;

رمضانيات:(ردود على افتراءات ضد الإسلام ):الدخول في الإسلام لم يكن مفروضا على أحد من البشر..الحلقة الثامنة 1166

2009-09-14 11:36:19

شكري
عبدالغني الزعيتري


مواصلة لما سبق أن كتبته في الحلقات السابقة كردود علي افتراءات كاذبة
يقولها ويرددها ويروج لها أهل كفر وإشراك من أعداء الإسلام في الغرب لدي شعوب
أوروبا والذي بداء ظهورها بشكل سافر بعد هجمات 11 سبتمبر 2000م وأحداث مباني
التجارة العالمية بنيويورك ..
وبعدها ظهرت

علي لسان بابا الفاتيكان بالعام
الماضي 2007م أثناء زيارته لألمانيا وفي سياق كلمة خطاب إلقاءه أمام جمع من الحضور
من قساوسة النصرانية وحاخامات يهود وكبار رجال أعمال صهاينة وأراد بذلك الافتراء
إرضاء اليهود والتودد والتقرب إليهم وعلي حساب الإساءة والافتراء علي الدين
الإسلامي وأمة الإسلام ومن ثم بعد ذلك اخذ أعداء الإسلام في البلدان الغربية يروجون
لهذا الافتراء بين شعوب أوروبا ..
و في حلقة اليوم سأكتب الردود وبشكل آخر بان
يكون ردي مرتكزا علي إستراتيجية الهجوم لأعداء الإسلام ومن يسيرون علي حذوهم وليس
الارتكاز علي إستراتيجية الدفاع التي اعتمدها بالحلقات السابقة إذ سأطرح بعض أسئلة
أوجهها لأبناء الغرب النصارى ( جيل اليوم ) و لمن يمتلكون عقولا منهم و يفكرون بها
ليفكرون فيما بقصد إثارة تساؤلات حول ما يعبدون من دين سماوي محرف .
وإبداء
بالقول : إن ذهب أحدا من أبناء الغرب (الأوربيين ) ممن لا يعرفون عن دين الإسلام
شيئا إلي قراءة سيرة النبي( صلى الله عليه وسلم ) وتأملها سيتبين له أن رسول الله
(صلي الله علية وسلم ) لم يكره أحدا على دينه قط وانه لم يستخدم يوما السيف كما لم
يستخدم أي وسيلة عنف وقوة لإجبار إدخال غير المسلمين في دين الإسلام مهما كانت
نوعها ولم يمارس الضغوط علي احد من غير المسلمين لأجل ترك دينه بل كان يدعو
بالموعظة الحسنة امتثالا لأمر الله سبحانه القائل (لا أكراه في الدين قد تبين الرشد
من الغي ) وفي هذه الآية القرآنية نفي وفيها معنى النهي أي لا تكرهوا أحدا على
الدين .
وعليه كانت الكلمة والنصح وبالموعظة الحسنة وتقديم الدلائل والبراهين
الساطعة هي ما استخدمها رسول الله (ص) للتبليغ وللدعوة إلي دين الإسلام واستمر علي
هذا النهج الخلفاء المسلمين من بعده ( صلى الله عليه وسلم ).
فقد استجاب له( صلى
الله عليه وسلم ) ولخلفائه من بعده أكثر البشر من سكان ارض الجزيرة العربية ووسط
آسيا وشمال أفريقيا وكانت الاستجابة اختيارا ولم يكرهوا أحدا قط على الدخول في
الدين الإسلامي وإنما كان قتال المسلمين حينها لأهل الكفر والإشراك دفاعا عن أنفسهم
و دفاعا عن دعوتهم للدين الإسلامي فقد كان المسلمين يقاتلون من يحاربهم ويقاتلهم
وأما من سالم المسلمين فلم يقاتلوهم ولم يكرهوهم على الدخول في دين الإسلام
.
فالرسول (ص) قاتل من قاتله وأما من هادنه فلم يقاتله ما دام مقيم على هدنته و
لم ينقض عهده بل أمر الله تعالى رسوله (ص) أن يفي لمن عاهده وهادنه بعهده ما استقام
فقال الله تعالى (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ) .
فمثلا في ذاك الزمن كانوا
نصارى الشام ملء الشام ثم صاروا مسلمين إلا النادر فصاروا في المسلمين كالشعرة
السوداء في الثور الأبيض ..
وكذلك المجوس كانت أمة لا يحصى عددهم إلا الله
فدخلوا في دين الإسلام لم يتخلف منهم إلا النادر وصارت بلادهم بلاد إسلام
..
وكذلك اليهود أسلم أكثرهم ولم يبق منهم إلا شرذمة قليلة مقطعة في البلاد
..
فرقعة الإسلام اتسعت حينها في مشارق الأرض ومغاربها غاية الاتساع بدخول تلك
أمم البلدان التي فتحت أمام دين الإسلام .
إذ انه حين وصل إلي أهلها التبليغ
بدين الإسلام وصدقوا دين رسول الله ورسالته دخلوا في دين الإسلام وبقي من لم يدخل
منهم في دينه علي كفره أو إشراكه وهم من كل أمة اقلها .
وأمام هذا نقف قليلا
لنقول لهؤلاء أجيال اليوم من أبناء الغرب في أوروبا (يهودا ونصارى ) ممن يفترون علي
الله ورسوله ودينه بالكذب : أين تقعون انتم أجيال اليوم من تفترون كذبا وتحاولون
الطعن في دين الإسلام والإساءة لرسول الله محمد (ص) أين انتم ممن كانوا قبلكم من
أهل اليهودية و النصرانية إذ كانوا قبلكم أكثر اعتداءات وافتراءات والتي وصلت إلي
شن الحروب الكثيرة ضد الإسلام والرسول والمسلمين الأوائل و لم يكن لهم نهاية مطافهم
وحروبهم ضد الإسلام إلا أن دخل معظمهم في دين الإسلام لما عرفوا حقيقة الدين
الإسلامي الحنيف وسماحته ومبادئه وقيمه ومعاملاته ...
الخ .
فقد كان سكان
الجزيرة العربية ووسط آسيا وشمال أفريقيا من السابقين قبل نزول الإسلام معتنقين
أديان أخري غير الإسلام (النصرانية واليهودية ومنهم كانوا صابئة ومجوس وملاحده وغير
ذلك ) وحين ظهور دين الإسلام تركوا الضلال الذي كانوا فيه واعتنقوا الإسلام
..
كما نقول لأجيال اليوم من النصارى في بلدان أوروبا : وكيف يمكن برسالة رسول
تبعه أمم سابقه قبل جيلكم من الذين بلغوا مشارق الأرض ومغاربها على اختلاف طبائعهم
وأغراضهم وتباين مقاصدهم .
أمم سابقه لكم ومنهم من كانوا علي دينكم المحرف
اليهودية أو النصرانية.
وان كنتم تعقلون نقول لكم : أين يكون لرسول يكذب على
الله وعلى رسله وعلى العقل ويحل ما حرم الله ورسله ويحرم ما أحله الله ورسله أن
تتبعه أمم سابقة وتعتنق دينه ممن كانوا علي أديان أخري غير الإسلام قبلكم
.
فمعلوم إن الكاذب على الله في دعوى الرسالة هو شر خلق الله وأفجرهم وأظلمهم
وأكذبهم ولا يشك من له أدنى عقل أن إسلام أكثر الأمم السابقة وإتباع النبي محمد
(صلى الله عليه وسلم ) وخروجهم عن ديارهم وأموالهم ومعاداتهم أبائهم وأبناءهم
وعشائرهم وبذلهم نفوسهم بين يديه (صلي الله علية وسلم ) الا تيقنهم بنبوة الرسول
محمد (ص) وإيمانهم به وبدينه الإسلام إذ كان نهاية مطافهم وحروبهم ضد دين الإسلام
ورسوله (ص) .
فهذا ما يجعلكم أجيال اليوم من أبناء أوروبا (النصارى ) أن تفكروا
وتعقلوا فتسلموا تصديقا وإيمانا بنبوة رسول الله محمد (ص) ورسالته ودينه الإسلام
..
كما واسأل العاقل من امة النصرانية من أجيال اليوم في دول الغرب بأوروبا ومن
يخرج من بينهم كمعتدي علي دين الإسلام بافتراءات وادعاءات كاذبة أو من يخرج منهم
ليسئ لرسول الله برسومات أو ليمثل ويخرج وينتج أفلام تمثيلية سينمائية يحاول بها
الإساءة للإسلام والرسول محمد (ص) ولكافة امة النصرانية فأقول لكم ومن حولكم من أهل
كفر وإشراك : أين عقولكم التي اخترعت الطائرة وجهاز الكمبيوتر والانترنت وتقدمت
بالعلوم وكل وسائل التكنولوجيا الحديثة فيما انتم له عابدين (الصليب) وفيما يقال
لكم من قساوستكم وأحباركم وحاخامات اليهود من أقوال لا تدخل عقل عاقل ولا يصدقه بشر
بالقول بان رب العالمين وخالق السموات والاراضين نزل عن عرشه وكرسي عظمته ودخل في
بطن امرأة في محل الحيض والطمث عدة شهور ثم خرج من فرجها طفلا يمص الثدي ويبكي
ويكبر شيئا فشيئا ويأكل ويشرب ويبول ويصح ويمرض ويفرح ويحزن ويلد ويألم ويقصدون
بذلك النبي عيسي وأمه مريم الطاهرة (عليهما السلام ) كما يزعمون محرفيكم السابقين
فجعلوكم تتخذوه اله يعبد فأشركوا واتبعتموهم انتم بإشراككم بالله الواحد الأحد
الفرد الصمد ..؟ و كيف تصدقون قساوستكم وأحباركم وحاخامات اليهود من جيل اليوم ما
ينقلوه لكم دون تفكير وتحليل وتفنيد وقولهم في النبي عيسي (علية السلام ) انه دبر
حيلة على عدوه إبليس بأن مكن أعداءه اليهود من نفسه فأمسكوه وساقوه إلى خشبتين
يصلبونه عليهما وهم يجرونه إلى الصلب والأوباش الأراذل قدامه يسيرون وخلفه وعن
يمينه وعن يساره وهو يستغيث ويبكي فقربوه من الخشبتين ثم توجوه بتاج من الشوك
وأوجعوه صفعا ثم حملوه على الصليب وسمروا يديه ورجليه وجعلوه بين الصليب وهو أي
النبي عيسي (علية السلام ) الذي اختار هذا بنفسه ولنفسه لتتم له الحيلة على إبليس
ليخلص آدم وسائر أبناء البشر من سجنهم ففداهم بنفسه حتى خلصوا من سجن إبليس ..
؟
وكيف اتفق هذا عندكم وانتم اليوم جيل العلم والتكنولوجيا والعقول الناضجة من امة
النصرانية ..
؟ وكيف انطلي تحريف وأكاذيب أجيال أجدادكم ممن كانوا قبلكم علي
أحباركم اليوم ورهبانكم وقسيسكم والزهاد والعباد والفقهاء فيكم من جيل هذا العصر
ولم يعوا ولم تعوا (عامة) أبناء أوروبا النصارى أكاذيب وافتراءات المحرفين السابقين
فأصبحوا رهبانكم وقسيسكم والزهاد والعباد والفقهاء فيكم يسيرون وأصبحتم أجيال اليوم
بعدهم تسيرون علي نهج الأولين المكذبين المحرفين فيما ذكروه وافتروه كذبا علي الله
الخالق الواحد والقول في معبودهم وإلههم الذي اتخذوه وهو بشرا مخلوق مرسل النبي
عيسي ابن مريم (عليهما السلام ) حتى انه قال قائل منهم أولئك السابقين المحرفين
المكذبين أن اليد التي خلقت آدم هي التي باشرت المسامير وناولت الصلب ...
؟ وكيف
اتفاقكم (أجيال اليوم أهل النصرانية ) على تصديق ما قالوه أولئك اليهود السابقين
المحرفين وهم من حاربوا نبيكم عيسي ابن مريم (عليهما السلام) وكذبوا نبوته ونادوا
سرا وجهرا بكذبهم على الله وشتمهم له أقبح شتم وكذبهم على المسيح عيسي ابن مريم
(عليهما السلام) وتبديلهم دينه وعادوه وبراء منهم عيسي ابن مريم (عليهما السلام )
وبروا منه..
؟ وكيف يكون لأمة النصرانية أجيال اليوم من وصلوا بعقولهم إلي
الفضاء والتقدم بالعلوم الحديثة والتكنولوجيا وبما يشير بأنكم جيل يفكر ويتدبر
ويعقل بان صدقتم أن معبودكم وإلهكم (صلب ) ..
؟ .كما وكيف يمكن للإله أن يقتله
أنفار من البشر هو خلقهم فيغلبوا خالقهم ...
؟ وكيف بعد الصلب للإله علي الصليب
قامت امة النصرانية (سابقا ) أن عمدت إلى الصليب فعبدته وعظمته وكان ينبغي لها أن
تحرق كل صليب تقدر على إحراقه وبأن تهينه غاية الإهانه إذ انه صلب عليه إلهها الذي
قال المحرفين السابقين قبلكم وزعموا تارة أنه الله وتارة يقولون أن النبي عيسي
(عليه السلام ) ابن الله ..
وتارة يقولون ثالث ثلاثة وتسيرون انتم أجيال اليوم
علي حذوهم في عبادة الصليب وتأله النبي عيسي وأمه الطاهرة مريم (عليهما السلام
)...؟ .
فجحدوا حق خالقهم وجحدتم ..
وأشركوا وأشركتم ..
وكفروا بالله
الواحد أعظم كفر وسبوه أقبح مسبة وفعلتم مثلهم ..
وجحدوا حق عبده ورسوله النبي
عيسي (علية السلام ) وجحدتم ..
وكذبوه نبيا مرسل من الله خالقه وخالقنا جميعا
وانتم اليوم تتفقون معهم (نسل اليهود قتلة الأنبياء ) وهم منبع المؤامرة والتحريف
لدين الإنجيل دينكم أبناء أوروبا ) وهم اليهود من كانوا المحاربين لنبيكم عيسي
(علية السلام ) وقبله التحريف لكتاب دينهم التوراة وتكذيبهم لنبيهم موسي عليه
السلام فأمنتم انتم جيل اليوم من (النصارى ) بكل الافتراءات والكذب علي الله سبحانه
وتعالي وعلي نبيه عيسي (علية السلام ) .واختم عزيزي القاري برجائي منك والقول لك :
أن كنت تمتلك مهارة الحديث لأحد لغات بلدان أوروبا (الانجليزية أو الفرنسية أو
الألمانية أو الايطالية أو غيرها ) أن تعمل علي ترجمة هذا المقال و التساؤلات التي
وردت فيه والتي هي موجهة لأبناء الغرب (النصارى ) جيل اليوم وترسلها لمن تستطيع من
أبناء الغرب قي أوروبا عبر الانترنت أو أي وسيلة تتوافر لك (فتكسب أجر جهادك
بالدفاع عن دينك الإسلام) وخاصة ونحن في هذا الشهر الكريم (رمضان المبارك ) الذي
فيه الأجر والحسنات مضاعفة .
وهذا اقل ما يمكن أن نقدمه طاعة الله تعالي فيما
يخص فريضة الجهاد وهو الفرض الذي فرضه الله علي المسلمين فليس الجهاد بالسيف والقوة
العسكرية كوسائل لجهاد (فقط) فالكلمة والقلم هي أيضا احد وسائل الجهاد وهي اليوم
أكثر تأثيرا وأهمية.


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد