;

العراق وحزب الله اللبناني وحوثيو اليمن 828

2009-09-15 03:14:32

نجاة
المضحكي


إن الجرائم البشعة ضد النساء والأطفال لم تتوقف
على أهل العراق، وذلك عندما قامت بعض المليشيات بجرائم الإبادة لسكان بعض المدن
العراقية، وها هم الحوثيون اليوم يمارسون أبشع الانتهاكات ضد المستضعفين من الرجال
والنساء والولدان، عندما قاموا بقتل ست نساء وعشرة أطفال بدعوى تعاونهم مع القوات
الحكومية، نعم.

اليوم الحوثيون لا
يدافعون عن مظلومية كما كانت بداية إعلان حركتهم، بل يخوضون حرباً لأجل دولة جديدة،
كما حصل في العراق بالضبط، وها هي الدولة الثانية تحاول أن تنبثق بنفس الأسلوب، كما
نرى اليوم من تشاورات وزيارات بين نفس المجموعات لتعيد دراسة خططها، وتطور أساليبها
للوصول إلى لحظة الانطلاق?.
ليوم عرف المسلمون الفكر الدموي الذي بني عليه تأسيس
الدول الجديدة المدعومة من الدولة الأم، وها هي اليوم الجرائم ضد الشعب العراقي
والشعب اليمني تشهد على هذا الفكر الذي يريد أن يبسط هيمنته على الأمة الإسلامية
ولو كان الثمن إبادة مليار مسلم، ولكن العتب ليس على دولة الأم وأتباعها وإنما على
الدول العربية التي مازالت تغض الطرف عن ما يحصل للمسلمين من تقتيل وتنكيل في
العراق واليوم في اليمن التي تواجه التمرد الحوثي المدعوم بالمال والسلاح من الدولة
الأم وبعض المناصرين في دول الخليج? ونرى أن التهافت على دولة العراق وبناء علاقات
دبلوماسية واقتصادية معها، جعل لهذا الفكر دافعاً قوياً لمواصلة الطريق، بحيث أصبح
في نهاية الأمر سيتم التسليم به وقبوله كحكومة شرعية، وهذا أظن - لا قدر الله - لو
تمكن الحوثيون من الوصول إلى الحكم، ستصبح حكومة شرعية تسارع إليها الدول العربية
لمباركتها وفتح علاقات جديدة معها، وكذلك يمكن قبولها كعضو في مجلس التعاون الخليجي
كما تم قبول العراق بعدما تم إعدام رئيس الدولة من قبل الحكومة الجديدة، وكذلك
إبادة مئات الآلاف من الشعب العراقي، إلا أن جرائمها قد غفر لها وأصبحت من طي
الماضي، وحلت مكانها المجاملات والتبريكات، بل أصبحت مثالاً يحتذى به في دول الخليج
لبعض الأحزاب التي تسير على نفس المنهج والذي بدأ بنفس تنظيم الحوثيين، والآن ها هم
الحوثيون ينتقلون من تنظيم سياسي بسيط إلى أن تنامت شعبيته وصار يطلق شعارات الدولة
الجديدة، إلى أن أصبح قوة عسكرية تقف في وجه الحكومة وتفرض سيطرتها على حدود
الدولة، كما أصبحت قوة تأخذ في الحسبان، وذلك كما حصل لها من اعتراف عندما تم عقد
اتفاق المصالحة بينها وبين الحكومة اليمنية برعاية دولة قطر، مما أضاف لها الهيئة
الرسمية حالها كحال حزب الله في لبنان هذا الدور قد نرى منه تشابهاً في بعضه عندنا
في البحرين والذي ظهرت فيه المطالبة بإجراء حوار بين القيادة وبعض المعارضة، والذين
يريدون أن تكون لهم شرعية داخل البلاد، ومن ثم تحدث المصادمات إلى أن تتحول
الوساطات بين الحكومة والمعارضة إلى قضية تتدخل فيها الدول للمصالحة، وهكذا هي
الخطة الممنهجة التي لا تحتاج إلى تفصيل أو توضيح، لكن التغافل عنها كما تم تغافل
الحكومة اليمنية عن التنظيم الحوثي في بدايته، ستكون حتماً النهاية متشابهة?.
حن
تضيق صدورنا لما حصل للعراق، وكذلك ما يحصل في اليمن، ولكن عندما يحصل هذا في بلدنا
لا قدر الله فلا مجال لضيق الصدور أو التكدر، هناك مؤشرات خطيرة ألا وهي حالات
القتل التي تعرض لها الأبرياء، وكذلك حرق الأملاك وغيرها من تهديدات، فقد استحل
المراجع في العراق دماء الشعب العراقي، وكما استحل حزب الله دماء اللبنانيين، وكذلك
يفعل الحوثيون اليوم وذلك في سبيل انبثاق دولة جديدة فهل نعي الدرس؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد