الشرجبي
متأخراً ويضيع الصلوات ويقضي نهار رمضان في النوم.
فإليكم أعزائي القراء
أنموذجاً لشخص صائم ولكن...
صحا من نومه متأخراً وهو يتثاءب ببطء ينظر في ساعته
لقد فاتته صلاة الظهر مع الجماعة في المسجد وقال في نفسه لا بأس أنا صائم وأريد أن
أنام قليلاً،ثم جاءت زوجته توقظه
للصلاة فقد أوشك وقتها على الانقضاء يصيح في وجهها ويقول لا تعلمين بأني صائم وأريد
أن أنام؟ أنا متعب وجائع وفي إجازة من العمل والصلاة لن تهرب طبعاً فهي الصلاة ولن
تهرب أما إذا كان مسلسلاً ما كان فوته أبداً.
أتعلمون لماذا لم يستطع الاستيقاظ
ليؤدي الصلاة ببساطة لأنه منهك من السهر وهو مرهق فالنوم الطويل حرمه كثيراً من
الملذات فقد حرم من لذة الجوع في الصيام ولذة الصبر على القيام وحلاوة غض البصر
وإمساك اللسان وأثقله كثر ما ألقى في معدته من مأكولات ومشروبات في السحور ومن قبله
وقت الإفطار فهو لاشك معلول قد جذبته تلك الشهوات بثقلها على الأرض فالتصق بالتراب
بدلاً من أن يرتفع بصيامه إلى العلياء وأحدثت في معدته تحولاً مفاجئاً وانقلاباً
رهيباً لا طاقة له به كادت تنفجر أو أوشكت تضره لكثرة الامتلاء وشدة الثقل والجذب
ولما هدأت العاصفة وسكنت أعقبها كسل وفتور ونوم وخمول مما جعله يحس بنشوة نصر مزيف
على نفسه، لقد أعتقد أنه عمل حساباً للصيام وأستعد له فأخذ إجازته السنوية ليستطيع
أن يرتاح وينام لأن يوم الصيام طويل وشاق ولا يريد أن يحس بالتعب في العمل أو يشعر
بالجوع، فهو بذلك يجهل المعنى الحقيقي للصيام.