صادق عبدو
شكلت الحرب الدائرة في صعدة نقطة تحول مهمة في
مشاعر اليمنيين تجاه إيران وثورتها الخمينية، فبعد أن كان اليمنيون يبدون تعاطفاً
كبيراً مع إيران التي تقاوم المشاريع الأميركية، وبعد المساعدات الكبيرة التي كانت
تقدمها طهران لليمن، ورمزها المستشفى الإيراني الضخم في العاصمة صنعاء، تحولت إيران
في عهد الرئيس أحمدي نجاد إلى دولة تدس أنفها في الشأن الداخلي لليمنيين من خلال
دعمها حركة التمرد التي يقودها أتباع حركة الحوثي في صعدة، سواء بالسلاح أو بالمال
أو بالخبرات العسكرية.
وعلى
الرغم من أن طهران نفت في أكثر من مناسبة أي علاقة لها بدعم الحوثيين وتأكيدها على
حرصها على وحدة اليمن، إلا أن الشارع اليمني لم يعد يثق بهذه المواقف.
ويسود
انطباع عام بأن إيران لها صلة وثيقة بما يجري في محافظة صعدة وبخاصة بعد أن أظهر
الحوثيون مقدرة كبيرة على المقاومة ضد الضربات الكبيرة التي وجهها اليهم الجيش طوال
سنوات التمرد الخمس الأخيرة، وهو ما يؤكد أن طهران تمد المتمردين بالسلاح والمال،
إضافة إلى دعمهم إعلامياً محاكية في ذلك تجربة دعمها ل"حزب الله" في لبنان
.
وزاد من ذلك التهديد الصريح الذي صدر من وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي
باتخاذ قرارات صعبة في العلاقة اليمنية الإيرانية قد تصل إلى قطع العلاقات
الديبلوماسية مع طهران، وحديثه عن استدعاء سفير إيران في صنعاء وإبلاغه بموقف اليمن
الرافض دعم إيران لتمرد الحوثي.
وجاء إعلان الجيش عن عثوره على أسلحة إيرانية
في مخازن أسلحة للحوثيين في صعدة ليزيد من القناعة التي بدأت تتكرس عند المواطن
اليمني من أن إيران حاضرة في عمق المشهد الحربي القائم اليوم في صعدة.
صور الغضب
الشعبي اليمني من موقف إيران ترجمها بيان صادر عن هيئة الدفاع عن الوحدة، والذي
طالب الرئيس علي عبدالله صالح ب"قطع العلاقات الديبلوماسية مع جمهورية إيران
وإغلاق سفارتها في صنعاء مع استدعاء سفير بلادنا لدى إيران".
وأشار البيان إلى
أن "كافة أبناء اليمن الشرفاء سيعلنون عن مقاطعة السلع والمنتجات الإيرانية بكافة
أنواعها، رداً على مواقف إيران الأخيرة المساندة لحركة التمرد الحوثية، واستمرارها
في التدخل بالشؤون اليمنية والعربية".
ولم يتم الإكتفاء بذلك، فقد أجبر الغضب
الشعبي من الدور الإيراني في اليمن جامعة صنعاء على إغلاق قسم اللغة الفارسية في
الجامعة للعام الدراسي 2009 2010 بشكل نهائي، وذلك بعد عزوف جميع الطلاب اليمنيين
عن الالتحاق بهذا القسم احتجاجاً على ما أسموه "تمادي إيران في التدخل في الشؤون
الداخلية لليمن وتورطها بإشعال الفتنة فيه وإراقة الدماء اليمنية باطلاً"
.
وبحسب مصادر في الجامعة فإن "العديد من الطلاب اعتبر أن إغلاق قسم اللغة
الفارسية في جامعة صنعاء رداً واضحاً من شباب اليمن على الغطرسة المجوسية، كما أنه
جاء انتصاراً لأبطال أبناء القوات المسلحة والأمن الذين يتصدون بكل بسالة للمشروع
المجوسي في محافظة صعدة".
وأشارت المصادر نفسها إلى أن العديد من المدرسين
الإيرانيين في الجامعة غادروا بالفعل العاصمة صنعاء بفضل هذه المقاطعة ولم يتبق إلا
معلم يثير اشمئزاز طلاب وأساتذة الجامعة. . وكانت جامعة صنعاء حاولت في وقت سابق خفض
نسبة قبول الطلاب للحيلولة دون إغلاق قسم اللغة الفارسية ، بيد أن الطلاب اليمنيين
عزفوا عن هذه الإغراءات من أجل إغلاق هذا القسم.
ووصل الحال بالكثير من
اليمنيين إلى الامتناع عن الذهاب إلى المستشفى الإيراني الذي يقدم خدمات شبه مجانية
للمواطنين.
وذكرت مصادر في المستشفى أن العديد من الأطباء الإيرانيين غادر
العاصمة صنعاء وحل محلهم أطباء يمنيون، فيما أبقت طهران تمويلها لميزانية المستشفى
.
هذه المظاهر الشعبية الرافضة التدخل الإيراني في الشأن الداخلي اليمني دفعت
بالسفارة الإيرانية بصنعاء إلى إصدار بيان توضيحي ينفي فيه الاتهامات الموجهة من
بعض الصحف إلى طهران بدعم الحوثيين، ويعتبرها "كاذبة ومسيئة".
ووصفت السفارة
أنباء حصول الحوثيين على أسلحة إيرانية بأنها "أخبار كاذبة"، مشيرة إلى أن
"الاستراتيجيات في السياسة الخارجية الإيرانية تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل
وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان".
وأوضحت السفارة أنه "مع بدء الأحداث
الجارية في داخل صعدة باليمن، تم نشر الاتهامات الكاذبة والمسيئة ضد الجمهورية
الإسلامية الإيرانية، كما في السابق، في إشارة إلى الحروب الخمس السابقة، من قبل
بعض الصحف في الجمهورية اليمنية الشقيقة والتي تهيئ الفرصة وتخدم مصالح الذين
يتربصون للنيل من العلاقات بين البلدين في الداخل والخارج".
واعتبرت أن
"الاستراتيجيات في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية دوماً ما تقوم
على مبدأ الاحترام المتبادل، إضافة إلى ذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية في
البلدان، وهذه القيم ثابتة تجاه الجمهورية اليمنية الشقيقة وتطبيق هذه الرؤية
مستمرة في العلاقات المشتركة".
وجددت السفارة في بيانها التأكيد على أن
"الاتهامات والادعاءات التي تنسب إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتدخل في
الأوضاع في صعدة وموضوع نشر أنباء عن الحصول على الأسلحة الإيرانية في المنطقة،
أخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة".
المستقبل اللبنانية
مشاعر اليمنيين تجاه إيران وثورتها الخمينية، فبعد أن كان اليمنيون يبدون تعاطفاً
كبيراً مع إيران التي تقاوم المشاريع الأميركية، وبعد المساعدات الكبيرة التي كانت
تقدمها طهران لليمن، ورمزها المستشفى الإيراني الضخم في العاصمة صنعاء، تحولت إيران
في عهد الرئيس أحمدي نجاد إلى دولة تدس أنفها في الشأن الداخلي لليمنيين من خلال
دعمها حركة التمرد التي يقودها أتباع حركة الحوثي في صعدة، سواء بالسلاح أو بالمال
أو بالخبرات العسكرية.
وعلى
الرغم من أن طهران نفت في أكثر من مناسبة أي علاقة لها بدعم الحوثيين وتأكيدها على
حرصها على وحدة اليمن، إلا أن الشارع اليمني لم يعد يثق بهذه المواقف.
ويسود
انطباع عام بأن إيران لها صلة وثيقة بما يجري في محافظة صعدة وبخاصة بعد أن أظهر
الحوثيون مقدرة كبيرة على المقاومة ضد الضربات الكبيرة التي وجهها اليهم الجيش طوال
سنوات التمرد الخمس الأخيرة، وهو ما يؤكد أن طهران تمد المتمردين بالسلاح والمال،
إضافة إلى دعمهم إعلامياً محاكية في ذلك تجربة دعمها ل"حزب الله" في لبنان
.
وزاد من ذلك التهديد الصريح الذي صدر من وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي
باتخاذ قرارات صعبة في العلاقة اليمنية الإيرانية قد تصل إلى قطع العلاقات
الديبلوماسية مع طهران، وحديثه عن استدعاء سفير إيران في صنعاء وإبلاغه بموقف اليمن
الرافض دعم إيران لتمرد الحوثي.
وجاء إعلان الجيش عن عثوره على أسلحة إيرانية
في مخازن أسلحة للحوثيين في صعدة ليزيد من القناعة التي بدأت تتكرس عند المواطن
اليمني من أن إيران حاضرة في عمق المشهد الحربي القائم اليوم في صعدة.
صور الغضب
الشعبي اليمني من موقف إيران ترجمها بيان صادر عن هيئة الدفاع عن الوحدة، والذي
طالب الرئيس علي عبدالله صالح ب"قطع العلاقات الديبلوماسية مع جمهورية إيران
وإغلاق سفارتها في صنعاء مع استدعاء سفير بلادنا لدى إيران".
وأشار البيان إلى
أن "كافة أبناء اليمن الشرفاء سيعلنون عن مقاطعة السلع والمنتجات الإيرانية بكافة
أنواعها، رداً على مواقف إيران الأخيرة المساندة لحركة التمرد الحوثية، واستمرارها
في التدخل بالشؤون اليمنية والعربية".
ولم يتم الإكتفاء بذلك، فقد أجبر الغضب
الشعبي من الدور الإيراني في اليمن جامعة صنعاء على إغلاق قسم اللغة الفارسية في
الجامعة للعام الدراسي 2009 2010 بشكل نهائي، وذلك بعد عزوف جميع الطلاب اليمنيين
عن الالتحاق بهذا القسم احتجاجاً على ما أسموه "تمادي إيران في التدخل في الشؤون
الداخلية لليمن وتورطها بإشعال الفتنة فيه وإراقة الدماء اليمنية باطلاً"
.
وبحسب مصادر في الجامعة فإن "العديد من الطلاب اعتبر أن إغلاق قسم اللغة
الفارسية في جامعة صنعاء رداً واضحاً من شباب اليمن على الغطرسة المجوسية، كما أنه
جاء انتصاراً لأبطال أبناء القوات المسلحة والأمن الذين يتصدون بكل بسالة للمشروع
المجوسي في محافظة صعدة".
وأشارت المصادر نفسها إلى أن العديد من المدرسين
الإيرانيين في الجامعة غادروا بالفعل العاصمة صنعاء بفضل هذه المقاطعة ولم يتبق إلا
معلم يثير اشمئزاز طلاب وأساتذة الجامعة. . وكانت جامعة صنعاء حاولت في وقت سابق خفض
نسبة قبول الطلاب للحيلولة دون إغلاق قسم اللغة الفارسية ، بيد أن الطلاب اليمنيين
عزفوا عن هذه الإغراءات من أجل إغلاق هذا القسم.
ووصل الحال بالكثير من
اليمنيين إلى الامتناع عن الذهاب إلى المستشفى الإيراني الذي يقدم خدمات شبه مجانية
للمواطنين.
وذكرت مصادر في المستشفى أن العديد من الأطباء الإيرانيين غادر
العاصمة صنعاء وحل محلهم أطباء يمنيون، فيما أبقت طهران تمويلها لميزانية المستشفى
.
هذه المظاهر الشعبية الرافضة التدخل الإيراني في الشأن الداخلي اليمني دفعت
بالسفارة الإيرانية بصنعاء إلى إصدار بيان توضيحي ينفي فيه الاتهامات الموجهة من
بعض الصحف إلى طهران بدعم الحوثيين، ويعتبرها "كاذبة ومسيئة".
ووصفت السفارة
أنباء حصول الحوثيين على أسلحة إيرانية بأنها "أخبار كاذبة"، مشيرة إلى أن
"الاستراتيجيات في السياسة الخارجية الإيرانية تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل
وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان".
وأوضحت السفارة أنه "مع بدء الأحداث
الجارية في داخل صعدة باليمن، تم نشر الاتهامات الكاذبة والمسيئة ضد الجمهورية
الإسلامية الإيرانية، كما في السابق، في إشارة إلى الحروب الخمس السابقة، من قبل
بعض الصحف في الجمهورية اليمنية الشقيقة والتي تهيئ الفرصة وتخدم مصالح الذين
يتربصون للنيل من العلاقات بين البلدين في الداخل والخارج".
واعتبرت أن
"الاستراتيجيات في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية دوماً ما تقوم
على مبدأ الاحترام المتبادل، إضافة إلى ذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية في
البلدان، وهذه القيم ثابتة تجاه الجمهورية اليمنية الشقيقة وتطبيق هذه الرؤية
مستمرة في العلاقات المشتركة".
وجددت السفارة في بيانها التأكيد على أن
"الاتهامات والادعاءات التي تنسب إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتدخل في
الأوضاع في صعدة وموضوع نشر أنباء عن الحصول على الأسلحة الإيرانية في المنطقة،
أخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة".
المستقبل اللبنانية