abast66 @maktoob.com
لا أحد يمكنه التنبوء بنتائج الأحداث المتسارعة في القوقاز على ضوء التصريحات النارية التي يطلقها الساسة في حلف الناتو أو التصريحات المضادة التي تأتي هي الأخرى كرد فعل طبيعي من الجانب الروسي على تلك الحماقات الغربية، ووصلت حد احتمال قطع العلاقات الروسية مع الناتو أو بعض الدول الغربية وحقيقة يعد مثل هذا التصعيد خطيراً بل يهدد السلم والأمن العالميين، فالمواجهة والاستفزازات بين دول تمتلك ترسانات عسكرية نووية مدمرة كالتي لدى روسيا أو تلك التي بحوزة واشنطن وحلف الناتو «وسترك يا رب من نزق هؤلاء» فما يحدث اليوم على الساحة الدولية يعد الأخطر منذ انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي 1990م - 1991م فلم يحدث أن وصلت التصريحات بين الجانبين الأميركي والروسي إلى هذا الحد حتى أثناء حرب الخليج الثانية وما بعد ذلك، وبعيداً عن كل هذا نقول: أين نحن العرب من تطورات الأحداث؟ هل لنا أن نتعظ مما يجري حولنا؟ وما الذي يمكن أن تفعله "الكوندا رايس" بقدومها للشرق الأوسط؟ كما أن المعطيات الماثلة تدفعنا دفعاً لطرح بعض التساؤلات مثل: كيف يمكن أن يستثمر العرب الأحداث العالمية القائمة؟ بل لا نبالغ لو قلنا أن مثل هكذا أحداث قد تساهم في تحريك المياه الراكدة بين الأشقاء في فلسطين لأحداث مصالحة سريعة ونزعم أنه بات بمقدور الجامعة العربية القيام بدور إيجابي لرأب الصدع وإعادة المياه إلى مجاريها.
الروس برابرة قتلة قساة قلوب
الروس "برابرة قساة قلوب قتلة" هكذا جاء وصف بوش وكوندليزارايس للعملية العسكرية التي قام بها الجيش الروسي في اقليمي ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية والتي استطاع الجيش الروسي بسط سيطرته على الاقليمين بسهولة بل في لمح البصر، هذا إضافة إلى القدرة العجيبة التي ظهر بها الدب الروسي فتمكن من تحطيم جزء كبير من قدرات الجيش الجورجي مما أثار ذهول الأميركان والغرب، لكن وبعيداً عن تداعيات أحداث العملية العسكرية الروسية الأخيرة في منطقة القوقاز والتي ألقت بظلالها على الخارطة العالمية فكاد يقترب المشهد من إعادة رسم وتشكل الخارطة العالمية أو هكذا بدأ في مخيلة عدد كبير من المحللين والساسة.. نعود ونتساءل عن تلك الجملة التي أطلقها كل من بوش والكوندا "برابرة قساة قلوب قتلة" هؤلاء الروس، ولنفرض بل نبصم لهما بالعشر ونوافقهما على أن الروس قتلة وقساة قلوب وبرابرة وأولاد ستين إلى آخر الجملة.
لكن شريطة أن يتوافق معنا الأصدقاء الأميركان، وكما توافقنا معهم للتو على إطلاق ذات الجملة فقط على جنود واشنطن الذين يمارسون أبشع أنواع القتل والتنكيل بالشعبين العراقي والأفغاني، والصور تظهر عبر الفضائيات الأميركان قتلة وغزاة وقساة قلوب ولصوص للنفط والثروات" أليس كذلك أم نحن نتبلى عليهم؟ الإجابة لا نظن هذا على الإطلاق، فإذا كان الروس قد دخلوا إلى الأراضي الجورجية وهاهم يرحلون عكس الأميركان الذين دخلوا وعاثوا في العراق وأفغانستان فساداً وما يزالون على ذات الوتيرة يمارسون القتل والتهجير وشفط النفط وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، بل لا أبالغ إن قلت أنهم يهلكون الحرث والنسل وعليهم ما يستحقون من الله.
القدس وصمت ذوي القرباء
اعتداء الصهاينة على مؤسسة القدس ونهب المخطوطات والوثائق التاريخية دليل عجز الجيش والحكومة الصهيونية على الحد من عملية المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني العظيم والذين اثبتوا وبرغم كل العوامل والظروف المحيطة بهم - أي الأشقا - أنهم أعظم وأقوى من أن ينال منهم الأعداء، والأقصى وبإذنه تعالى سيبقى شامخاً وعزيزاً ولا خوف عليه بقدر أسفنا كعرب ننتمي إلى أمة عظيمة تمتلك من المقومات الحضارية والإنسانية ما يؤهلها للضغط وتغيير أو قلب المعادلة لكن هي إرادة الله ولا راد لها أن نبقى هكذا نمارس الفرجة والصمت فلا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان على ما تصفون!.<