بقلم/
محمد زين العيدروس
محمد زين العيدروس
في المقالتين السابقين, حاولنا تسليط الأضواء على
أسرة الحوثيين, وأشرنا الى انها اسرة زيدية تتمركز في محافظة صعدة, دخلت في معارك
شرسة مع الدولة اليمنية, ولم يقدم الحوثيون اي مشروع سياسي او تنموي, انهم يتطلعون
الى الحكم ولو كان ذلك عن طريق القتال.
size=4>وفي هذه المقالة, نحاول ان نتعرف على فكر الحوثيين, نقترب منهم قليلا لنتعرف
على فكرهم وماذا يخفون من توجهات, ويشير الكاتب اليمني فيصل الصوفي, إلى ان حسين
الحوثي (الصريع) في احدى محاضراته للناس قال: من المناسب ان نجتمع كل يوم خميس في
هذه القاعة, ونكون معا بدلا من ان نكون جماعات متفرقة, كل مجموعة في بيت في هذه
القرية او تلك, وكل مجموعة تخوض في الاحداث التي تدور في العالم بالحديث والتحاليل
الخاطئة وفي نهاية الجلسة تخرج المجموعة, وليس لديها موقف ثابت ولا رؤية معينة,
لأنها تتقلب في حديثها ومواقفها تبعا لما تسمعه من وسائل الاعلام فتكون النتيجة هي
ان يهلك الناس انفسهم, تكون النتيجة هي ان يخرج هذا وذاك من ذلك المجلس في هذه
القرية او تلك ولا يدري بأنه قد تحول الى كافر أو يهودي او نصراني من حيث يشعر او
لا يشعر, فلنجتمع هنا معا و"نخزن" (يقصد القات) ونتحدث ولكن بروحية اخرى تتناول
احداثا ليست على ما تعودنا عليه! وكانت هذه "الروحية" التي لم يعتد عليها الناس هي
"التشيع", ويستطرد حسين الحوثي في تلك الجلسة متحدثا امام الحاضرين بقوله" لنفهم ان
ما نحن عليه ليس هو الاسلام الصحيح, ولو كان الاسلام على هذا النحو الذي نحن عليه
لما كانت له قيمة, ولما كان له ذوق ولا طعم, وعنده ان الاسلام اليوم الذي نحن عليه
اسلام لا ينكر منكرا ولا يعرف معروفا ولا يحق حقا ولا يبطل باطلا ولا يواجه مبطلا
اسلام لا يبذل صاحبه من اجل الله دينارا واحدا, ولا يوالي فيه الناس آل البيت,
ويقرأ قوله تعالى: "انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون "ثم يذهب الى القول ان "الذين آمنوا" في هذه الآية ليسوا
هؤلاء المسلمين الذين يوالون اليهود والنصارى, أو المسلمين الذين ارتدوا, فالآية -
وفق رأي الحوثي - لا تخاطب من يرون أنفسهم داخلين تحت هذا الاسم من المسلمين اليوم
بكل طوائفهم بل المقصود ب "الذين آمنوا" هو علي عليه السلام, ثم يدعي الحوثي بأن
الآية تقول: انما وليكم الله ورسوله وعلي, ولكن المفسرين حرفوا معنى "الذين امنوا"
عن مدلولها الحقيقي ارضاء لابي بكر وعمر, لانهم لو اعترفوا بمعناها الحقيقي
لاعترفوا ان عليا أفضل منهم! ثم يقفز حسين الحوثي في حديثه مع الناس الذين جاؤوا
الى مجلسه ويدعي "ان السني مستعد ان تتحطم الدنيا كلها ولا يتخلى عن ابي بكر وعمر,
وهو بذلك يشهد على نفسه انه يعيش المشكلة ويعمى عن الحل! والغريب في حديث الحوثي
قوله: ان كل سيئة في الامة وكل ظلم وقع عليها وكل معاناة وقعت بالأمة, المسؤول عنها
ابوبكر وعمر وعثمان, ويركز كثيرا على عمر بكراهية مقيتة على أنه هو الذي رتب البيعة
لابي بكر! ويذهب الحوثي الى ضرب الامثال الهزيلة ويدعي انه في غزوة خيبر جعل الرسول
ابابكر قائدا على الجيش, فرجع في خيبر منهزما, ثم اعطى القيادة لعمر فعاد من
المعركة منهزما, ثم اعطى الراية للامام علي وهو الذي كان مصابا بالرمد يومها, لكنه
ذهب وحارب يهود خيبر وانتصر عليهم, اذن, اذا كان ابوبكر رجع منهزما, وكذلك عمر,
فليعلم اولياء ابي بكر وعمر انهم سيظلون منهزمين امام اليهود, فما دام كبارهم قد
هزموا فصغارهم منهزمون! ويتجاهل الحوثي, ان عمر وابا بكر هما اصحاب فضل وجهاد, وهما
من اصحاب الرسول واول من صدقوا الرسول وآمنوا بالرسالة ووقفوا الى جانب الرسول في
جهاده من اجل التوحيد ونشر الاسلام, ولكن الحوثي يرى في هذا الكلام خطأ, والحقيقة
عنده انه لابد ان يتعرض لهما رغم ان ذلك يجرح مشاعر الآخرين.
ثم يتجاوز الامر
حدوده عند الحوثي عندما يقول: ان العرب كلهم سنة يتولون ابابكر وعمر, فما استطاعوا
ان يصلوا الى حل اطلاقا مع صراعهم مع اعداء الاسلام فمنذ عهد ابي بكر والى اليوم
والامة كل سنة تهبط نحو الاسفل من جيل الى جيل, ان الذين يوالون ابابكر وعمر
"السنية" لا ينقصهم اسلحة ولا مال, فلماذا لم يغلبوا اليهود, بينما يقول الله ان
حزب الله هم الغالبون! أكتفي بهذه الجزئية من افكار حسين الحوثي, وعلى الذين
يتابعون تلك المعارك القذرة التي تدور في الاحراش وجبال صعدة, عليهم ان يتفحصوا هذا
الفكر الغريب, الذي ولا شك لا يمت لاي صلة لليمن وحضارتها وتاريخها
العريق!.
أسرة الحوثيين, وأشرنا الى انها اسرة زيدية تتمركز في محافظة صعدة, دخلت في معارك
شرسة مع الدولة اليمنية, ولم يقدم الحوثيون اي مشروع سياسي او تنموي, انهم يتطلعون
الى الحكم ولو كان ذلك عن طريق القتال.
size=4>وفي هذه المقالة, نحاول ان نتعرف على فكر الحوثيين, نقترب منهم قليلا لنتعرف
على فكرهم وماذا يخفون من توجهات, ويشير الكاتب اليمني فيصل الصوفي, إلى ان حسين
الحوثي (الصريع) في احدى محاضراته للناس قال: من المناسب ان نجتمع كل يوم خميس في
هذه القاعة, ونكون معا بدلا من ان نكون جماعات متفرقة, كل مجموعة في بيت في هذه
القرية او تلك, وكل مجموعة تخوض في الاحداث التي تدور في العالم بالحديث والتحاليل
الخاطئة وفي نهاية الجلسة تخرج المجموعة, وليس لديها موقف ثابت ولا رؤية معينة,
لأنها تتقلب في حديثها ومواقفها تبعا لما تسمعه من وسائل الاعلام فتكون النتيجة هي
ان يهلك الناس انفسهم, تكون النتيجة هي ان يخرج هذا وذاك من ذلك المجلس في هذه
القرية او تلك ولا يدري بأنه قد تحول الى كافر أو يهودي او نصراني من حيث يشعر او
لا يشعر, فلنجتمع هنا معا و"نخزن" (يقصد القات) ونتحدث ولكن بروحية اخرى تتناول
احداثا ليست على ما تعودنا عليه! وكانت هذه "الروحية" التي لم يعتد عليها الناس هي
"التشيع", ويستطرد حسين الحوثي في تلك الجلسة متحدثا امام الحاضرين بقوله" لنفهم ان
ما نحن عليه ليس هو الاسلام الصحيح, ولو كان الاسلام على هذا النحو الذي نحن عليه
لما كانت له قيمة, ولما كان له ذوق ولا طعم, وعنده ان الاسلام اليوم الذي نحن عليه
اسلام لا ينكر منكرا ولا يعرف معروفا ولا يحق حقا ولا يبطل باطلا ولا يواجه مبطلا
اسلام لا يبذل صاحبه من اجل الله دينارا واحدا, ولا يوالي فيه الناس آل البيت,
ويقرأ قوله تعالى: "انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون "ثم يذهب الى القول ان "الذين آمنوا" في هذه الآية ليسوا
هؤلاء المسلمين الذين يوالون اليهود والنصارى, أو المسلمين الذين ارتدوا, فالآية -
وفق رأي الحوثي - لا تخاطب من يرون أنفسهم داخلين تحت هذا الاسم من المسلمين اليوم
بكل طوائفهم بل المقصود ب "الذين آمنوا" هو علي عليه السلام, ثم يدعي الحوثي بأن
الآية تقول: انما وليكم الله ورسوله وعلي, ولكن المفسرين حرفوا معنى "الذين امنوا"
عن مدلولها الحقيقي ارضاء لابي بكر وعمر, لانهم لو اعترفوا بمعناها الحقيقي
لاعترفوا ان عليا أفضل منهم! ثم يقفز حسين الحوثي في حديثه مع الناس الذين جاؤوا
الى مجلسه ويدعي "ان السني مستعد ان تتحطم الدنيا كلها ولا يتخلى عن ابي بكر وعمر,
وهو بذلك يشهد على نفسه انه يعيش المشكلة ويعمى عن الحل! والغريب في حديث الحوثي
قوله: ان كل سيئة في الامة وكل ظلم وقع عليها وكل معاناة وقعت بالأمة, المسؤول عنها
ابوبكر وعمر وعثمان, ويركز كثيرا على عمر بكراهية مقيتة على أنه هو الذي رتب البيعة
لابي بكر! ويذهب الحوثي الى ضرب الامثال الهزيلة ويدعي انه في غزوة خيبر جعل الرسول
ابابكر قائدا على الجيش, فرجع في خيبر منهزما, ثم اعطى القيادة لعمر فعاد من
المعركة منهزما, ثم اعطى الراية للامام علي وهو الذي كان مصابا بالرمد يومها, لكنه
ذهب وحارب يهود خيبر وانتصر عليهم, اذن, اذا كان ابوبكر رجع منهزما, وكذلك عمر,
فليعلم اولياء ابي بكر وعمر انهم سيظلون منهزمين امام اليهود, فما دام كبارهم قد
هزموا فصغارهم منهزمون! ويتجاهل الحوثي, ان عمر وابا بكر هما اصحاب فضل وجهاد, وهما
من اصحاب الرسول واول من صدقوا الرسول وآمنوا بالرسالة ووقفوا الى جانب الرسول في
جهاده من اجل التوحيد ونشر الاسلام, ولكن الحوثي يرى في هذا الكلام خطأ, والحقيقة
عنده انه لابد ان يتعرض لهما رغم ان ذلك يجرح مشاعر الآخرين.
ثم يتجاوز الامر
حدوده عند الحوثي عندما يقول: ان العرب كلهم سنة يتولون ابابكر وعمر, فما استطاعوا
ان يصلوا الى حل اطلاقا مع صراعهم مع اعداء الاسلام فمنذ عهد ابي بكر والى اليوم
والامة كل سنة تهبط نحو الاسفل من جيل الى جيل, ان الذين يوالون ابابكر وعمر
"السنية" لا ينقصهم اسلحة ولا مال, فلماذا لم يغلبوا اليهود, بينما يقول الله ان
حزب الله هم الغالبون! أكتفي بهذه الجزئية من افكار حسين الحوثي, وعلى الذين
يتابعون تلك المعارك القذرة التي تدور في الاحراش وجبال صعدة, عليهم ان يتفحصوا هذا
الفكر الغريب, الذي ولا شك لا يمت لاي صلة لليمن وحضارتها وتاريخها
العريق!.
