د.
عبدالعزيز المقالح
عبدالعزيز المقالح
ما من قطر عربي صغيراً كان أو كبيراً إلاًَّ
ويعاني من أزمة ما، سواء اعترف بوجودها أو حاول إخفاءها؛ وربما كانت الأقطار
العربية التي أعلنت فيها الأزمات عن نفسها ستكون أحسن حظاً من تلك التي تخفي
أزماتها تحت الرماد، ثم لا تلبث أن تشتعل وتأخذ مكانها الأوسع في صدارة الأزمات
الراهنة والحاضرة في الإعلام العربي والعالمي.
وما يؤلم ويجرح أن هناك بين الأشقاء العرب من يساعد على صب
الزيت في نار الأزمات المشتعلة؛ اعتقاداً منه أن النار لن تصل إلى داره، وإذا ما
وصلت فسيكون في إمكانه إطفاؤها بسهولة لما يمتلكه من إمكانات.
وكثيراً ما قاد
ذلك الوهم أصحابه إلى ما يتنافى تماماً مع حساباتهم الخاطئة؛ والأمثلة على ذلك
كثيرة ليس في التاريخ القديم وحده، بل في التاريخ المعاصر والقريب جداً.
ومن
هنا، فإن على كل قطر عربي مسؤولية وطنية وقومية ودينية تدعوه إلى المسارعة في إطفاء
الحريق المشتعل في أي قطر عربي، سواء أكان الاشتعال كبيراً أو صغيراً، داخلياً أو
خارجياً، وعدم الوقوف موقف المتفرج؛ فالنار إذا ما اشتعلت في منزل جارك، قريباً
كان هذا الجار أو بعيداً، سوف تحملها الرياح إليك، وإذا لم تصل إليك نارها فلا أقل
من أن يصل دخانها، والدخان في حد ذاته كاف ليمنع الرؤية الصحيحة والإدراك
السليم.
والملاحظ- على نطاق واسع- أن هناك عدداً من الأقطار العربية التي تعيش
ظاهر الهدوء كثيراً ما تقف من الأزمات المشتعلة هنا وهناك موقف المتفرج، وأحياناً
موقف المبتهج، وذلك عكس ما يقتضيه الشعور القومي وتتطلبه المصلحة العربية، لا سيما
وأن وراء كل أزمة من الأزمات المشتعلة داخل هذا القطر العربي أو ذاك أهدافاً خارجية
تهدد الجميع.
ويغدو من النافل والمكرر القول بأن الكيان الصهيوني، هو المستفيد
الأكبر من كل ما تشهده أقطار الوطن العربي من فوضى وأزمات وصراعات، ومن ثم نبشها أو
استيرادها لا فرق، وكلما زاد انشغال هذه الأقطار بالثانويات وبالصراعات المرحّلة من
القرون السالفة زاد اطمئنان الكيان الصهيوني على وجوده المتناقض مع حقائق الواقع
والتاريخ، وزاده شعوره هذا بأن أمة تتآكل من داخلها لن تجد الوقت والإمكانيات التي
يمكنها من تصحيح هذا الخطأ التاريخي، الذي فرضته ظروف التمزق والاحتلال الأجنبي،
وساعدت على استمرار الصرعات السياسية التي استحكمت في الواقع العربي، ولم يكن في
مقدور عقلاء الأمة ولا بعض قادتها المستنيرين أن يفعلوا شيئاً بالأمس، وهم اليوم
يبدون أكثر حيرة، ولا أقول يأساً.
لا بد أن كل عربي حريص على وحدة صف أبناء
الأمة وعدم وقوع مزيد من الأقطار العربية في قبضة الفوضى والاقتتال المجاني، لم يكن
يتوقع أن تصل الاختلافات أو الخلافات داخل القطر العربي الواحد والمتجانس إلى درجة
المساس بالوحدة الوطنية والاقتراب من محذور التعايش بين أبناء العقيدة الواحدة
والأصول العربية الواحدة؛ خدمة للأهواء السياسية وانطلاقاً من مصالح ذاتية، أو
محاولة لاجترار وقائع حروب داحس والغبراء التي كانت تثار بين القبائل العربية قبل
أن يوحدها الإسلام، وتقترب من ثقافة روحية إنسانية توحدت في إطارها اللغات
والثقافات والأجناس. .
نقلاً عن العرب أون لاين
ويعاني من أزمة ما، سواء اعترف بوجودها أو حاول إخفاءها؛ وربما كانت الأقطار
العربية التي أعلنت فيها الأزمات عن نفسها ستكون أحسن حظاً من تلك التي تخفي
أزماتها تحت الرماد، ثم لا تلبث أن تشتعل وتأخذ مكانها الأوسع في صدارة الأزمات
الراهنة والحاضرة في الإعلام العربي والعالمي.
وما يؤلم ويجرح أن هناك بين الأشقاء العرب من يساعد على صب
الزيت في نار الأزمات المشتعلة؛ اعتقاداً منه أن النار لن تصل إلى داره، وإذا ما
وصلت فسيكون في إمكانه إطفاؤها بسهولة لما يمتلكه من إمكانات.
وكثيراً ما قاد
ذلك الوهم أصحابه إلى ما يتنافى تماماً مع حساباتهم الخاطئة؛ والأمثلة على ذلك
كثيرة ليس في التاريخ القديم وحده، بل في التاريخ المعاصر والقريب جداً.
ومن
هنا، فإن على كل قطر عربي مسؤولية وطنية وقومية ودينية تدعوه إلى المسارعة في إطفاء
الحريق المشتعل في أي قطر عربي، سواء أكان الاشتعال كبيراً أو صغيراً، داخلياً أو
خارجياً، وعدم الوقوف موقف المتفرج؛ فالنار إذا ما اشتعلت في منزل جارك، قريباً
كان هذا الجار أو بعيداً، سوف تحملها الرياح إليك، وإذا لم تصل إليك نارها فلا أقل
من أن يصل دخانها، والدخان في حد ذاته كاف ليمنع الرؤية الصحيحة والإدراك
السليم.
والملاحظ- على نطاق واسع- أن هناك عدداً من الأقطار العربية التي تعيش
ظاهر الهدوء كثيراً ما تقف من الأزمات المشتعلة هنا وهناك موقف المتفرج، وأحياناً
موقف المبتهج، وذلك عكس ما يقتضيه الشعور القومي وتتطلبه المصلحة العربية، لا سيما
وأن وراء كل أزمة من الأزمات المشتعلة داخل هذا القطر العربي أو ذاك أهدافاً خارجية
تهدد الجميع.
ويغدو من النافل والمكرر القول بأن الكيان الصهيوني، هو المستفيد
الأكبر من كل ما تشهده أقطار الوطن العربي من فوضى وأزمات وصراعات، ومن ثم نبشها أو
استيرادها لا فرق، وكلما زاد انشغال هذه الأقطار بالثانويات وبالصراعات المرحّلة من
القرون السالفة زاد اطمئنان الكيان الصهيوني على وجوده المتناقض مع حقائق الواقع
والتاريخ، وزاده شعوره هذا بأن أمة تتآكل من داخلها لن تجد الوقت والإمكانيات التي
يمكنها من تصحيح هذا الخطأ التاريخي، الذي فرضته ظروف التمزق والاحتلال الأجنبي،
وساعدت على استمرار الصرعات السياسية التي استحكمت في الواقع العربي، ولم يكن في
مقدور عقلاء الأمة ولا بعض قادتها المستنيرين أن يفعلوا شيئاً بالأمس، وهم اليوم
يبدون أكثر حيرة، ولا أقول يأساً.
لا بد أن كل عربي حريص على وحدة صف أبناء
الأمة وعدم وقوع مزيد من الأقطار العربية في قبضة الفوضى والاقتتال المجاني، لم يكن
يتوقع أن تصل الاختلافات أو الخلافات داخل القطر العربي الواحد والمتجانس إلى درجة
المساس بالوحدة الوطنية والاقتراب من محذور التعايش بين أبناء العقيدة الواحدة
والأصول العربية الواحدة؛ خدمة للأهواء السياسية وانطلاقاً من مصالح ذاتية، أو
محاولة لاجترار وقائع حروب داحس والغبراء التي كانت تثار بين القبائل العربية قبل
أن يوحدها الإسلام، وتقترب من ثقافة روحية إنسانية توحدت في إطارها اللغات
والثقافات والأجناس. .
نقلاً عن العرب أون لاين