شريكاً سياسياً وفي سلطة حكم تلك المحافظات والسيطرة على مجمل أوضاعها الخدمية والتنموية.
طبعا، كان ولابد من أن تتصادم الفكرتين السياستين، فبعيد توافق انتهازي وقتي بين السلطة الشرعية وقادة المقاومة الفاعلين، تجلت الحقيقة المرة سافرة وعارية تماما، إذ كشفت الفترة المنصرمة عن ثنائية عجيبة غريبة، وهذه الثنائية في القرار خلقت بدورها حالة انفصام أعاقت حركة التطبيع في المحافظات المحررة، كما وأخرت إن لم نقل ثبطت مهمة تحرير بقية المحافظات اليمنية.
الجنوبيون، للأسف، لم يستفيدوا من تجاربهم الماضية الزاخرة بالإقصاء والرفض للآخر، وهذه علة مزمنة أصابت الذهنية السياسية الجنوبية بالعطب والجمود، ولدرجة أن من هم في السلطة أو المقاومة الجنوبية، عجزوا عن إيجاد فكرة سياسية بديلة جامعة للطرفين، فلو أنهم توافقوا مرحلياً، لما تعثروا وأخفقوا وفي أول تحالف سياسي وعسكري وفي ظرفية تاريخية استثنائية.
كان للطرفين مثلا أن يتوافقوا على غاية حسم المعركة عسكرياً أو سياسياً وكذا الشروع في تطبيع الأوضاع واستعادة الدولة ومؤسساتها، ففي كافة الأحوال، لا السلطة الشرعية ومؤيدوها وداعموها قادرون على حسم المعركة في ظل تعدد وتنوع الأهداف والقيادات والمسالك والرؤى وحتى الهواجس، أو أن المقاومة وقادتها وأنصارها يمكنهم جميعا تحقيق أهدافهم في ظل غياب الدولة وفي ظل ظروف صعبة وقاسية مرشحة للفوضى أكثر من أي شيء آخر.
خلاصة الكلام، السلطة الشرعية خسرت شريكا قويا يصعب اجتثاثه بجرة قلم آو مرسوم رئاسي، كما والمقاومة الجنوبية خسرت شريكا لا يمكن تعويضه أو تجاوز وجوده على الأقل في الظروف الراهنة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد