abast66 @ maktoob.com
تبدو الحالة الهستيرية التي يكتب بها البعض في الصحافة أو عبر المواقع الإلكترونية قد أثرت سلباً على المشهد المحلي ودفعت الشارع اليمني بعمومه إلى مراجعة النفس قبل الفكر، وكثيراً ما نرى بعض الشباب وهم مندمجون في قراءة العناوين التي تحفل بها الصحف المحلية والعربية، لكن التركيز الأبرز غالباً ما يكون على الصحافة المحلية كون بعض ما يطرح أحياناً يبقى مثار تساؤلات عدة عن أسباب أو مغزى هذا الطرح أو ذاك، فهناك من الكلمات التي تفقد معناها قبل أن تصل إلى القارئ، وكم من المقالات المدبلجة التي تشبه إلى حد ما المسلسلات المكسيكية أو التركية المدبلجة والتي ليس لها أول من آخر سوى أنها استطاعت الترويج لثقافة وقيم تلك المجتمعات وبصورة غير معقولة، والحقيقة أن الهوس الاجتماعي العربي في متابعة تلك المسلسلات قد كشف لنا العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية الغائبة عنا كأناس موكول إليهم قيادة رأي عام فاعل ومؤثر لكن الذي حصل أننا ومن خلال متابعتنا للمشهد المحلي وحتى العربي لم نتمكن حتى من فهم حاجاتنا الأساسية، فبالأمس وأنا أتابع أحد المقالات التي يعتقد كاتبها وناشر تلك الصحيفة أن أهمية ذلك المقال يجعله أن يخصص لها الصفحة الأخيرة وقد كان ذلك، لكن وبعيداً عن لغة المكايدات والمزايدات أزعم أنني فهمت فحوى الرسالة، فبدأت أقرأ وأقرأ بغية الوصول إلى نتيجة أو هدف لهذا الكاتب فلم أجد سوى أن صاحبنا لا يدري إلى أية أمة هو ينتمي، بل يفصح وبصريح العبارة أن عبارة الأمة غير مفهوم أصلاً - حسب قوله، زد على ذلك تشتت فكره الذي قال أنه يدفعه لطرح الأسئلة التي ينبغي أن تكون مثل ما معنى أمة عربية؟ وما معنى أمة إسلامية؟ ثم ختم ذلك بسؤاله الاستغرابي عن الأمة اليمنية: كيف هي؟ وماذا تعني؟ وأين تكمن؟ وكنت سأصاب بالزكام والإحباط لو توقف الرجل عن هذا الحد من الأسئلة التي تحمل طابع الغباء المستفحل والذي لا ينم إلا عن جهل وغباء، والذي لا يماثله أي غباء..
لكنني عدت وتنفست الصعداء وعلى الفور وبمجرد أن ختم صاحبنا مقاله بالشوق والحنين للمحيط والبحر الذي قدم عبرهما إلى عدن في غابر الأزمان ويا ليت شعري وقراصنة البحر يلقون بك وبأمثالك إلى قاع المحيط ليتلقفك سمك القرش أو القراصنة "من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا"، وختاماً يقال "كل شيء إذا كثر رخص إلا العقل كلما كثر كان أغنى" ..اللهم زكنا عقولنا جميعاً، والله من وراء القصد.