في الحلقة السابقة كتبت وكما دونه التاريخ وفي كتب
السير والذي اتفق عليه المؤرخون حيث وقد ورد بان الرسول (صلي الله عليه وسلم ) في
العام السادس الهجري توجه بدعوة القبائل العربية المجاورة خارج الجزيرة العربية
وملوك وأمراء دويلات مجاورة وإمبراطوريتي الروم والفرس إلى الإسلام فأرسل الرسائل
التي حملت الدعوة إلي دين الإسلام وحملت السلام والطابع السلمي ولأجل تعريفك عزيزي القاري وليستطيع كلنا منا الرد علي
أهل الافتراء والكذب الطاعنين في دين الإسلام والرسول (ص) بان الرسول (صلي الله
عليه وسلم ) لم يدعو إلي الإسلام بالسيف ولم يستخدم أي نوع من أنواع القوة المضرة
جسمانيا تجاه غير المسلمين لإدخالهم في دين الإسلام وإنما كان منه (صلي الله عليه
وسلم ) إظهار الدلائل وطرح البراهين وشرح معجزات الله الربانية سبحانه في خلق الكون
كما أشار لها في القران الكريم كتاب ودستور دين الإسلام والذي هو في حد ذاته معجزة
وهنا في مقالي هذا لزوما علي أن أرد نصوص تلك الرسائل التي أرسلها الرسول (ص) إلي
ملوك وأمراء دويلات مجاورة وإمبراطوريتي الروم والفرس ولإثبات لكل مفتري كاذب من
أعداء الإسلام من أهل كفر وإشراك ممن في الغرب بان دين الإسلام لم ينتشر في البلدان
التي فتحت بالسيف والقوة ولم يكن الإجبار لغير المسلمين كما يروج له في أوروبا
اليوم وسيتضح لك عزيزي القاري من نصوص الرسائل التي أرسلها الرسول (ص) ونورد بعضها
لك وبالنص وهي كما يلي : (1) نص رسالة النبي( صلى الله عليه وسلم) إلى (ملك
الحبشة ) والتي وردت بالنص الآتي (بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى
النجاشي عظيم الحبشة سلام على من اتبع الهدى.
أما بعد فإني أحمد إليك الذي
لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله
وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى من روحه ونفخه كما خلق
آدم بيده.
وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وأن تتبعني
وتوقن بالذي جاءني فإني رسول الله.
وإني ادعوك وجندك إلى الله عز وجل وقد
بلغتُ ونصحت فاقبلوا كذا نصيحتي والسلام على من تتابع الهدى (وذيلت الرسالة باسم
محمد رسول الله وبعلامة ختمه صلي الله عليه وسلم ) (2) نص رسالة النبي( صلى الله
عليه وسلم) إلى (ملك الروم ) والتي وردت بالنص الآتي (بسم الله الرحمن الرحيم من
محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم.
السلام على من اتبع الهدى.
أما
بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فعليك إثم
الأريسيين.
يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا
الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا
اشهدوا بأنا مسلمون ) (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة ختمه صلي الله
عليه وسلم ) (3) نص رسالة النبي( صلى الله عليه وسلم) إلى (كسرى أبرويز) ملك فارس
والتي وردت بالنص الآتي ( بسم اللّه الرحمن الرحيم.
من محمَّد رسول اللّه إلى
كسرى عظيم فارس.
سلام على من اتّبع الهدى وآمن باللّه ورسوله وشهد أن لا إله
إلاَّ اللّه وحده لا شريك له وأنَّ محمَّداً عبده ورسوله أدعوك برعاية اللّه فإنّي
أنا رسول اللّه إلى النّاس كافة لينذر من كان حيّاً ويحقّ القول على الكافرين أسلم
تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس) (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة ختمه
صلي الله عليه وسلم).
وقد كان الرد من كسرى عظيم فارس عندما وصله رسالة الرسول
(ص) أن أخذه الغضب ومزق الكتاب وبعث إلى عامله باليمن أن يغزو محمَّداً ويبعث إليه
برأسه وأرسل إلى النبيّ (ص) وخلال ذلك مات كسرى وانتقل ملكه إلى ابنه (شيرويه) وعرف
الرسول (ص) بموت كسرى فأخبر رسل بازان عامله على اليمن حين ذهبوا إلي الرسول (ص)
حاملين رسالة من بازان بموت (كسرى أبرويز) ورغب إليهم أن يكونوا رسله إلى بازان
يدعونه إلى الإسلام وكان الأمر كذلك فاستجاب له بازان وجماعة من النّاس ودخلوا في
الإسلام وبقي بازان عاملاً للنبيّ (ص) على اليمن.
(4) نص رسالة النبي صلى الله
عليه وسلم إلى (عظيم قبط مصر ) والتي وردت بالنص الآتي ( بسم الله الرحمن
الرحيم.
من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط.
سلام على من اتبع
الهدى.
أما بعد.
فإني ادعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين
فإن توليت فعليك أثم القبط.
يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن
تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون( (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة
ختمه صلي الله عليه وسلم) (5) نص رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) (ملك البحرين)
والتي وردت بالنص الآتي ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المنذر بن
ساوي سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله غيره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمداً عبده ورسوله أما بعد.
فإني أذكرك الله عز وجل فإنه من ينصح فإنما ينصح
لنفسه. .
وأنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني ومن نصح لهم فقد نصح لي وان
رسلي قد أثنوا عليك خيراً وإني قد شفعتك في قومك فاترك للمسلمين ما أسلموا لله
وعفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على
دينه وسنته فعليه الجزية ) (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة ختمه صلي
الله عليه وسلم).
(6) نص رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى( أمير دمشق)
والتي وردت بالنص الآتي (بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمَّد رسول اللّه إلى الحارث
بن أبي شمر سلام على من اتّبع الهدى وآمن باللّه وصدق وإنّي أدعوك أن تؤمن باللّه
وحده لا شريك له يبق ملكك ) (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة ختمه صلي
الله عليه وسلم).
وقد كان الرد من الحارث عندما وصله رسالة الرسول (ص) أن رمى
بالرسالة إلي الأرض وقال من ينزع ملكي مني ؟ وأخذ يعد العدّة لقتال المسلمين وطلب
من هرقل يستأذنه في أن يبعث جيشاً لحرب النبيّ (ص) ويتولى قيادته بنفسه ولكنَّ هرقل
لم يوافق على رأي الحارث وطلب منه أن يأتي إليه ليرافقه إلى زيارة بيت المقدس ولم
يكن ليتصوّر أنَّ تلك الدعوة من النبيّ (ص) سيقيض لها النجاح العاجل وأنَّ بلاد
الشام وفلسطين وأكثر المناطق التي كانت تخضع لحكم الرومان ستكون بعد سنوات قليلة
خاضعة لدين الإسلام الذي لا زال إلى اليوم سائداً فيها.
(7) كما بعث النبيّ
(ص) إلى أمير بصري من ولايات الروم مثل ما بعث به إلى أمير دمشق وحمل الكتاب
الحارث بن عمير الأزدي فاعترضه في الطريق شرحبيل بن عمرو الغساني ولما عرفه أنَّه
من رسل محمَّد (ص) أمر بقتل رسول الله (ص) فقتل وعندما ترامت هذه الأخبار إلى
المسلمين في المدينة ثارت ثائرتهم وأظهرت لهم أنَّ علاقتهم بالرومان محفوفة
بالمكارة والمخاطر ولن تستقيم إلاَّ بعد بذل جهود شاقة. . .
مما استعرضناه أعلاه
لنصوص رسائل رسول الله (ص) وتبين بان الرسول (ص) اعتمد التبليغ والدعوة بالكلمة
والنصح والموعظة الحسنه ومن الوهلة الأولي إذ وجه رسائله(صلي الله علية وسلم ) إلي
الملوك والأمراء لتلك البلدان كونهم ولاة الأمر وكونهم من يحكم شعوبهم واحتراما
لملكهم ولأجل الحرص علي الود معهم ولم يتجاوزهم كملوك وأمراء فبداء بدعوتهم وانه
كانت وسيلته (صلي الله علية وسلم ) ويتضح هذا انه(صلي الله علية وسلم ) كان يعرض
علي الملوك في رسائل انه من اسلم من الملوك بأنه سيكون علي ملكه ولن ينزع منه ملكه
بعد إسلامه كملك وشعبه وذلك لان الرسول (ص) لم يكن يسعي لملك ولا إمارة ولم يكن
يريد مصادرته من احد من ملوك أو أمراء.
ومما استعرضناه نرد علي كل الطاعنين في
دين الإسلام بالقول لهم بان نشر دين الإسلام لم يكن بالسيف ولم يكن إجبارا و يتضح
جليا من نصوص الرسائل المرسلة من الرسول (ص) إلي الملوك والأمراء ولما حملت الرسائل
من طابع (سلمي) وأكثر من ذلك أراد الرسول (ص) من خلاله تلك لرسائل أن تكون العلاقات
بين المسلمين وتلك البلدان وشعوبها وملوكها وأمرائها ممن لا يرغبون الدخول في دين
الإسلام بعد التبليغ به قائمة على المودة والاطمئنان وعليه لم يكن(صلي الله عليه
وسلم ) يشير إلي القوة واستخدام السيف والتهديد به عند دعوته للإسلام
.
s_hz208@hotmail. com
السير والذي اتفق عليه المؤرخون حيث وقد ورد بان الرسول (صلي الله عليه وسلم ) في
العام السادس الهجري توجه بدعوة القبائل العربية المجاورة خارج الجزيرة العربية
وملوك وأمراء دويلات مجاورة وإمبراطوريتي الروم والفرس إلى الإسلام فأرسل الرسائل
التي حملت الدعوة إلي دين الإسلام وحملت السلام والطابع السلمي ولأجل تعريفك عزيزي القاري وليستطيع كلنا منا الرد علي
أهل الافتراء والكذب الطاعنين في دين الإسلام والرسول (ص) بان الرسول (صلي الله
عليه وسلم ) لم يدعو إلي الإسلام بالسيف ولم يستخدم أي نوع من أنواع القوة المضرة
جسمانيا تجاه غير المسلمين لإدخالهم في دين الإسلام وإنما كان منه (صلي الله عليه
وسلم ) إظهار الدلائل وطرح البراهين وشرح معجزات الله الربانية سبحانه في خلق الكون
كما أشار لها في القران الكريم كتاب ودستور دين الإسلام والذي هو في حد ذاته معجزة
وهنا في مقالي هذا لزوما علي أن أرد نصوص تلك الرسائل التي أرسلها الرسول (ص) إلي
ملوك وأمراء دويلات مجاورة وإمبراطوريتي الروم والفرس ولإثبات لكل مفتري كاذب من
أعداء الإسلام من أهل كفر وإشراك ممن في الغرب بان دين الإسلام لم ينتشر في البلدان
التي فتحت بالسيف والقوة ولم يكن الإجبار لغير المسلمين كما يروج له في أوروبا
اليوم وسيتضح لك عزيزي القاري من نصوص الرسائل التي أرسلها الرسول (ص) ونورد بعضها
لك وبالنص وهي كما يلي : (1) نص رسالة النبي( صلى الله عليه وسلم) إلى (ملك
الحبشة ) والتي وردت بالنص الآتي (بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى
النجاشي عظيم الحبشة سلام على من اتبع الهدى.
أما بعد فإني أحمد إليك الذي
لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله
وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى من روحه ونفخه كما خلق
آدم بيده.
وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وأن تتبعني
وتوقن بالذي جاءني فإني رسول الله.
وإني ادعوك وجندك إلى الله عز وجل وقد
بلغتُ ونصحت فاقبلوا كذا نصيحتي والسلام على من تتابع الهدى (وذيلت الرسالة باسم
محمد رسول الله وبعلامة ختمه صلي الله عليه وسلم ) (2) نص رسالة النبي( صلى الله
عليه وسلم) إلى (ملك الروم ) والتي وردت بالنص الآتي (بسم الله الرحمن الرحيم من
محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم.
السلام على من اتبع الهدى.
أما
بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فعليك إثم
الأريسيين.
يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا
الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا
اشهدوا بأنا مسلمون ) (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة ختمه صلي الله
عليه وسلم ) (3) نص رسالة النبي( صلى الله عليه وسلم) إلى (كسرى أبرويز) ملك فارس
والتي وردت بالنص الآتي ( بسم اللّه الرحمن الرحيم.
من محمَّد رسول اللّه إلى
كسرى عظيم فارس.
سلام على من اتّبع الهدى وآمن باللّه ورسوله وشهد أن لا إله
إلاَّ اللّه وحده لا شريك له وأنَّ محمَّداً عبده ورسوله أدعوك برعاية اللّه فإنّي
أنا رسول اللّه إلى النّاس كافة لينذر من كان حيّاً ويحقّ القول على الكافرين أسلم
تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس) (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة ختمه
صلي الله عليه وسلم).
وقد كان الرد من كسرى عظيم فارس عندما وصله رسالة الرسول
(ص) أن أخذه الغضب ومزق الكتاب وبعث إلى عامله باليمن أن يغزو محمَّداً ويبعث إليه
برأسه وأرسل إلى النبيّ (ص) وخلال ذلك مات كسرى وانتقل ملكه إلى ابنه (شيرويه) وعرف
الرسول (ص) بموت كسرى فأخبر رسل بازان عامله على اليمن حين ذهبوا إلي الرسول (ص)
حاملين رسالة من بازان بموت (كسرى أبرويز) ورغب إليهم أن يكونوا رسله إلى بازان
يدعونه إلى الإسلام وكان الأمر كذلك فاستجاب له بازان وجماعة من النّاس ودخلوا في
الإسلام وبقي بازان عاملاً للنبيّ (ص) على اليمن.
(4) نص رسالة النبي صلى الله
عليه وسلم إلى (عظيم قبط مصر ) والتي وردت بالنص الآتي ( بسم الله الرحمن
الرحيم.
من محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط.
سلام على من اتبع
الهدى.
أما بعد.
فإني ادعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين
فإن توليت فعليك أثم القبط.
يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم
ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن
تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون( (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة
ختمه صلي الله عليه وسلم) (5) نص رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) (ملك البحرين)
والتي وردت بالنص الآتي ( بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المنذر بن
ساوي سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله غيره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمداً عبده ورسوله أما بعد.
فإني أذكرك الله عز وجل فإنه من ينصح فإنما ينصح
لنفسه. .
وأنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني ومن نصح لهم فقد نصح لي وان
رسلي قد أثنوا عليك خيراً وإني قد شفعتك في قومك فاترك للمسلمين ما أسلموا لله
وعفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على
دينه وسنته فعليه الجزية ) (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة ختمه صلي
الله عليه وسلم).
(6) نص رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى( أمير دمشق)
والتي وردت بالنص الآتي (بسم اللّه الرحمن الرحيم من محمَّد رسول اللّه إلى الحارث
بن أبي شمر سلام على من اتّبع الهدى وآمن باللّه وصدق وإنّي أدعوك أن تؤمن باللّه
وحده لا شريك له يبق ملكك ) (وذيلت الرسالة باسم محمد رسول الله وبعلامة ختمه صلي
الله عليه وسلم).
وقد كان الرد من الحارث عندما وصله رسالة الرسول (ص) أن رمى
بالرسالة إلي الأرض وقال من ينزع ملكي مني ؟ وأخذ يعد العدّة لقتال المسلمين وطلب
من هرقل يستأذنه في أن يبعث جيشاً لحرب النبيّ (ص) ويتولى قيادته بنفسه ولكنَّ هرقل
لم يوافق على رأي الحارث وطلب منه أن يأتي إليه ليرافقه إلى زيارة بيت المقدس ولم
يكن ليتصوّر أنَّ تلك الدعوة من النبيّ (ص) سيقيض لها النجاح العاجل وأنَّ بلاد
الشام وفلسطين وأكثر المناطق التي كانت تخضع لحكم الرومان ستكون بعد سنوات قليلة
خاضعة لدين الإسلام الذي لا زال إلى اليوم سائداً فيها.
(7) كما بعث النبيّ
(ص) إلى أمير بصري من ولايات الروم مثل ما بعث به إلى أمير دمشق وحمل الكتاب
الحارث بن عمير الأزدي فاعترضه في الطريق شرحبيل بن عمرو الغساني ولما عرفه أنَّه
من رسل محمَّد (ص) أمر بقتل رسول الله (ص) فقتل وعندما ترامت هذه الأخبار إلى
المسلمين في المدينة ثارت ثائرتهم وأظهرت لهم أنَّ علاقتهم بالرومان محفوفة
بالمكارة والمخاطر ولن تستقيم إلاَّ بعد بذل جهود شاقة. . .
مما استعرضناه أعلاه
لنصوص رسائل رسول الله (ص) وتبين بان الرسول (ص) اعتمد التبليغ والدعوة بالكلمة
والنصح والموعظة الحسنه ومن الوهلة الأولي إذ وجه رسائله(صلي الله علية وسلم ) إلي
الملوك والأمراء لتلك البلدان كونهم ولاة الأمر وكونهم من يحكم شعوبهم واحتراما
لملكهم ولأجل الحرص علي الود معهم ولم يتجاوزهم كملوك وأمراء فبداء بدعوتهم وانه
كانت وسيلته (صلي الله علية وسلم ) ويتضح هذا انه(صلي الله علية وسلم ) كان يعرض
علي الملوك في رسائل انه من اسلم من الملوك بأنه سيكون علي ملكه ولن ينزع منه ملكه
بعد إسلامه كملك وشعبه وذلك لان الرسول (ص) لم يكن يسعي لملك ولا إمارة ولم يكن
يريد مصادرته من احد من ملوك أو أمراء.
ومما استعرضناه نرد علي كل الطاعنين في
دين الإسلام بالقول لهم بان نشر دين الإسلام لم يكن بالسيف ولم يكن إجبارا و يتضح
جليا من نصوص الرسائل المرسلة من الرسول (ص) إلي الملوك والأمراء ولما حملت الرسائل
من طابع (سلمي) وأكثر من ذلك أراد الرسول (ص) من خلاله تلك لرسائل أن تكون العلاقات
بين المسلمين وتلك البلدان وشعوبها وملوكها وأمرائها ممن لا يرغبون الدخول في دين
الإسلام بعد التبليغ به قائمة على المودة والاطمئنان وعليه لم يكن(صلي الله عليه
وسلم ) يشير إلي القوة واستخدام السيف والتهديد به عند دعوته للإسلام
.
s_hz208@hotmail. com