abast66 @maktoob.com
صمت مريب هذا الذي نراه على طول وعرض المساحة الجغرافية لوطننا العربي من المحيط إلى الخليج، حقيقة لم يسبق له مثيل، حفريات تجري تحت وفي محيط الأقصى الشريف ولا حياة لمن تنادي، ناشطون من مختلف دول وشعوب المعمورة بما فيها دولة الكيان العبري، نعم هناك من جنسيات يهودية قدموا ليشاركوا في كسر الحصار الهمجي والظالم المفروض على غزة بينما العرب ينظرون ومن بعيد والجامعة العربية لا تحرك ساكناً والأحداث الدولية والإقليمية تتسارع والأجندات المفروضة حاضرة شئنا أم أبينا، بل كل القوى الدولية والإقليمية تحاول وبإصرار عجيب وغريب تحويل الأنظار بعيداً عن الوجع وكأن حقوق الإنسان والعدالة الدولية لا تتمثل إلا في نوعية خاصة من البشر، والأغرب من هذا كله التزام العرب الصمت والخنوع والخضوع حد السذاجة حتى أصبحت قرارات الشرعية الدولية وكأنها مفصلة على مقاس أبناء هذه المنطقة فقط، فما يحدث للأقصى الشريف جريمة عظمى تمس الأمة الإسلامية "في معتقداتها، في حضارتها، في مقدساتها"، أمس الأول مصادر فلسطينية أكدت أن مستوطنين يهوداً أدخلوا قاذفات صواريخ للبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة وسط مؤشرات إلى احتمال قصف المسجد الأقصى بهذه الصواريخ لهدمه، وكما نقلته صحيفة السياسية في عدد أمس كشفت المصادر عن قيام تل أبيب بحقن أساسات الأقصى بمواد كيماوية عبر الأنفاق من أجل تسهيل عمليات الهدم عند أي محاولة لقصفه أو عند حدوث تفجير من داخل الانفاق تحت المسجد الذي يشهد حفريات إسرائيلية مستمرة إلى آخر الخبر، ونحن في خضم تداعيات هذا المشهد الأخطر والذي تهتز منه المشاعر، بل يفترض أن تحدث ردة فعل غير عادية في الشارع العربي والإسلامي، لكن يبدوا أن الحالة السلبية التي طغت على شؤون حياتنا قد أثرت سلباً على الأحاسيس والمواقف فلم نعد نسمع ولا نرى غير البكاء على "شاليط" الذي يقبع في أسر حركة حماس، والذي تحركت من أجله كل الشخصيات العالمية والعربية بغية إطلاق سراحه بينما يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني ما يزيد عن "11" ألف رجل وامرأة وطفل من أبناء الشعب الفلسطيني لا يحركون مشاعر أو عواطف العدالة الدولية العرجاء بما في ذلك الأشقاء العرب الذين يشاركون الصهاينة العويل والبكاء على "جلعاد شاليط"، فمنهم من يطلق المبادرة تلو المبادرة لتحرير هذا الجندي الأسير في الوقت الذي لا يعني شيئاً حسب اعتقادنا بقاء ما يزيد عن مليون ونصف المليون من البشر لا يجدون حبة الدواء ولا لقمة العيش، حصار مطبق لا يطاق لكن الحقوق الإنسانية والعدالة غائبة في هذا المربع وفي مربعات أخرى كالعراق وأفغانستان، تطلق الطائرات القنابل والصواريخ تحت مسمى النيران الصديقة فتقتل مائة ونيفاً من النساء والأطفال بل«900» من البشر في افغانسان عن طريق الخطأ، وكل ما يمكن فعله هو التحقيق عن مدى صحة أو أسباب هذا الحادث المؤسف، وهذا الأسف والأسى يدفعنا دفعاً كأمة عربية إسلامية نطلق صرخات الحزن والألم والأسى على حال حكوماتنا المسلوبة الإرادة، وإلى هذا الحد الغير معقول، ولله الأمر من قبل ومن بعد، والله المستعان على ما تصفون!