كلنا يحب أن يرى ولده أحسن ولد في الدنيا " ويتمنى أن يكون سلوكهم الأمثل وأخلاقهم الأعلى وأن يكونوا قدوة تقتدي بهم الناس لأدبهم وأخلاقهم.
ولكن دعني أسألك سؤالاً هل تثق بان تربيتك لأبنائك هي تربية سليمة وصحيحة وننشئ فرداً قوياً قادراً على مواجهة المجتمع ؟ أنا على يقين وثقة بأن كل أب أو أم يفعل أو تفعل ما عليه تماماً ويجتهد أو تجتهد بقدر استطاعته كي يربي أبنائه على الفضيلة والسلوك القويم فكلنا يفعل ذلك طيلة الوقت أو هذا ما نظن أننا نفعله طيلة الوقت.
دعوني أتوقف قليلاً لأحكي لكم حكاية صغيرة أظن أن الكل يعرفها ولكن لابد أن أحكيها عليكم وهي أن في إحدى الأيام رن جرس الهاتف لأحد المنازل فأسرع الطفل ليرد وكان صديق لوالد الطفل من يتحدث وسأله هل بابا موجود ولما كان الوالد لا يريد أن يحدثه قال لأبنه أخبره أنني غير موجود وعل الفور ذهب الطفل وقال لصديق والده "بابا يخبرك أنه غير موجود" هل عرفتم لماذا حكيت هذه الحكاية. إننا دون أن نشعر ودونما أي قصد نغرس في أولادنا أشياء يجب أن لا تغرس فيهم فمثلاً من الخطأ كل الخطأ نطلب من أبنائنا ألا يكذبوا ونحن نكذب أمامهم ونقول لهم أيضاً التدخين عيب أو حرام ونحن ندخن في بيوتنا ومن المهين لنا أن نطلب منهم أن يتسامحوا مع من حولهم ومع إخوتهم ونحن نهين بعضنا البعض سواء في المنزل أو خارجه لا أكتب ذلك من فراغ ولكني أنا أيضاً قد أكون وقعت في هذا الخطأ دون أن أعلم فهذا المثال دعوة لنا كلنا لنقف أمام مرآة صادقة نرى فيها عيوبنا ونحاول أن نصلحها حتى نصبح غداً مرآة صادقة لأبنائنا لا تقولوا أن الأوان قد فات لألم يفت الأوان لأن زمن الإصلاح لم ينته بعد وزرع القيم والأخلاق في أبنائنا نحصده غداً "إن شاء الله".<
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM