عدن الراسخة في عمق التاريخ وتزخر بكمٍ هائل من مواقع الأثرية والمعالم التاريخية والتراث الثقافي من فنون وآداب ومن عادات وتقاليد وتراث معماري متميز.. وتعتبر المناطق الأثرية تاريخاً حياً، ملموساً لحياة الأمم فكرياً واجتماعياً وعمرانياً ومنها عدن، وهي مسؤولية السلطة محلية وحكومة, والمعنيين بأمن عدن, مسؤولية إيلاء الاهتمام والعناية بمظهر حي يجسّد أطوار التاريخ ونبراساً وضاءً لمن يرغب في الاطلاع والمعرفة وعاملاً إيجابياً للإلمام بأطوار الحياة وألوانها وطبيعتها في الماضي ولقد قيل (من لا ماضي له لا حاضر له) وتزخر عدن بتراث ثقافي غني ومتنوع. ويحتوي الجانب المادي من هذا التراث على أشكال متعددة تعكس التاريخ العميق لعدن وتنوع مجالها الجغرافي.. شواهد كثيرة قلاع وحصون ومباني أثرية, أهمها على الإطلاق صهاريج عدن.. تاريخ ذكّر بالثورات لحضارة تمتد 3000عام. اليوم.. عدن تستباح في عناوينها التاريخية الهامة وهي جريمة بحق مدينة عريقة وسكانها أصحاب هذا التاريخ وملاكه الحقيقي.. إنها بصمات أجدادنا وعناوين تاريخنا وحكايات ماضينا، لن نسمح بطمس هذا التاريخ وتغيير هذه المعالم التي نعتبرها جزءاً منا ونحن جزء منها، إنها عدن ونحن أبناؤها, ومنها البناء العشوائي في صهاريج عدن، كجريمة بحق هذا التاريخ وهذه المدينة. يكفي أن عدن خسرت بعض تلك المعالم في فترة كانت تحت سلطة غاشمة طاغية لا تعي ولا تستوعب معنى التاريخ وأهمية تلك المعالم، هدّوا عدداً منها وكأنهم انتزعوا جزءاً من حياتنا وماضينا الوضاء.. إنه الحقد الدفين لعدن وتاريخها وأبنائها رغم أن (الماده34 من دستور الجمهورية تنص: على الدولة وجميع أفراد المجتمع حماية وصيانة الآثار والمنشآت التاريخية, وكل عبث بها أو عدوان عليها يعتبر تخريباً وعدواناً على المجتمع, ويعاقب كل من ينتهكها أو يبيعها وفقا للقانون رقم16 لسنة 2013 لحماية المدن التاريخية والمنشآت التاريخية).. اليوم يحاك لهد معلم من معالمها وهو معبد جين شوتيا الهندوسي الذي بني عام 1860م، ويحكي جزءاً من تاريخ عدن ومعلم من معالمها.. بأي حق وبأي قانون وبأي شرع استند قاضي محكمة اﻹستئناف بعدن بإصدار الحكم لصالح من يريد هدم معبد جين الهندوسي الأثري الذي يعتبر جزءاً من تاريخنا الثقافي لمدينتنا الحبيبة عدن لا يمكن تفسير ذلك بغير صفقة فساد. أبناء عدن اليوم يطالبون الشرعية ممثلة بمؤسسة الرئاسة والحكومة والسلطة المحلية، حماية معالم تاريخ عدن, وشواهدها العريقة التي تعبّر عن إرث وأيقونة عدن, وعلى رأسها الصهاريج.. في الصورة مبنى من ثلاث طابق عشوائي داخل الصهاريج, شوّه هذا المعلم, وقلل من قيمته التاريخية. السؤال: من تجرأ على البناء في هذا المكان, وأين الرقابة الحكومية, والرقابة الشعبية, والتي تمثل الرأي العام للناس في عدن؟ رأي يصرخ في وجه كل من يتجرأ على تشويه عدن, خرق القيم والمبادئ والأخلاق والأعراف والنظم والقوانين, ليحرك السلطة في أداء دورها المنصوص عليه في الدستور.
أحمد ناصر حميدان
صهاريج عدن تستغيث 1351