abast66@maktoob.com
من يتابع المشهد المحلي في بلادنا يظن أننا نعيش أو نلعب لعبة (سيرك) طويلة المدى ولا نريد الخروج منها على الإطلاق، فاللعبة شيقة واللاعبون نَفَسهم طويل فهم قادرون على مواصلة اللعبة وإلى حد يصعب على المتابع فهم أسرار مثل هذه اللعبة التي يمارسها الجميع، وفك شفرتها ليس بالأمر السهل أو ربما هو من المستحيلات في ظل غياب الوعي بممكنات الواقع واعتمالاته.
قد يكون من المفيد حقاً الاعتراف بالخطأ، كما أن الوقوف عليه مفيد وناجع في مرحلة كهذه عصية ومن قبل كل الأطراف، خاصة وقد بدا لنا ومن خلال كل الأطروحات أن الجميع يعيش مرحلة تيهٍ طال أمدها ونخشى بالفعل أن تتمدد وتمتد مرحلة التيه وإلى نقطة اللاعودة وعندها لن يكون بمقدور أحد من هؤلاء بألوانهم وأطيافهم تبرير سياساته هذا إن كانت هناك بالفعل سياسات وخطط ورؤى يسير أو يتحرك الجميع وفق أبجدياتها، لكن وقد اختلط الحابل بالنابل وغدت السياسة هنا لعبة ليست قذرة فحسب بل وسخيفة تستدعي منا إعادة الاعتبار للقيم الجمعية لهذا المجتمع المسكين الذي ينتظر الخلاص من ربقة الحاجة والعوز وقد طحنه الغلاء وغياب العدالة الاجتماعية ليضيع بين مطارق وسندان هؤلاء السياسيين الذين يتخذون من المجتمع مجرد أدواتٍ للوصول إلى ما يريدون ثم هم أنفسهم ينسون هذا المجتمع إذا ما انتفت حاجتهم إليه..
إن الساسة اليوم مطالبون بالعودة إلى جادة الصواب وقبل فوات الأوان فالمزايدات لم تعد بضاعة رائجة بل لعبة مكشوفة ومرفوضة ولا بد أن الجماهير أدركت ذلك منذ وقتٍ بعيد، ويوشك الساسة أن يصبحوا وحدهم بعد أن يتخلى عنهم المجتمع الذي يراهنون عليه..
المسؤولية الغائبة!
ما هي المسؤولية؟ ولماذا لا يتمثل البعض المسؤولية في بلادنا؟ هل الرقابة الذاتية مفقودة أم ماذا؟ في أحد تقارير أجهزة الرقابة والمحاسبة سقط الحياء من البعض المسؤول فذهبوا ليصرفوا لأنفسهم من بعض المعونات الدولية وبصورة مخالفة للقانون، لا نريد أن نوضح أكثر فهيئة مكافحة الفساد هي المسؤولة عن فضح ومحاسبة أولئك مع علمنا المسبق بأنها غير قادرة على ذلك، ورغم هذا نقول لأمثال هؤلاء عيب يا جماعة والله عيب، ماذا لو وصلت تلك الوثيقة إلى الدولة التي قدمت هذه المعونة لفئة معروفة ومعلومة من أبناء المجتمع بهدف دعم التنمية لا للرفاهية، فمتى يفهم مسؤولنا هداهم الله .. متى؟