معروف درين
منذ
الوهلة الأولى لخروج المدعو / حسين بدر الدين الحوثي عن النظام والقانون في صيف
2004 وتشكيله مليشيات مسلحة تعتدي وتنهب وتدمر وتسطوا على الممتلكات الخاصة والعامة
في بعض مديريات محافظة صعده , من خلال قطع الطرقات, الاختطافات والاغتيالات سواء
للمواطنين الآمنين او الموظفين
والعاملين في مختلف الجهات والخدمات , ناهيكم عن تمركز هذه المليشيات في الجبال
والمرافق الحكومية وإجبار الناس على حمل السلاح في وجه السلطة ولا سيما صغار السن
وغيرها من الأعمال الإجرامية التي وقفت حجر عثرة أمام التنمية والأمن والاستقرار
.
.
منذ تلكم الأحداث المؤسفة والجرائم البشعة التي مارستها وتمارسها عصابة
التًمرد والتخريب في بعض مناطق وقرى محافظتي صعده وعمران وحتى اللحظة , رأينا كثيرا
من الأمور تبرز للعيان وتتداولها بعض وسائل الإعلام كالحديث عن وجود دعم ومساندة
خارجية لعصابة التمرد التي أُسندت اليها مهمة زعزعة الأمن والاستقرار وتنفيذ مخططات
عدوانية تهدف الى تقسيم المنطقة على أُسس مذهبية وعرقية وطائفية, علاوة على استغلال
بعض الدول لهذه الأحداث لتصفية حساباتها مع دول أخرى , يدفع اليمنيون فقط ثمن هذه
السياسات وهذه المصالح والمواقف المتباينة لدولٍ كهذه.
فبعد أن آلت أحداث وفتنة
صيف 2004 الى مصرع زعيم التمرد والخيانة حسين بدر الدين الحوثي وهروب بعض أتباعه
الى مناطق مختلفة وإلقاء القبض على معظمهم ,بادرت القيادة السياسية ممثلة بفخامة
رئيس الجمهورية الأخ/ على عبدالله صالح- وكعادتها- بالعفو عن المتمردين والإفراج
عنهم مع أنه كان يفترض تعقب الفارين والتحفظ عن المعتقلين وتسليم ملفاتهم للقضاء
ليقول كلمته فيهم , بيد أن هذه العناصر استغلت حرص الحكومة على حقن الدماء وعودة
الأمن والاستقرار للمحافظة , حيث اعتبرت وفسرت تسامح الحكومة عجزا وضعفا ,وبالتالي
زادت في تماديها وغيها وتنكرت لكل جهود ومساعي السلام , وما ارتكبه المتمردون في
السنوات ال5 الماضية يكشف حقيقتهم ويعري الداعمين والمساندين لهم .
فقبل 5 سنوات
كان البعض يتحدث عن الدور الإيراني في هذه الفتنة ودعمه اللا محدود لمتمردي صعدة من
جماعة الحوثي ,ولكن على استحياء لعدم توفر الأدلة الكافية لإثبات ذلك , غير أن
الواقع اليوم يبدو مختلفاً تماما فما كان شكا بالأمس نتجنب الحديث عنه أصبح اليوم
حقيقة, خصوصا في ظل توفر أدلة قاطعة تثبت تورط إيران ودعمها لمتمردي صعده , إضافة
الى تأكيد بعض الساسة والمحللين الايرانين لهذا الدعم وهذا الدور الذي يعد تدخلا في
شئون اليمن الداخلية يستوجب على الايرانين الاعتذار والتوقف فورا عن التدخل في
الشأن اليمني الداخلي .
بعيدا عن الكثير من الأدلة التي تؤكد تورط إيران في
أحداث صعده الدامية والإجرامية , كالعثور على أسلحة إيرانية الصنع او الانحياز
الواضح والمشين في تغطية بعض وسائل الإعلام الإيرانية لأحداث صعده بتحولها الى
أبواق تتحدث باسم متمردي ومخربي صعده الى المدافعة عنهم وعن مطالبهم التآمرية او
غيرها من الأدلة الأخرى , بعيدا عن ذلك نسرد تصريحات الدكتور/علي نوري زاده رئيس
مركز الدراسات العربية في إيران الجريئة لقناة الB.B.C)) الفضائية برنامج أجندة
مفتوحة الذي بُث قبل بضعة أيام حين قال زاده: (أن القيادة الإيرانية تدعم جماعة
الحوثي في صعده وأن بعض مقاتلي الحركة تلقوا التدريبات في إيران ).
و في معرض
تصريحاته ومداخلاته في البرنامج التلفزيوني السالف الذكر أكد زاده أن المعارضة
الإيرانية حذرت الحكومة من مغبة التدخل في الشأن اليمني والفلسطيني , قائلا كان
بالإمكان احتواء مشكلة صعده وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين لولا
التدخل الإيراني والمخططات الإيرانية التي تسعى الى إقامة دولة شيعية تمتد من شمال
اليمن الى المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية التي تدعم الحكومة
الإيرانية انفصالها عن السعودية !! وبالعودة الى التصريحات الإيرانية المتتالية في
الثلاثة الأسابيع الماضية التي ذهبت وتذهب الى اتهام المملكة العربية السعودية
بالمشاركة في شن غارات جوية على المناطق اليمنية الحدودية , يتضح أن إيران تسوق تلك
التصريحات من باب الإساءة للعلاقات اليمنية السعودية المتينة وعدم لفت الأنظار
اليها والى تدخلها الواضح والفاضح في الشأن اليمني الداخلي ,كما أنها تكشف حجم
العداوة التي تضمرها إيران للأمة العربية عموما وللملكة العربية السعودية خصوصا
.
لهذا وبعد أن تأكدنا وأكدنا دور إيران في دعم ومساندة عصابة التمرد والتخريب
الحوثية التي بدأت بفتنة مران في 2004 , مرورا بالعديد من الأحداث الدموية المؤسفة
التي ارتكبتها هذه العصابة في مناطق مختلفة من محافظتي صعده وعمران او غيرها من
المحاولات التي طالت محافظتي الجوف ومأرب وحتى الأحداث الجارية في بعض مناطق محافظة
صعده وحرف سفيان , نجد أنفسنا مضطرين الى مطالبة الحكومة اليمنية بقطع العلاقات مع
إيران وطرد سفيرهم من صنعاء , وهذا أصبح مطلباًً شعبياً لعدم جدوى رسائل الخارجية
اليمنية واحتجاجاتها على السياسة الإيرانية تجاه اليمن .
ولأن ما يدور في صعده
شأن داخلي وليس من حق أي دولة التدخل في ذلك ,وفوق هذا وذاك أبناء القوات المسلحة
والأمن البواسل قادرون على حسم المعركة في زمن قياسي لولا حرص القيادة السياسية على
حقن الدماء والتسامح مع العملاء أكثر من مرة ومنحهم الفرصة تلو الأخرى, إضافة الى
استخدام المدنيين من قبل عصابة التمرد كدروع بشرية وإجبار المواطنين وصغار السن على
المشاركة في صفوفهم وغيرها من الوسائل والطرق الإجرامية والملتوية كادعائهم حماية
المذهب الزيدي الذي انقلبوا عليه الى المذهب الإثنى عشري الغريب والدخيل على بلادنا
, بل أنهم بعيدون عن الزيدية كل البعد يتشدقون بها لكسب تعاطف بعض المواطنين , ومع
هذا فقد اقتربت ساعة الحسم وباتت نهايتهم وشيكة, ليذهبوا مع أعوانهم وكل مخططاتهم
التآمرية الى مزبلة التاريخ .
الأوضاع الراهنة والتحديات المحدقة بالوطن من كل
صوب تفرض علينا الوقوف صفا واحدا في وجه هذه التحديات وتغليب مصلحة الوطن على ما
عداها من المصالح الأخرى , لأن الوطن ليس ملكا شخصيا للحكومة او المعارضة وليس سلعة
في المزاد ,بل هو ملك للجميع لا يجوز شرعا وقانونا أن يكون محورا للمكايدات
والمزايدات وتصفية الحسابات بين القوى السياسية المختلفة , إلا أن ما يستغرب له
فعلا في هذا الشأن هو موقف أحزاب اللقاء المشترك من جرائم عصابة التمرد في محافظة
صعده ,وأيضا تقاعس وتقصير وغياب دور معظم وسائل الإعلام المحلية الذي لا يرتقي الى
مستوى الأحداث والتحديات التي تتربص بوطننا وثرواتنا ومعتقداتنا وهويتنا وحضارتنا
.
maroufdrain@hotmail.com
الوهلة الأولى لخروج المدعو / حسين بدر الدين الحوثي عن النظام والقانون في صيف
2004 وتشكيله مليشيات مسلحة تعتدي وتنهب وتدمر وتسطوا على الممتلكات الخاصة والعامة
في بعض مديريات محافظة صعده , من خلال قطع الطرقات, الاختطافات والاغتيالات سواء
للمواطنين الآمنين او الموظفين
والعاملين في مختلف الجهات والخدمات , ناهيكم عن تمركز هذه المليشيات في الجبال
والمرافق الحكومية وإجبار الناس على حمل السلاح في وجه السلطة ولا سيما صغار السن
وغيرها من الأعمال الإجرامية التي وقفت حجر عثرة أمام التنمية والأمن والاستقرار
.
.
منذ تلكم الأحداث المؤسفة والجرائم البشعة التي مارستها وتمارسها عصابة
التًمرد والتخريب في بعض مناطق وقرى محافظتي صعده وعمران وحتى اللحظة , رأينا كثيرا
من الأمور تبرز للعيان وتتداولها بعض وسائل الإعلام كالحديث عن وجود دعم ومساندة
خارجية لعصابة التمرد التي أُسندت اليها مهمة زعزعة الأمن والاستقرار وتنفيذ مخططات
عدوانية تهدف الى تقسيم المنطقة على أُسس مذهبية وعرقية وطائفية, علاوة على استغلال
بعض الدول لهذه الأحداث لتصفية حساباتها مع دول أخرى , يدفع اليمنيون فقط ثمن هذه
السياسات وهذه المصالح والمواقف المتباينة لدولٍ كهذه.
فبعد أن آلت أحداث وفتنة
صيف 2004 الى مصرع زعيم التمرد والخيانة حسين بدر الدين الحوثي وهروب بعض أتباعه
الى مناطق مختلفة وإلقاء القبض على معظمهم ,بادرت القيادة السياسية ممثلة بفخامة
رئيس الجمهورية الأخ/ على عبدالله صالح- وكعادتها- بالعفو عن المتمردين والإفراج
عنهم مع أنه كان يفترض تعقب الفارين والتحفظ عن المعتقلين وتسليم ملفاتهم للقضاء
ليقول كلمته فيهم , بيد أن هذه العناصر استغلت حرص الحكومة على حقن الدماء وعودة
الأمن والاستقرار للمحافظة , حيث اعتبرت وفسرت تسامح الحكومة عجزا وضعفا ,وبالتالي
زادت في تماديها وغيها وتنكرت لكل جهود ومساعي السلام , وما ارتكبه المتمردون في
السنوات ال5 الماضية يكشف حقيقتهم ويعري الداعمين والمساندين لهم .
فقبل 5 سنوات
كان البعض يتحدث عن الدور الإيراني في هذه الفتنة ودعمه اللا محدود لمتمردي صعدة من
جماعة الحوثي ,ولكن على استحياء لعدم توفر الأدلة الكافية لإثبات ذلك , غير أن
الواقع اليوم يبدو مختلفاً تماما فما كان شكا بالأمس نتجنب الحديث عنه أصبح اليوم
حقيقة, خصوصا في ظل توفر أدلة قاطعة تثبت تورط إيران ودعمها لمتمردي صعده , إضافة
الى تأكيد بعض الساسة والمحللين الايرانين لهذا الدعم وهذا الدور الذي يعد تدخلا في
شئون اليمن الداخلية يستوجب على الايرانين الاعتذار والتوقف فورا عن التدخل في
الشأن اليمني الداخلي .
بعيدا عن الكثير من الأدلة التي تؤكد تورط إيران في
أحداث صعده الدامية والإجرامية , كالعثور على أسلحة إيرانية الصنع او الانحياز
الواضح والمشين في تغطية بعض وسائل الإعلام الإيرانية لأحداث صعده بتحولها الى
أبواق تتحدث باسم متمردي ومخربي صعده الى المدافعة عنهم وعن مطالبهم التآمرية او
غيرها من الأدلة الأخرى , بعيدا عن ذلك نسرد تصريحات الدكتور/علي نوري زاده رئيس
مركز الدراسات العربية في إيران الجريئة لقناة الB.B.C)) الفضائية برنامج أجندة
مفتوحة الذي بُث قبل بضعة أيام حين قال زاده: (أن القيادة الإيرانية تدعم جماعة
الحوثي في صعده وأن بعض مقاتلي الحركة تلقوا التدريبات في إيران ).
و في معرض
تصريحاته ومداخلاته في البرنامج التلفزيوني السالف الذكر أكد زاده أن المعارضة
الإيرانية حذرت الحكومة من مغبة التدخل في الشأن اليمني والفلسطيني , قائلا كان
بالإمكان احتواء مشكلة صعده وتحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين لولا
التدخل الإيراني والمخططات الإيرانية التي تسعى الى إقامة دولة شيعية تمتد من شمال
اليمن الى المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية التي تدعم الحكومة
الإيرانية انفصالها عن السعودية !! وبالعودة الى التصريحات الإيرانية المتتالية في
الثلاثة الأسابيع الماضية التي ذهبت وتذهب الى اتهام المملكة العربية السعودية
بالمشاركة في شن غارات جوية على المناطق اليمنية الحدودية , يتضح أن إيران تسوق تلك
التصريحات من باب الإساءة للعلاقات اليمنية السعودية المتينة وعدم لفت الأنظار
اليها والى تدخلها الواضح والفاضح في الشأن اليمني الداخلي ,كما أنها تكشف حجم
العداوة التي تضمرها إيران للأمة العربية عموما وللملكة العربية السعودية خصوصا
.
لهذا وبعد أن تأكدنا وأكدنا دور إيران في دعم ومساندة عصابة التمرد والتخريب
الحوثية التي بدأت بفتنة مران في 2004 , مرورا بالعديد من الأحداث الدموية المؤسفة
التي ارتكبتها هذه العصابة في مناطق مختلفة من محافظتي صعده وعمران او غيرها من
المحاولات التي طالت محافظتي الجوف ومأرب وحتى الأحداث الجارية في بعض مناطق محافظة
صعده وحرف سفيان , نجد أنفسنا مضطرين الى مطالبة الحكومة اليمنية بقطع العلاقات مع
إيران وطرد سفيرهم من صنعاء , وهذا أصبح مطلباًً شعبياً لعدم جدوى رسائل الخارجية
اليمنية واحتجاجاتها على السياسة الإيرانية تجاه اليمن .
ولأن ما يدور في صعده
شأن داخلي وليس من حق أي دولة التدخل في ذلك ,وفوق هذا وذاك أبناء القوات المسلحة
والأمن البواسل قادرون على حسم المعركة في زمن قياسي لولا حرص القيادة السياسية على
حقن الدماء والتسامح مع العملاء أكثر من مرة ومنحهم الفرصة تلو الأخرى, إضافة الى
استخدام المدنيين من قبل عصابة التمرد كدروع بشرية وإجبار المواطنين وصغار السن على
المشاركة في صفوفهم وغيرها من الوسائل والطرق الإجرامية والملتوية كادعائهم حماية
المذهب الزيدي الذي انقلبوا عليه الى المذهب الإثنى عشري الغريب والدخيل على بلادنا
, بل أنهم بعيدون عن الزيدية كل البعد يتشدقون بها لكسب تعاطف بعض المواطنين , ومع
هذا فقد اقتربت ساعة الحسم وباتت نهايتهم وشيكة, ليذهبوا مع أعوانهم وكل مخططاتهم
التآمرية الى مزبلة التاريخ .
الأوضاع الراهنة والتحديات المحدقة بالوطن من كل
صوب تفرض علينا الوقوف صفا واحدا في وجه هذه التحديات وتغليب مصلحة الوطن على ما
عداها من المصالح الأخرى , لأن الوطن ليس ملكا شخصيا للحكومة او المعارضة وليس سلعة
في المزاد ,بل هو ملك للجميع لا يجوز شرعا وقانونا أن يكون محورا للمكايدات
والمزايدات وتصفية الحسابات بين القوى السياسية المختلفة , إلا أن ما يستغرب له
فعلا في هذا الشأن هو موقف أحزاب اللقاء المشترك من جرائم عصابة التمرد في محافظة
صعده ,وأيضا تقاعس وتقصير وغياب دور معظم وسائل الإعلام المحلية الذي لا يرتقي الى
مستوى الأحداث والتحديات التي تتربص بوطننا وثرواتنا ومعتقداتنا وهويتنا وحضارتنا
.
maroufdrain@hotmail.com