;

"الحذاء" العظيم..!! 1016

2008-12-16 03:42:55

طه العامري

لله در حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي، بل ما أعظمه من حذاء عبر وبكل سهولة عن مشاعر ملايين العرب والمسلمين قبل أن يعبر عن مشاعر الشعب العربي في العراق الذي كان ينعم بالأمن والاستقرار والتقدم والحياة الحرة الكريمة فجاء بوش وزبانيته وطابور العملاء والمرتهنين بزعم تحرير هذا الشعب وقيل يومها أن الشعب العراقي سوف يستقبل قوات الاحتلال بالورود والطبل والرقص والترحيب بفرسان الزمن المر ولكن لم يحدث هذا، بل استقبل الشعب العربي بالعراق جحافل الاحتلال وزبانيته وطوابيره العملية بالموت والدمار والخراب المبين فكان الحبر الكبير والحاخام الأكبر طعاماً لنيران الرفض ومن ثم توالت السلسلة وظلت المقاومة هي الخيار والوسيلة، فتم تجنيد الكثيرين لكي يشوهوا دور وموقف المقاومة ويغطوا على عملياتها ويكمموا صوت دوي رصاصها ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، فكان أن غرقت واشنطن في رمال العراق الملتهبة التي أحرقت إمبراطورية المحافظين الجدد وأربكت قيادتهم وسقتهم أسوأ أشكال الذل ولم يشهد العالم ذلاً كهذا الذي تابعناه عبر الهواء المفتوح حين لامس حذاء الصحفي العراقي هامة بوش، بل وجعلته ينحني لها خوفاً وإجلالاً أن شئنا ووصفنا خوف بوش وهلعه ومحاولته الهروب من حذاء منتظر الزيدي بفعل لا يخلوا من تقدير بوش واحترامه لحذاء عربية جاءت إليه لتحمل له مشاعر مئات الملايين من العرب فتلك الحذاء لم تعبر عن صاحبها ولكنها عبرت عن هوية صاحبها الوطنية والقومية وهي كذلك عبرت عن مشاعرنا من المحيط إلى الخليج وتلك هي خير رسالة قيلت بحق واشنطن وزعيمها وبحق كل مؤسساتها منذ أن انطلقت المؤامرة والحصار ثم الغزو والاحتلال فما قاله؟ حذاء الصحفي العربي منتظر الزيدي لم يجرؤ أن يقوله من قبل أي صحفي وأي قلم وأي كاتب لكنها الأمة التي لا تموت ولا تنقر من ولا تقهر وإن انكسرت في لحظة ما من التاريخ سرعان ما تجد طريقها نحو العزة والكرامة والحرية والفعل الكبير وليس هناك وفي هذه اللحظة أكبر من أن تصبح هامات هذا الطاغية محطة توقف وإن عابر لحذاء عربية أصيلة تحمل في بعدها ومدلولها كل الصفات والمفاهيم المعبرة عنها في أدبنا وتراثنا الثقافي العربي الإسلامي.

أن أساطيل ومدمرات وحراسة بوش وحكومة المنطقة الخضراء وقرابة مائتين ألف جندي يرابطون في عاصمة الرشيد كل هؤلاء لم يتمكنوا من حماية بوش وحلفائه من إرادة حذاء عربي قرر في لحظة أن يحط رحاله على هامة أعظم قائد مزعوم أو يقال عنه ذلك.

فكان الصحفي العراقي بهذا الفعل القومي والعمل البطولي قد وضع نفسه وتاريخه وحذاءه في قائمة الخالدين من أبطال الأمة مثله مثل كل عظماء الأمة والخالدين ومن دافعوا عن كرامتها في حقب تاريخية مختلفة..!!

أن ذلك الحذاء يستحق أن يوضع في أعظم متاحف التاريخ لأنه باختصار عبر عن مشاعرنا جميعاً ولأنه كذلك فأنا اقترح أن يخلى له مقر الجامعة العربية ليحتل هو ذلك المقر ويبقى فيه ويخلد، فما جاء به الحذاء لم تأتي به الجامعة وما سطره الحذاء لم تسطره كل أقلام الكتاب والشعراء العرب فما أعظمك من حذاء، وما أنبل صاحبك الذي ألقاك في جبين سادة العالم وهو المكان المناسب لك باعتبارك حذاء عربي أصيل، تحية لكل حر عربي وتحية صادقة لمنتظر الزيدي حيث هو في قلوب الملايين من العرب وليس في زنازين المنطقة الخضراء وإن توهموا ذلك.<

ameritaha @ gmail.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد